يبدو أن أسعار النفط والبنزين المرتفعة بحاجة للارتفاع إلى مستوى أعلى مع قدوم فصل الشتاء لتحفيز الإنتاج الجديد وتثبيط الاستهلاك ومواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التى نتجت عن تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وإلا سيتعرض الاقتصاد العالمى لتباطؤ النمو مما يتسبب فى حدوث كساد اقتصادى وينذر بكارثة تهدد دول العالم .
وارتفعت أسعار النفط، الاثنين، بأكثر من 5٪ في نمو متسارع للسوق العالمية، وفقا لبيانات التداول، كما ارتفع سعر العقود الآجلة لشهر ديسمبر لخام برنت بنسبة 5.13٪ إلى 89.51 دولارًا للبرميل، والعقود الآجلة لشهر نوفمبر لخام غرب تكساس الوسيط، بنسبة 5.9٪ إلى 84.14 دولارًا أمريكيًا.
وسيعقد الاجتماع وجهًا لوجه لأول مرة منذ مارس 2020، عندما بدأ الوزراء الاجتماع عبر الفيديو بسبب جائحة فيروس كورونا ، وسيعقد اجتماع أوبك+، يوم الأربعاء، في فيينا.
وتراجعت أسعار النفط لأربعة أشهر متتالية منذ يونيو بعد أن أضر إغلاق كوفيد-19 في الصين، أكبر مستهلك للطاقة، بالطلب بينما أثر ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الدولار الأميركي على الأسواق المالية العالمية.
وتدرس منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، المعروفة باسم أوبك+، خفض الإنتاج بما يزيد على مليون برميل يومياً قبل اجتماع يوم الأربعاء وذلك لدعم الأسعار، وسيكون هذا هو ثاني خفض شهري على التوالي لأوبك+ بعد أن خفضت الإنتاج 100 ألف برميل يوميا الشهر الماضي.
تأثير ارتفاع أسعار النفط على الدول
فى هذا الصدد قال الدكتور شريف الديوانى، رئيس قسم الشرق الأوسط بالمنتدى الاقتصادى العالمى " دافوس "، إن الأسعار كانت قد انخفضت بشكل كبير بسبب تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية ثم عاودت الإنخفاض مرة أخرى ، بعد أن وصلت إلى 120 دولاراً ثم عاودت الإنخفاض مرة أخرى ل80 دولاراً ، ثم 77 دولاراً وهذا يعد إنخفاض بنسية 40% .
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مجموعة أوبك تسعى لتباطؤ التدهور السريع فى الأسعار حتى لا تنخفض لمستويات أخرى ، وهذا رد فعل من منظمة أوبك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للحفاظ على المستوى الذى كان عليه سوق النفط قبل الأزمات التى ضربت العالم منها أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 والحرب الأوكرانية الروسية.
ولفت الديوانى إلى أن تأثير ذلك على الاقتصاد العالمى تأثير سىء للغاية، حيث أن دول العالم تقع بين جزئين جزء الاقتصاد المتقدم وجزء الاقتصاد الناشيء، والاقتصاد المتقدم يعانى من إرتفاع معدلات التضخم ، ويتم التعامل معها من خلال سياسات نقدية برفع أسعار الفائدة ، والدول الناشئه معدلات التضخم بها أعلى بكثير عن دول الاقتصاد المتقدم .
وأوضح أن تأثير ذلك على تلك الدول سوف ينعكس على إرتفاع حاد لكافة السلع والخدمات ، فى ظل وجود اقتصاد عالمى متدهور ، لذلك سيكون هناك حد لسقف أسعار النفط ، متوقعاً أن الاقتصاد العالمى سوف يعانى من تباطؤ خلال الربع الأخير من هذا العام والربع الأول من العام القادم.
وأشار إلى أن المسألة عبارة عن توازن بين الحفاظ على الاقتصاد العالمى وبين الحفاظ على أسعار النفط حتى لايفقد منتجى البترول ما إكتسبوه خلال الفترة الماضية ، حتى لايحدث تدهور بالاقتصاد العالمى وكذلك تدهور أسعار الطاقة .
أرتفاع أسعار النفط عالميا
وكان قد توقع البنك الآن أن متوسط أسعار خام برنت سيبلغ 140 دولارًا للبرميل بين يوليو وسبتمبر، ارتفاعًا من 125 دولارًا للبرميل، يتم تداول خام برنت حاليًا عند حوالي 120 دولارًا للبرميل.
والأسوأ من ذلك، قال Goldman Sachs إن أسعار التجزئة للبنزين في الصيف ستحتاج إلى الارتفاع إلى المستويات المرتبطة عادة بـ 160 دولارًا للنفط من أجل تقليص الطلب.
كتب المحللون الاستراتيجيون في بنك غولدمان ساكس في تقرير إلى العملاء: "لا يزال الارتفاع الكبير في الأسعار ممكنًا تمامًا هذا الصيف".
تشير التوقعات إلى أن الأسوأ لم ينته بعد بالنسبة للمستهلكين الذين يتعاملون بالفعل مع ارتفاع أسعار الغاز.
وقال بنك غولدمان ساكس متوسط سعر خام برنت قد يسجل 135 دولارًا للبرميل خلال النصف الثاني من هذا العام والنصف الأول من العام المقبل. هذا أعلى بمقدار 10 دولارات عن التوقعات السابقة للبنك.
وكتب الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس: "نعتقد أن أسعار النفط بحاجة إلى مزيد من الارتفاع لإعادة المستويات المنخفضة بشكل غير مستدام لمخزونات النفط العالمية إلى وضعها الطبيعي، وكذلك طاقات أوبك والتكرير الفائضة".
في مارس، ارتفع سعر خام برنت لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى في 14 عامًا عند 139.13 دولارًا للبرميل. لكن ثبت أن ذلك مؤقت حيث تراجعت أسعار النفط بسرعة من ذلك المستوى. يتوقع بنك غولدمان أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 140 دولارًا للربع بأكمله.
هذا مستوى خجول مقارنة بـ 150 دولارًا الذي حذر مارك زندي الخبير الاقتصادي في Moody's Analytics من أنه قد يتسبب في مشكلة كبيرة للاقتصاد الأمريكي.
ولم يحدد البنك إلى أي مدى يتوقع ارتفاع أسعار البنزين، واكتفى بالقول إن أسعار النفط بحاجة إلى أن تصبح باهظة للغاية بحيث تتسبب في انخفاض الطلب بمقدار 500 ألف برميل يوميًا لإعادة التوازن إلى السوق.
عززت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الثلاثاء، أيضًا توقعاتها لأسعار النفط والبنزين والغاز الطبيعي، قائلة إنها لم تعد تتوقع أن تنخفض أسعار البنزين مرة أخرى إلى ما دون 4 دولارات للغالون بحلول سبتمبر.
استمرار أرتفاع أسعار النفط عالميا
من جانبها، تتوقع إدارة معلومات الطاقة، أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 111.28 دولارًا للبرميل في الربع الثالث و104.97 دولارًا للبرميل في الربع الرابع، وهذا يعتبر أعلى من توقع EIA قبل شهر لخام برنت بمتوسط 103.98 دولار و101.66 دولار على التوالي.
النبأ السار هو أن إدارة معلومات الطاقة لا تتوقع أن يكون البنزين بقيمة 4 دولارات في أمريكا هو المعيار حتى عام 2023، وتتوقع الوكالة أن يبلغ متوسط سعر البنزين 3.87 دولار للغالون في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، رغم أن هذا المبلغ أعلى من 3.59 دولار في السابق.
لعام 2023، رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها للبنزين إلى متوسط 3.66 دولارات، مقارنة بـ 3.51 دولار سابقًا. لكن هذا سيظل يمثل تحسنًا كبيرًا عن سعر جالون 4.07 دولار المتوقع هذا العام.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن توقعاتها تتضمن الافتراض بأن الاتحاد الأوروبي سيتابع خطته لحظر واردات النفط الخام والمنتجات البترولية المنقولة بحراً من روسيا.
وبينما من المتوقع أن تزيد الولايات المتحدة وأوبك + الإنتاج بشكل طفيف، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج روسيا سينخفض بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا بين مايو 2022 ونهاية عام 2023. يعد هذا انخفاضًا أكثر حدة مما توقعته إدارة معلومات الطاقة سابقًا.