الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انسحاب روسي وتقدم أوكراني.. كيف يؤثر فقد مدينة ليمان الاستراتيجية على المعارك

بلدة ليمان
بلدة ليمان

أعادت القوات الروسية المنسحبة من بلدة ليمان الأوكرانية تموضعها حول المدينة الاستراتيجية، في محاولة كسر الحصار الذي فرضته القوات الأوكرانية التي بدأت عملية اقتحام البلدة الواقعة شرقي البلاد، وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إنه بسبب التهديدات بالتطويق، تم إبعاد القوات الروسية والمتحالفة معها من "كراسني ليمان" في جمهورية دونيتسك الشعبية وتراجعت إلى خطوط أكثر فائدة.

وأضافت الدفاع الروسية في بيانها، أنه رغم الخسائر التي لحقت بـ الجيش الأوكراني والتفوق الكبير في القوات والوسائل فإنه جلب احتياطيات وواصل هجومه على هذا المحور".

أوكرانيا تتقدم بعد انسحاب روسيا

من جانبه، وفي أعقاب انسحاب القوات الروسية من بلدة "ليمان" شرق أوكرانيا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن السيطرة الكاملة على البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية، موضحا عبر مقطع فيديو، استمر حوالي عشر ثوان أمس الأحد إنه اعتبارا من بعد الظهر، تم تطهير المدينة بالكامل من القوات الروسية.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف قد أعلن السبت الماضي، عن الانسحاب، مشيرا إلى خطورة التطويق كانت سبب لتلك الخطوة، فيما تحدثت السلطات الأوكرانية في وقت سابق، عن حصار حوالي خمسة آلاف جندي روسي، ولم يتضح بعد عدد الجنود الذين قتلوا أو أسروا.

ويفتح سقوط البلدة الطريق أمام القوات الأوكرانية للتوجه نحو كريمينا وسفاتوف، وتقع كلتا البلدتين في منطقة "لوهانسك" وتعتبران من محاور النقل المهمة، لاسيما سفاتوف.

الخداع واستراتيجية المناورة بالقوات

في هذا الصدد، قال الدكتور نور ندى، المحلل السياسي وأستاذ علم الاقتصاد بأكاديمية السادات، وأستاذ زائر بجامعة موسكو، فى تحليل نتائج المعارك العسكرية لابد أن نفرق بين المعارك التكتيكية وانتصاراتها الشكلية، والتى قد تغري بعض المتابعين للمعارك فتسبب أخطاء فى فهم نتائج هذه المعارك والتى لا تؤثر على مستقبل الحرب ككل.

بلدة ليمان

وأضاف ندى خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"،  أن الانسحاب أو حتى الهزيمة في المعارك التكتيكية، بداية وتمهيد لتحقيق مكاسب فى معارك استراتيجية تؤثر فى النتيجة النهائية للحرب، لافتاً إلى أن المعارك الاستراتيجية هي المؤثرة فى سير العمليات والمحددة لنتيجة الحرب النهائية، وإعادة تموضع القوات الروسية فى منطقة ليمان لا يؤثر كثيرا على الخطوة الاستراتيجية فى ضم المناطق الأربعة فى شرق وجنوب أوكرانيا.

تحول الأوضاع في أوروبا ضد قادتها

وأشار إلى أن استدعاء حوالى 300 ألف جندي من قوات الاحتياط الروسية مع دخول فصل الشتاء سوف يحدث تحول دراماتيكى فى المعارك ، ويجب أن نتذكر أن روسيا قوة نووية ولن تقبل بأقل من الانتصار.

وأوضح وعلى جانب أخر بدأت حدة المظاهرات فى التصاعد فى كثير من العواصم الأوربية والذى من شأنه الضغط على النظم الأوربية الحاكمة بل واسقاطها حيث بدأ تغيير سياسى فعلا فى بعض الدول الأوربية، وبدأت حالة من التمرد على فرض عقوبات على روسيا وعلى تكاليف الدعم العسكرى لأوكرانيا، مع وجود مع رفض شعبي أوروبى للهيمنة الأمريكية على القرار السياسي والاقتصادي الأوروبي.

روسيا نفذت خطتها الرئيسية

وفى سياقً متصل يرى اللواء محمد غباشى أمين مركز أفاق للدراسات الاستراتيجية، أن روسيا اتخذت إجراء تكتيكى، وحتى الآن القتال الذي يدور لا يدور بالقوات الرئيسية، بل بجزء بقوات أخرى وعناصر من المتطوعين، إضافة إلى جيوش الأربع مناطق المحررة، موضخا أن روسيا لم تضع ثقلها فى الحرب بشكل كامل، معظم ماحدث كان بدعم قليل من القوات الجوية الروسية، والقصافات الصاروخية، لأهداف محددة.

وأضاف الغباشي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن روسيا كان لها خطة عسكرية دمرت البنيه التحتية للجيش الأوكرانى بعيداً عن المناطق الأربعة المحررة، بالإضافة لتدمير مراكز القيادة والسيطرة، واستهداف المناطق التى كان يتم بها الإمداد بالأسلحة والمعدات العسكرية التى كانت تأتى من أمريكا وعدد من الدول الداعمة لأوكرانيا.

القوات الأوكرانية

تدمير الاحتياطيات والبنية التحتية

وأشار إلى أن روسيا كانت تعمل بإسلوبين، أسلوب لتدمير الاحتياطيات ومراكز القيادة، وأسلوب تدمير البنية الاسياسية لكل دولة أوكرانيا، فى ظل عدم إستخدام أى جزء من القوات الروسية الأساسية، فى العمليات حتى الأن، موضحاً إنه عندما يكون هناك انسحاب تكتيكي وفقد بعض المواقع لايؤثر على سير العملية العسكرية للقوات الروسية الأساسية، ولكن ما يحدث هي أمور تكتيكية تخص القادة.

وأوضح أن حصار قرية أو التخلى عنها هو أسلوب من القادة على المستوى التكتيكى، قد يحدث خطأ فى بعض الإجراءات، ولكن فى حالة وقوع شيء يؤثر على صورة الجيش الروسي، سيكون هناك رد فعل بشكل أعنف وأكبر، مشيراً إلى أن روسيا تمتلك قوات على درجة عالية، وتمتلك أسلحة متطورة، وطائرات ذات قدرات فائقة ، كما أن موسكو لم تستخدم قوتها الرئيسية حتى الأن .

كانت القوات الروسية، قد عززت وجودها حول المدينة الاستراتيجية، خلال عملية إعادة التمركز، بينما قالت تقارير غربية إنه من المرجح أن تستولي القوات الأوكرانية على ليمان بالكامل في غضون الـ72 ساعة المقبلة.

الأهمية الاستراتيجية لمدينة ليمان

  • مجاورة لخط جبهة الحرب في ميكولاف.
  • تقع على مسافة 5 كليومترات من مدينة خيرسون.
  • تبلغ مساحتها 20 كليومترا.
  • محور رئيسي لتقاطع شبكة خطوط السكك الحديدية شرق أوكرانيا.
  • شهدت معارك في عام 2014 بين الجيش الأوكراني و الموالين لروسيا.
  • ضمت قبل الحرب نحو 20 ألف نسمة، إلا أنه تم إجلاء قسم كبير من سكانها.
  • تستخدمها روسيا مركزا لوجستيا لعملياتها في شمالي منطقة دونيتسك.