شهد اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر العلمي السادس عشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية عدد من الموضوعات المتعلقة بسلاسل القيمة وقطاع الصناعة في الدول العربية (الفرص والتحديات ) وسياسة حماية القطاع الصناعي في الدول العربية من الازمات الخارجية في ضوء أهم الدروس المستفادة من التجارب الدولية والتكامل الاقتصادي العربي وقد القى الدكتور محمود محي الدين كلمة رئيسية حول تمويل التنمية العربية في ظل الازمات.
وتم عقد جلسة خاصة لمناقشة إطلاق تقرير التنمية العربية السادس بعنوان "النمو الاقتصادي في ظل الأزمات: جائحة كوفيد-19 وما بعدها" وتطرّق التقرير إلى موضوع الأزمات وتأثيرها على الدول. وركّز على جائحة كوفيد-19 وتداعياتها على الدول العربية وعلى نموّها الاقتصادي، وألقى الضوء على التدابير والحزم المالية التحفيزية التي تبنّتها هذه الدول للتصدّي للآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية لهذه الجائحة. إضافة إلى عرض التقرير خبرات من تجارب عربية في إدارة الأزمة، وطرح مجموعة من التوصيات لإشكالية النمو الاقتصادي في فترة ما بعد الجائحة، وكذلك نوعية الإجراءات والتدابير اللازمة لتحفيز النمو الاقتصادي المستدام والموفّر لأكبر عدد من الوظائف.
جاء إطلاق تقرير التنمية العربية السادس بالمؤتمر العلمي السادس عشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية "تعزيز قدرة الاقتصادات العربية على الصمود في مواجهة الأزمات"، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بالتعاون بين الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية و معهد التخطيط القومي و المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت و الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
حيث يكتسب هذا الإصدار أهمية خاصة لتعامله مع قضية النمو الاقتصادي العربي عقب أزمة كوفيد-19، وهي القضية التي لا تشغل الدول والمجتمعات العربية فقط، ولكنها تتصدر جدول أعمال التنمية في معظم دول العالم المتقدمة والنامية على السواء ، حيث ان الجائحة وتداعياتها فرضت وقائع وتحديات جديدة للدول العربية والتي تستدعي البحث عن أفضل مداخل ومقاربات التعافي الفعّال وتجاوز تداعيات الجائحة نحو استعادة زخم النهوض والانطلاق في ظل أزمات جديدة تلقي بظلالها على العالم خاصة الحرب الروسية الأوكرانية.
قدم التقرير قراءة عربية لمخاض الجائحة العسير وانعكاساته على النمو الاقتصادي في الدول العربية وبلورة رؤى ومسارات مستقبلية للنهوض وتعزيز فرص النمو وتصحيح المسارات في عالم يموج بالأزمات.
وتجدر الإشارة إلى أن إنجاز هذا الإصدار من تقرير التنمية العربية، والذي أعدّه نخبة من الباحثين والخبراء من المعهدين، يأتي في وقت تسوده حالة من عدم اليقين حول جائحة #كوفيد_19، إضافة إلى احتمال أن تستغرق الأزمة الروسية-الأوكرانية زمناً أطول من المرتقب، وما يتطلبه ذلك من تحديات جسيمة في الدول العربية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
مسارات النمو الاقتصادى
وقد تطرق التقرير إلى واقع ومسارات النمو الاقتصادي قبيل الجائحة، ليقوم بعد ذلك بتحليل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الأزمة خصوصا على النمو الاقتصادي ورصد القطاعات والفئات الأكثر تضرّرا وانكشافا، بجانب رصد الفرص التي قد تمثل محركات جديدة للنمو الاقتصادي مستقبلاً.
قدم التقرير مراجعة تحليلية لتدابير وسياسات التعامل مع الجائحة وتداعياتها الاقتصادية في الدول العربية مقارنة ببعض التدابير العالمية، وتطرّق لموضوع الحوكمة وإدارة هذه الأزمة في الدول العربية المختلفة، والأدوار الصاعدة للرقمنة في التعامل مع هذه الأزمات عربياً وعالمياً كما اجتهد التقرير فى وضع منطلقات وبلورة سياسات مقترحة لاستكمال التعافي من تداعيات الجائحة، وتعزيز نمو وصلابة وصمود واستدامة الاقتصادات العربية في المستقبل في عالم يسوده الأزمات وعدم اليقين.