أعلنت مجموعة عسكرية بقيادة النقيب إبراهيم تراوري تولي السلطة في بوركينا فاسو، أمس الجمعة، وإقالة رئيس المجلس العسكري الحاكم بول هنري داميبا، بعد 9 أشهر فقط من إطاحة الجيش بقيادة داميبا بالرئيس السابق روش كابوري.
على مستوى إفريقيا السمراء، يُعد استيلاء المجموعة العسكرية بقيادة تراوري على الحكم في بوركينا فاسو سادس انقلاب عسكري يحدث في إفريقيا خلال العامين الماضيين فقط.
بوركينا فاسو.. انقلابان في عام واحد
كان جيش بوركينا فاسو بقيادة بول هنري داميبا قد أطاح بالرئيس السابق روش كابوري في يناير الماضي، متهمًا إياه بالفشل والتقاعس في احتواء عنف جماعات إسلامية متشددة.
وتعهد داميبا آنذاك بإعادة الأمن، ولكن الهجمات تفاقمت منذ ذلك الحين، ما أدى إلى تراجع الروح المعنوية في صفوف القوات المسلحة، إلى أن أعلنت مجموعة أخرى بقيادة إبراهيم تراوري استيلائها على السلطة أمس الجمعة.
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" المكونة من 15 دولة قد علقت عضوية بوركينا فاسو بعد الانقلاب لكنها وافقت بعد ذلك على فترة انتقالية لمدة عامين للعودة إلى الحكم المدني.
مالي.. انقلابان في عامين متتاليين
أطاحت مجموعة من ضباط الجيش في مالي بقيادة أسيمي جويتا بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا في أغسطس 2020. وجاء الانقلاب في أعقاب احتجاجات مناهضة للحكومة على تدهور الوضع الأمني والانتخابات التشريعية المتنازع عليها ومزاعم بالفساد.
وتحت ضغط من جيران مالي في غرب إفريقيا وافق المجلس العسكري على التنازل عن السلطة لحكومة مؤقتة بقيادة مدنية مكلفة بالإشراف على فترة انتقالية مدتها 18 شهرا إلى انتخابات ديمقراطية في فبراير 2022.
لكن قادة الانقلاب اشتبكوا مع الرئيس المؤقت الكولونيل المتقاعد باه نداو وقاموا بتدبير انقلاب ثان في مايو 2021، وتمت ترقية جويتا، الذي كان يشغل منصب النائب المؤقت للرئيس، إلى منصب الرئيس.
وأعلنت حكومة جويتا أنها تعتزم تأجيل الانتخابات لما يصل إلى خمس سنوات مما دفع إيكواس إلى فرض عقوبات شلت اقتصاد مالي الهش بالفعل.
تشاد.. انقلاب من أجل استمرار آل ديبي
تولى الجيش التشادي السلطة في أبريل 2021 بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي في ساحة المعركة أثناء زيارته للقوات التي تقاتل المتمردين في الشمال.
وبموجب القانون التشادي، كان يجب أن يصبح رئيس البرلمان رئيسا للبلاد، ولكن مجلسا عسكريا تدخل وحل البرلمان باسم ضمان الاستقرار.
وتم تعيين نجل ديبي، الجنرال محمد إدريس ديبي، رئيسا مؤقتا وكُلف بالإشراف على فترة انتقالية مدتها 18 شهرا للانتخابات. وأدى انتقال السلطة بهذه الطريقة إلى اندلاع أعمال شغب في العاصمة نجامينا قمعها الجيش.
غينيا.. انقلاب لإنهاء طموح كوندي
أطاح قائد القوات الخاصة بالجيش الغيني الكولونيل مامادي دومبويا بالرئيس ألفا كوندي في سبتمبر 2021.
وقبل الانقلاب بعام كان كوندي قد عدل الدستور للالتفاف على القيود التي كانت ستمنعه من الترشح لفترة ثالثة مما أثار أعمال شغب واسعة النطاق.
وأصبح دومبويا بعد الانقلاب رئيسا مؤقتا وتعهد بإجراء انتخابات ديمقراطية في غضون ثلاث سنوات، ورفضت إيكواس الجدول الزمني وفرضت عقوبات على أعضاء المجلس العسكري وأقاربهم بما في ذلك تجميد حساباتهم المصرفية.
وفي يوليو الماضي، أمهلت إيكواس غينيا حتى 22 أكتوبر لوضع جدول زمني "معقول" لإجراء الانتخابات أو مواجهة عقوبات إضافية.