الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الفيضانات .. الثعابين والعقارب تغزو السودان ولا أمصال مطابقة لـ سُمّها

بعد السيول والفيضانات..
بعد السيول والفيضانات.. الثعابين والعقارب تغزو السودان

بعدما دمرت السيول والفيضانات في السودان آلاف المنازل وسببت أضرارا جسيمة، يشكو السودايون على ضفاف نهر النيل من زيادة كبيرة في أعداد الثعابين والعقارب التي تغزو البلاد وتهدد حياتهم.

ولاحظ الباحثون في السودان، زيادة في أعداد الثعابين والعقارب بعد موسم الأمطار هذا العام، بعدما دمرت الفيضانات المنازل والمنشآت في أجزاء كثيرة من البلاد في أغسطس الماضي، وتفاقمت المخاطر المرتبطة بذلك.

أكبر من الكوبرا

حذر الباحثون في مركز أبحاث الكائنات السامة التابع لكلية العلوم في جامعة الخرطوم، من ظهور ثعابين أكبر حجما مثل الكوبرا، ما أدى إلى وفاة شخص واحد على الأقل.

من جهتها، قالت منال صيام الباحثة بمركز "الكائنات السامة" والأستاذة المساعدة بكلية العلوم جامعة الخرطوم، إن السبب الرئيسي وراء هذه الزيادة هو "التغير المناخي الذي يتسبب في المزيد من الفيضانات والسيول في الخريف وارتفاع درجات الحرارة بالصيف".

وأشارت إلى أنه من بين الأسباب الأخرى لزيادة ظهور الثعابين والعقارب في السودان، هي أعمال التعدين في بعض المناطق مثل ولايات نهر النيل والشمالية "لأن العقارب دائما تتواجد في المناطق الجبلية الرملية وعمليات التعدين والتنقيب تجعلها تهرب لأماكن أكثر أمانا".

وذكرت أن السبب الآخر هو "زيادة كثافة الجمع العشوائي.. لأن العقرب يتخذ سلوك بزيادة الإنتاجية عندما يحس بالخطر .. فإما ينقرض تماما أو يزيد في إنتاجيته".

وضع خطير

أكد الباحثون أن الأمصال المتوفرة في البلاد مستوردة من الهند، وبالتالي فهي لا تتطابق مع سم الثعابين والعقارب المحلية في السودان.

وقالت صيام إن "ألأمصال التي نستوردها تأتي عبر وزارة الصحة والإمدادات الطبية.. وهي مصنعة في شركات هندية لعقارب موطنها الأصلي هو الهند وليس السودان.. وبالتالي تختلف البيئة والسمية أيضا.. لذلك الأمصال ليست بالكفاءة المناسبة لعلاج الحالات".

وحذرت الباحثة السودانية من أن "أغلبية الحالات حاليا التي تصاب بلدغات العقارب لا تعيش.. المصابون يفارقون الحياة".

وفي إطار استجابته لطلب المساعدة من المواطنين، ينظم مركز الأبحاث رحلات ميدانية لجمع الثعابين، خاصة في المناطق التي شوهدت فيها "الكوبرا"، لكن المشكلات اللوجستية والمالية تشكل عائقا.

بدورها، قالت رانيا محمد مديرة مركز أبحاث الكائنات السامة بكلية العلوم جامعة الخرطوم "نحن حاليا كمركز لدينا مشاكل مالية .. مثل كافة المشاكل في السودان المتعلقة بالبحث العلمي".

وتابعت "معداتنا كلها معدات شخصية وليست هناك جهة رسمية اشترتها لنا.. حتى معدات الوقاية غير مكتملة.. اليوم عندما أخرج وأكون متوقعة أن أجد كوبرا ليس من المفترض أن أكون مرتدية نظارة وحذاء عالي الرقبة، من المفترض أن أكون مرتدية - حذاء حماية-  كامل مثلما يفعل بقية العالم".

وشهد السودان سيول وفيضانات مدمرة مؤخرا، أضرت بأكثر من 150 ألف شخص، وهو ضعف عدد المتضررين جراء موسم الأمطار في العام الماضي، ووصف السكان فيضانات هذا العام بأنها الأسوأ منذ عقد.