صدرت حديثاً عن «دار المدى» ترجمة عربية لكتاب «ابتسامة في أسفل السلم» للكاتب الأميركي هنري ميللر، ومن ترجمة ياسين طه حافظ، الذي كتب في المقدمة.
مقدمة الكتاب
يضم الكتاب ثلاثة نصوصٍ: واحدٌ إبداعي - درامي ساخرٌ. والثاني عن الانتحار وقلب السخرية فعلاً جاداً. والثالث ملاحقة الأسئلة الصعبة بعد الموت. في أسفل السلم الواصل إلى القمر، يجلس أوغست متأملاً ابتسامته ثابتة وأفكاره سارحة. أما اصطناع هذا الابتهاج، الذي يبدو مكتملاً عند أوغست، فقد كان دائماً يؤثر في الجمهور، يكشف محصلة التناقضات فيه. المفضَل عند الجمهور هو من يحمل على كُمِه كثيراً من الخدع، لكن أوغست هذا كان متفرداً في هذا الجانب، فهو لا يحمل أفكار بهلولٍ تحقق لهم معجزة الصعود. تأتي ليلة وتمضي وهو في جلسته منتظراً أن يفاجئه الجواد الأبيض الذي يهطل عرفهُ للأرض جداولَ من ذهبٍ.
ولمسة الخطم الدافئ لهذا الجواد على عنقه كانت له قبلة وداعٍ من حبيبٍ، توقظه اللمسة كما تنعش الأنداء اللطيفة أوراق العشب. في وهج بقعة الضوء يتجدد العالم الذي يولد فيه كل يومٍ.
إنه عالم ليس فيه غير الأشياء والمخلوقات والكائنات التي تتحرك في دائرة السحر: منضدة، كرسيٌ، سجادة، حصانٌ، جرسٌ، طوقٌ من ورقٍ وذلك السلم الأزلي والقمر المسمر للسقف، والكيس الهوائي. بهذه الأشياء يقدم أوغست وجماعته كل ليلة دراما الشروع والاستشهاد.