الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفي " 29 "

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

تحدثت خلال سلسلة مقالات  "  من طرف خفى "  عن بداية وضع الخطط لاستهداف الوطن العربى من قبل بنى صهيون ، وقمت بشرح خطة برنارد لويس التى أقرها الكونجرس الأمريكى عام 1983 فى جلسة سرية لتفتيت دول الوطن العربى ، ولربط المخططات الصهيونية بما يفعله أعضاء جماعة الاٍرهاب من عمليات تشوية وبث أكاذيب وشائعات بعد فشلهم فى الاستمرار فى العمليات الإرهابية بعد نجاح جيشنا المصرى العظيم وجهاز الامن الوطنى المصرى ، فى تجفيف منابع الاٍرهاب، فلم يعد امام فلول الجماعة الارهابية سوى سلاح الشائعات وآتباع منهج البرمجة العقلية والحرب النفسية ، ويعد منهج الحرب النفسية والبرمجة العقلية هو أصل الفكر الماسوني ، الذى ينتمى اليه  حسن البنا منشىء جماعة الإخوان المسلمين المعروفة إعلامياً وشعبياً بجماعة الاٍرهاب ، حيث كان يعد أحد أعضائها .

"الماسونية" حركة سرية عالمية؛ عرفت بغموض النشأة والأهداف وسعة الانتشار والنفوذ، وبينما يرى كثيرون أنها يهودية أو ذات ارتباط وثيق بالصهيونية العالمية وتهدف للسيطرة على العالم بالتدريج والسعي لإعادة بناء ما تعتقد أنه "هيكل سليمان"؛ ينفي زعماؤها ذلك ويؤكدون أنها "جمعية خيرية تسعى لتآخي البشرية ورفاهيتها". على نفس النهج الذى تسير عليه الان بعص المنظمات التى تتلقى تمويلات خارجية لتطبيق نفس أجندة الماسونية بعد فشل مخطط الربيع العربى ، تحت مسمى تعايش تاره وتآخى تارة أخرى وسبق وتم شرحها فى مقالة  منفصلة حملت عنوان " دعوات التآخي والدين الإبراهيمي

نشأة الماسونية وأهدافها 
نظرا لطبيعة حركة الماسونية الموغلة في السرية والغموض فإنه لا يوجد اتفاق على شيء من أمورها وبالذات ظروف نشأتها وطبيعة أهدافها ونوعية خططها؛ فهذه الحركة -التي تسمي نفسها "أخوّة البنائين الأحرار"- تقول إن نشأتها الرمزية تزامنت مع ما تدعوه "هيكل سليمان" الذي تعتبره أول عمل عظيم نفذته، ومن "إنشائه" استلهمت اسمها "البناؤون الأحرار" وأخذت تقديس "حرفة البناء".

ويقول المؤرخون الماسونيون إن "أسرار المهنة" وصلت إلى إنجلترا عام 926م على أيدي البنائين والصناع الحرفيين الأوائل الذين عملوا في تشييد الكنائس وغيرها من البنايات الدينية، فشكل هؤلاء الحرفيون نواة الحركة الماسونية الأولى وعلاقتها بالدين.

ويفتخر الماسونيون بمن يُسموْن "فرسان الهيكل" الذين يعتبرونهم من العناصر المؤسسة للماسونية. و"فرسان الهيكل" تشكيل عسكري على أساس ديني شارك مع الصليبيين في محاربة المسلمين لانتزاع المسجد الأقصى منهم، إذ يعتقدون أنه بُني تماما فوق ما يسمى "هيكل سليمان".

وبشأن ارتباط الماسونية بـ"هيكل سليمان" المزعوم؛ قال جون هاميل المتحدث باسم المحفل الماسوني الأكبر بلندن (في لقاء مع قناة الجزيرة عام 1999) إن " هيكل سليمان هو البناء الوحيد الذي وُصف تفصيلاً في التوراة، وعندما كانت الماسونية تنظم نفسها في أواخر القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر كانت التوراة مصدراً عظيماً للمحاكاةِ والتميز، ولهذا تناولوا فكرة البناء واستخدموا بناءً موصوفاً في التوراة".

ومن الناحية التاريخية المؤسسية يُعتبر "المحفل الكبير" في لندن -الذي أنشئ خلال صيف عام 1717- أقدم المحافل الماسونية الرسمية العالمية وأكثرها سلطة، وقد نشأ من اندماج أربعة محافل ماسونية وأعطى لنفسه صلاحية العمل على توحيد الحركة الماسونية العالمية تحت وصاية "أستاذه الأكبر".

ومن بريطانيا تمددت الماسونية إلى فرنسا في عشرينيات القرن الثامن عشر الميلادي الذي كان قرن الرواج الكبير للأفكار الماسونية، وتوسعت موجتها بعد ذلك في البلدان الأوروبية وأميركا حيث أثر رجالها في قيام الثورتين الفرنسية والأميركية، ثم انتقلت أقطار العالم الأخرى عبر جحافل الحركة الاستعمارية في العقود اللاحقة.
وعلى مستوى طبيعة أهداف الماسونية؛ فقد كثرت بشأنها الأقوال والتقديرات التي يذهب بعضها إلى اعتبار هدفها الأكبر هو أن تكون حركة تتجاوز الحدود والدول والأشخاص، وتتحكم من خلالها قلة من الناس في مقدرات العالم وخيراته، وأن ما تقوم الماسونية من أنشطة خيرية لصالح الفقراء والمحتاجين مجرد غطاء للأهداف الخفية للحركة.
ويرى آخرون أن رموز الحركة التوراتية -مثل نجمة داود التي ترمز عندهم للحياة وما يسمونه "هيكل سليمان"-  تشير إلى صلتها باليهودية، مما يدل على أنها أداة من أدواتها السرية للسيطرة على العالم وتحقيق مصالحها فيه.

وينقل أستاذ التاريخ بالجامعة اللبنانية حسان حلاق -في حديث مع الجزيرة عام 1999- عن أحد الماسونيين الكبار يدعى يوسف الحاج (وكان يتمتع بالدرجة الـ33 التي هي قمة سلّم العضوية في الماسونية) قوله: "إن الماسون يؤمنون بالتوراة لأن الماسونية بنت اليهودية، إنهم يؤمنون بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين".

ويستشهد حلاق أيضا على علاقة الماسونية باليهود بأن الذي تزعم حادثة خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1908 هو المحامي اليهودي الماسوني عمانوئيل قرصوه، وهو الذي أسس محفلا ماسونيا من أهم المحافل الماسونية في الدولة العثمانية.

ويضيف أنه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية عُثر في أحد المحافل الماسونية على وثيقة تكشف شفرة الاتصال بين الأعضاء وكلمات السر المرتبطة بكل درجة على حدة، ومعظم هذه الكلمات كلمات عبرية.
غير أن الماسونيين يعتبرون تلك الاتهامات مجرد "افتراءات" يُلصقها بهم أعداؤهم مستغلين انطواء الحركة وعدم انفتاحها على الآخرين خلال القرون الماضية.

ويقولون إنهم يمجدون "الرب مهندس الكون" ويعتبرونه "البنّاء الأعظم"، وإنهم يشجعون من ينضم إليهم على "تقوية دينه الذي يؤمن به" وأن تكون لدين "قيم أخلاقية"، وأن يلتزم بـ"حرية التفكير" وحب الآخرين وخدمة رفاهيتهم، والعيش معهم بأخوة وتسامح بغض النظر عن انتماءاتهم.

ويؤكدون أنهم يؤمنون بـ"القيم العالمية المشتركة" وضرورة تعليمها للشعوب وصولا إلى إيجاد "العيش المشترك" بينهم، وتعليمهم "القيم الديمقراطية لتكوين مجتمع مدني بغير حدود، ولذلك يسعون لجمع الناس من مختلف الخلفيات وتعزيز العوامل المشتركة بينهم". وفي سبيل ذلك يقولون إنهم يحظرون على أتباعهم الخوض في السياسة والدين لأنهما عاملان يؤديان إلى تفريق الناس.

الهيكلة والتجنيد

من حيث الهيكلة والتجنيد؛ يحتوي النظام الداخلي الماسوني على ثلاث طبقات تتضمن 33 درجة، ويقول دارسوها إن أصحاب الطبقة الثالثة هم "أهل الثقة" الذين تكشف لهم أسرار لم تعرفوها من قبل، ويكون "قَسم الولاء" في حقهم أشد قسوة ونكثه أقسى عقوبة.
 

انتظروا باقى التفاصيل بالحلقة القادمة