الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كن منصفا أيها الرجل.. هل حقا المرأة غير مُلزمة؟

آية عبد الرؤوف
آية عبد الرؤوف

«مش مُلزمة برضاعة أطفالها!!.. خدمة الأهل مش فرض على الزوجة.. أموال الزوجة لا يقترب منها زوجها.. حوشي من وراه».. هذه الكلمات والجمل انطلقت مثل المدافع الرشاشة في الآونة الأخيرة من قبل بعض الإعلاميين ومناصري المرأة وللأسف بعض الشيوخ أيضًا، وحتى أبسط الأمور وهي رضاعة الطفل تدخلنا وحكمنا بأن المرأة غير مسؤولة عنها، لن أحدثكم عن ما لكم وما عليكم فكل منزل وأسرة لها ظروفها المختلفة عن الأخرى ولكن سنتحدث عن إطار أكبر من ذلك بعيدًا عن أمر الرضاعة لأن من المفترض لا يوجد جدال عليه.

حقًا الزوجة غير مُلزمة بكل هذه الأمور، ولكن يجب أن نتساءل متى أصبحت غير مُلزمة ولماذا؟ وهل هذه الحياة التي كانت تعيشها النساء مع أزواجها في الأزمنة الماضية أم هي تقاليد جديدة على المجتمع ومصطلحات دخيلة على آذاننا وأذهاننا؟

أصبحت المرأة غير مُلزمة، لأن في أغلب الزيجات تشارك الرجل في كل ما يخص المنزل وتتحمل الأعباء فتغير دورها ومسؤولياتها عن السابق، فمن غير المنطقي أن نُحملها ما نريد ونرفع عنها ما نحب نُلزمها بما نشاء ونُخلي مسؤولياتها عن ما نهوى ونرى.

عندما طالبت المرأة بحقوقها المعنوية والآدمية وتحقيق ذاتها كان للعديد من الأسباب أهمها الشعور بكيانها وقدرتها على التعامل مع أطفالها وزوجها الذي دائمًا يبحث عن النساء المثقفات اللاتي يمتلكن القوة ولهن شأن كبير، ولكن للأسف انقلب الأمر على الفتيات اللاتي تبحثن عن وجودهن لتتحولن إلى المرأة التي تعول في ظل وجود المُعيل الأصيل.

ثم يتحدث الرجال عن أنهم قوامون على النساء في التحكمات والسيطرة والأمور الخاصة بإلزام الزوجة فقط ولا ينظرون إليها في مسؤولياتهم تجاهها، هذه المرأة التي أصبحت تقوم بدورها ودور الرجل في المجتمع تقوم بجميع مهامها داخليًا وخارجيًا تتحمل شقاء المنزل وتنظيفه وتربية الأبناء ورعايتهم والمشاركة في المسؤولية المادية من دخلها الذي تحصل عليه بدلًا من البحث عن كيانها وتحقيق ذاتها فقد أصبحت تجري لجمع المال لكي تساعد نصفها الآخر على متاعب الحياة.

الأكيد أنه لا توجد قواعد ثابتة للحياة الزوجية إلا المودة والرحمة والتفاهم بين الزوجين، فقد قال سبحانه وتعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، ويجب علينا أن نقف كثيرًا عند كلمة «من أنفسكم» فهل نظرتم إلى معنى ومضمون الكلمة العظيمة التي تدل على مدى التعاون والتماسك بين الرجل وشريكته.

ولكن مع الأسف زادت حالات الطلاق في المجتمع والقتل وسفك الدماء بين الأزواج في حوادث غريبة لم يستطع العقل تخيلها وكانت آخرها قصة الصيدلي ولاء الذي تدور الشكوك حول زوجته وأسرتها في إلقائه من شرفة منزله، فكيف لأشخاص كانوا في منزل واحد يأكلون من طبق واحد يصل بينهم الأمر إلى هذا الحد من القسوة والجحود.

عليكم أن تنظروا إلى متاعب بعضكم البعض، فانشروا الرحمة بينكم قدر المستطاع، وإذا قررتم إنهاء حياتكم الزوجية لابد من النظر إلى أطفالكم وتأثير ما ستفعلونه على حياتهم ومستقبلهم وبناء شخصياتهم في المستقبل واعملوا بقول الله تعالى: «فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ»، كن منصفًا أيها الرجل في حكمك على ما تُلزم به زوجتك ولا تكن ذا وجهين فتستطيع أن تلزمها بمسؤولياتها حينما تتحمل مسؤولياتك كاملة.