للحفاظ عليها من «الفرانكو».. مشروع قانون لتعزيز اللغة العربية لدى الشباب|هل يطبق؟

في 14 ديسمبر من عام 2021، ضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الخط العربي إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي، بعد أن تم تقديم ترشيح من  قبل 16 دولة وهي المملكة العربية السعودية، والجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وموريتانيا، والمغرب، وعمان، وفلسطين، والسودان، وتونس، والإمارات العربية المتحدة، واليمن، إلى  اليونسكو، ويعد هذا المشروع المشترك الأكبر من حيث عدد المسهمين في طلب التسجيل.

مشروع قانون اللغة العربية الجديد

وفي هذا الإطار، تسعى الدولة المصرية دوماً للحفاظ على اللغة العربية والخط العربي، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ذلك الامر في أكثر من خطاب له، خاصة بعد انتشار ما يسمى "الفرانكو"، وهي كتابة اللغة العربية بحروف أجنبية، لذلك ناقش مجلس النواب في 2021 مشروع قانون مقدما من بعض الأعضاء يقتضي الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها.

ويضم مشروع قانون اللغة العربية الجديد عددا من المواد، من بينها أن مادة الخط العربي تكون مادة أساسية في كل السنوات الدراسية، ويجري إضافتها للمجموع الرسمي، وهذا للمحافظة على اللغة العربية في ظل انتشار ما يسمى "الفرانكو" بين الشباب في الفترة الأخيرة.

ولكن في ظل التسارع التكنولوجي في الوقت الحالي، وانتشار التعليم الإلكتروني، هل يستطيع الطالب أن يوازن بين قدرته على الكتابة وتطوير نفسه في الخط العربي وبين متطلبات العصر الحالي من استخدام التكنولوجيا؟ وما الجديد حول مادة الخط العربي في الصفوف الدراسية الآن؟

في هذا الصدد، أكدت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر، أن  هناك غيابا في الاهتمام  بحصة الخط العربي، وفي  الواقع تسلم هذه الحصة لأي من المعلمين  الذين لديهم تأخير في شرح المنهج أو يكون حصة احتياطي.

وقالت “الحزاوي”، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إنه مع ثقل المناهج  فالمدارس تركز فقط على حصص شرح المقررات، مشيرة إلى أن تلك شكوى عامة من معظم أولياء الأمور الذين يتواصل معهم ائتلاف أولياء أمور مصر، كما أن الوضع أصبح أكثر سوءاً منذ  جائحة كورونا وتحول التعليم إلى إلكتروني،إلكتروني،  فمن الضروري الموازنة بين متطلبات العصر والتعامل مع الكمبيوتر وبين المحافظة على القدرات الكتابية. 

وناشدت وزارة التربية والتعليم تفعيل حصص الخط  حتى لا تفقد الأجيال  القادمة جزءاً من هويتهم، كما أنه يلزم في النظام الجديد أن يكون هناك اهتمام كبير بالحفاظ على اللغة العربية وفروعها.

مناشدة من معلم أول للخط العربي

وقالت هناء خميس محمد، معلم أول لمادة الخط العربي بإحدى المدارس اللغات بمحافظة الوادي الجديد، إنها قامت بتحويل الخط العربي إلى مادة علمية لها 54 قاعدة وليس مجرد خطوط فقط، حيث قامت بكتابة 5 كتب عن الخط العربي وقواعده، منها كتابان لمرحلة رياض الأطفال ومرحلة الابتدائي، وثلاثة كتب للصف الأول والثاني والثالث الابتدائي.

وأضافت: “وضع القاعدة الواحدة يتطلب مني على الأقل 3 سنوات، وهو أمر ليس باليسير، وتطويري لمادة الخط العربي ووضع قواعد علمية أخذ مني مجهودا لمدة 10 سنوات”.

وطالبت بأن يُنظر إلى كتبها من قبل وزارة التربية والتعليم نظراً لقيمة المادة العلمية المقدمة والتي يستجيب لها الطلبة بشكل كبير.

وفيما يخص نسبة استجابة الطلاب، قالت هناء إن “الطلاب من الصفوف الأولى إلى المرحلة الإعدادية لديهم استجابة كبيرة في مادة الخط العربي لأن كتبي تحتوي على مادة علمية وليس مجرد كتابة بخط النسخ مرة وخط الرقعة مرة أخرى”.

وأضافت أنها حريصة دوماً على عمل دورات تدريبية للطلاب، وأولياء الأمور يذهلون بالنتائج وتطوير خطوط أبنائهم إلى درجة كبيرة، وتساءلت: “لكن كيف يتم دمج مادة اللغة العربية مع مادة الخط العربي في سؤال في الامتحان وهو نموذج خط نسخ وخط رقعة، وكيف ان تكون مادة بداخل مادة؟”.

أول كلية في الشرق الأوسط للخط العربي

وأكدت أن الدولة المصرية تحث دوماً على تطوير الخط العربي وفنونه، مشيرة إلى أنها قامت بتطوير مادة الخط العربي بالفعل ولكنها لا تستطيع الوصول إلى وزارة التربية والتعليم لتعميم هذا التطوير، وأنها على استعداد لعمل كتب لصفوف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.

وناشدت هناء الدولة تأسيس أول كلية في الشرق الأوسط للخط العربي لما له من أهمية كبيرة، حيث إن الخط العربي يمثل الهوية الثقافية للوطن العربي، وشددت على ضرورة فتح المجال لمادة الخط العربي لأن تكون مادة أساسية.

رد من وزارة التربية والتعليم

وتواصل موقع “صدى البلد” مع الدكتورة نوال شلبي، مدير مركز تطوير المناهج التعليمية بوزارة التربية والتعليم، بخصوص مادة الخط العربي وقالت إنه لم يكن هناك هذا التطوير بالفعل، ولكن في هذا العام الدراسي 2022-2023 سوف تكون مادة الخط العربي من الصف الأول للخامس الابتدائي موضوعة بمعايير علمية قوية وأسس تربوية، وهناك متخصصون في هذه المادة، واستجابت بالفعل لرسالة المعلمة هناء خميس.