قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

4 عوامل توكد فشلها .. خطة إسرائيل لاستدعاء اليهود الروس للأراضي العربية

هجرة اليهود - أرشيفية
هجرة اليهود - أرشيفية
×

تعيش دولة إسرائيل على نشر الأكاذيب عبر آلتها الإعلامية وتصدير صورة مغايرة للواقع تماما عن أنها "حلم كل المهاجرين، وأنها دولة ديموقراطية والأفضل في العالم"، متناسية ما تمارسه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني واقتطاع وتهويد أراضيه على مرأى ومسمع من الجميع، إضافة لما تعانيه من مشكلات داخلية تمزق المجتمع من الداخل.

هجرة اليهود الروس إلى إسرائيل

وكان آخر هذه الأكاذيب، ما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن وزيرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، بنينا تامانو شطا، ووزير المالية، أفيجدور ليبرمان، سيقترحان خطة طوارئ إسرائيلية جديدة بقيمة 90 مليون شيكل (25.5 مليون دولار) لإعادة اليهود الروس إلى وطنهم.

ونقلت الصحيفة عن تامانو شطا قولها، إن دولة إسرائيل هي موطن آمن ومحمي لجميع يهود العالم، وكذلك ليهود روسيا.

وقالت الوزيرة: "سنتأكد من أن جميع المهاجرين من روسيا الذين يهاجرون في ظل هذه الظروف المعقدة سيحصلون على الحزمة الشاملة المناسبة للاندماج الأمثل في المجتمع الإسرائيلي"، مضيفة: "أهنئ ليبرمان على التعاون والترويج للبرنامج".

ووفقا للتقرير، فإن وزارة المالية مستعدة لتوفير 90 مليون شيكل إسرائيلي جديد على الفور وستخصص موارد إضافية حسب الضرورة.

وتنص الخطة على مساعدة جميع العائدين إلى الوطن في الإسكان والتوظيف والصحة والتعليم، علاوة على ذلك، سيحصل جميع القادمين إلى إسرائيل بموجب الخطة على "حزمة استيعاب وبدل إقامة".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول من الوكالة اليهودية قوله، إنه لا توجد سوى سبع رحلات جوية من روسيا إلى إسرائيل في الأسبوع، مما يزيد من صعوبة إعادة الروس ذوي الجذور الإسرائيلية.

وأضاف المسؤول أنه "دون اقتراب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطلب إذن خاص لجلب المزيد من الرحلات الجوية لن يتغير شيء".

وكانت وزارة العدل الروسية قد رفعت دعوى قضائية على الوكالة اليهودية في روسيا "سوخنوت"، مطالبة بتصفية أعمالها في البلاد.

وتعتبر "سخنوت" منظمة تُعنى بضمان العلاقات بين اليهود حول العالم، وكذلك قضايا الهجرة اليهودية إلى إسرائيل؛ كما تعمل مع الجاليات اليهودية، وتنظم دورات تعليمية، وبرامج للأطفال والشباب.

وتأسست المنظمة، في عام 1929، وتعمل المكاتب التمثيلية للوكالة اليهودية في روسيا، منذ العام 1989.

الخطة الإسرائيلية لنقل يهود العالم

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن فكرة نقل اليهود الذين يعيشون في روسيا إلى إسرائيل هو مخطط إسرائيلي بدأ منذ عدة سنوات، وهناك خطة استراتيجية معلومة تسمي "الخطة القومية لجلب يهود العالم" سواء من روسيا أو جمهوريات آسيا الوسطى.

وأضاف فهمي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذه الخطة يتم دعمها من قبل الحكومات الإسرائيلية، لكن هناك معوقات في عمليات النقل وفي مقدمتها أن إسرائيل لم تعد دولة "جاذبة للسكان وهناك هجرات مضادة كثيرة خارج إسرائيل".

وأشار إلى أن هناك أزمات كثيرة تعيق خطة نقل اليهود الروسي إلى إسرائيل، الأزمة الأولي متعلقة بإدارة المشهد الداخلي في إسرائيل، وهناك معوقات كبيرة متعلقة بأداء الحكومة الحالية، كما أن الأزمة الثانية أنه توجد معوقات تتعلق بالتمويل المالي للخطة.

ولفت فهمي، أن خطة نقل اليهود الروس إلى إسرائيل تم تعديلها ماليا، وذلك لأنها كانت في بادئ الأمر 75 مليون دولار ولكنها "انخفضت لما تتعرض له الحكومة الإسرائيلية من مشاكل".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه لا بد التمييز بين أمرين، الأول هي الهجرة القادمة من أوروبا مثل روسيا وأوكرانيا وجمهوريات دول البلطيق وآسيا الصغرة وغيرها، وبين الهجرة القادمة من أفريقيا، مختتما: "التركيز الأسياسي الآن على الهجرة القادمة من آسيا وأوروبا".

وعلى عكس ما تروج له دولة الاحتلال الإسرائيلي، كشف شرحبيل الغريب كاتب ومحلل سياسي فلسطيني، أن "إسرائيل" أصبحت تعيش توترات داخلية غير مسبوقة، وأن حالة التفكك والانقسام في مكوناتها قائمة على أربعة أنواع، هي الهجرة والإقامة والولادة والتجنس، حيث يدور الصراع على طبيعة المجتمع الإسرائيلي بصورة عامة، وعلى تركيبته بصورة خاصة.

وأوضح الغريب، أن المستوطنين الإسرائيليين يعانون صراعا طبقيا بين الأشكناز اليهود الغربيين، والسفارديم، يهود الشرق، ناهيك بحالة التمييز العنصري والاضطهاد لليهود الإثيوبيين من جهة أخرى، وهذا ما أكده يوفال ديسكين رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي الأسبق،، الذي قال إن "التفكك الداخلي الإسرائيلي يتزايد، وإسرائيل لن تبقى حتى الجيل المقبل، نتيجة أسباب ومؤثرات داخلية، وأن الانقسام بين الإسرائيليين يزداد عمقا، كما أن انعدام الثقة بأنظمة الحكم آخذ في الازدياد، والفساد ينتشر، والتضامن الاجتماعي ضعيف".

المستوطنون الإسرائيليون يعانون

ولفت: ما يؤكد حالة الازدياد في نسبة الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" إلى أوروبا، هو ما قامت به "إسرائيل" مؤخراً، عبر تشجيع العمال الأجانب على اعتناق الدين اليهودي ومنح حقوق المواطنة لهم كخطوة منها في مواجهة الهجرة المعاكسة، مشيرا: أبرز التحديات الديمجرافية التي تواجه "إسرائيل" أنها لم تعد الوجهة المفضلة ليهود العالم، حيث تشير دائرة الإحصاء الإسرائيلية إلى أن هروب الأدمغة متواصل منذ عالام 2003، وارتفع بنسبة 26% منذ العام 2013.

وتابع: تشير كل المعطيات إلى تعاظم معدلات الهجرة المعاكسة، عبر استفحال مشكلة هروب الأدمغة من داخل "إسرائيل" إلى أوروبا، إذ إن الأغلبية الساحقة من اليهود، الذين يغادرون "إسرائيل"، هي من الشبان من ذوي المؤهلات، وتحديدا في مجال التقنيات المتقدمة، والذين يبحثون عن تحقيق الذات في الخارج، وخصوصاً في أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأميركية.

وأردف: إحصائيا، ووفق مراكز الإحصاء المتخصصة داخل "إسرائيل"، سجلت مؤشرات الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" إلى أوروبا أن 19 ألف يهودي بين عامي 2004 و2006 غادروا "إسرائيل" من دون رجعة، وجاء العدد الأكبر في عام 2007، حينما غادرها 25 ألفا نتيجة فقدان الشعور بالأمان.

واختتم الغريب: وفق دراسة صدرت عام 2018، بعنوان "الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين"، بلغ عدد الذين تركوا "إسرائيل"، خلال العقود الأخيرة، بمن فيهم يهود الاتحاد السوفياتي السابق، مليونا ونصف مليون، واتضح أن العامل الأمني هو المؤثر الأساسي في الهجرة المعاكسة، وتزايدت بصورة واضحة بعد الحرب مع حزب الله في لبنان.

ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إحصاء صادرا عن مركز الإحصاء الإسرائيلي، قالت فيه إن عدد اليهود الذين غادروا "إسرائيل" العام 2015 فاق عدد الذين عادوا إليها، وذكرت أن نحو 16700 إسرائيلي غادروها العام 2015، من أجل العيش خارجها لفترة طويلة، وكان هذا بعد الحرب الإسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية في العام 2014، وعاد منهم فقط 8500، وهي أدنى نسبة تسجل منذ 12 عاماً.

كما تشير التقديرات الإحصائية الإسرائيلية، والتي صدرت مؤخراً، إلى أن ما يتراوح بين 800 ألف ومليون مستوطن إسرائيلي، ممّن يحملون جواز سفر إسرائيليا، يقيمون بصورة دائمة بدول متعددة حول العالم، ولا يرغبون بالعودة إليها.

وتكشف دراسة متخصصة لـ"معهد تراث مناحم بيجن"، في القدس المحتلة، أن أكثر من 50% من الإسرائيليين، وبحسب مصادر أخرى، 70%، توجهوا، أو كانت لديهم نية في التوجه إلى الحصول على جواز سفر أجنبي احتياطي، وهذا يعكس حالة القلق، التي تدور في عقول الإسرائيليين وأذهانهم، ومفادها أن شبح الهجرة المعاكسة حاضر في وجدانهم على الدوام.

ويشير تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، أُجري بين عامي 2015 و2016، إلى أن أي مواجهة عسكرية محتدمة مقبلة مع "إسرائيل" ستجعل المستوطنين الإسرائيليين يغادرونها وينسلخون عنها نهائيا.