الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. ملامح من حياة جلال الدين الرومي

جلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي

يعتبر جلال الدين الرومي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، من أبرز أعلام التصوف الفلسفي في التاريخ الإسلامي وأكثرهم تأثيرا على مر العصور، ويوصف جلال الدين الرومي، بأنه ذو رؤية تمثل رسالة عالمية تخاطب كافة حضارات العالم باعتبارها مصدر إلهام لكل الناس.


جلال الدين الرومي ينتقل بالتصوف إلى الفكر واللغة
 

سعى جلال الدين الرومي إلى الانتقال بالتصوّف إلى مستوى اللغة والفكر، حيث الحقيقة لا يصل إليها الإنسان في عالم اليقظة من خلال الإيمان باللايقين ونسبية العقل، لذلك من الأجدى له البحث عنها في العالم الآخر في قراءة عرفانية للعالم، وقدّم الشاعر المتصوّف رؤيته في مرحلة شهدت غزو المغول للعالم الإسلامي، ما تسبّب في هجرة عائلته من مسقط رأسه، مدينة بلخ التي تقع داخل حدود أفغانستان اليوم، متجهاً إلى نيسابور ثم بغداد، ومنها إلى مكّة المكرمة لأداء الحج، ليقصد بعدها بلاد الشام، ثم قونية التي كانت إحدى حواضر الدولة السلجوقية التركية.


تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية و التي كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية، تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي وخاصة على الثقافة الفارسية و العربية و الأردية و البنغالية و التركية، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدى واسعاً جداً إذ وصف بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.


الموسيقى والشعر عند جلال الدين الرومي 


كان الرومي يستعمل الموسيقى و الشعر و الذكر كسبيل أكيد للوصول إلى الله عز وجل، فالموسيقى الروحية بالنسبة له تساعد المريد على تعرف الله والتعلق به وحده لدرجة أن المريد يفنى ثم يعود إلى الواقع بشكل مختلف، ومن هذا المنطلق تطورت فكرة الرقص الدائري التي وصلت إلى درجة الطقوس، وقد شجع الرومي على الإصغاء للموسيقى فيما سماه الصوفية السماع فيما يقوم الشخص بالدوران حول نفسه فعند المولويين الإنصات للموسيقى هي رحلة روحية تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال، والرحلة تبدء من الدوران التي تكبر المحبة في الإنسان فتخفت أنانيته ليجد الحق الطريق للوصول إلى الكمال، وحين يعود المريد إلى الواقع، يعود بنضوج أكبر ممتلئاً بالمحبة، ليكون خادماً لغيره من البشر دون تمييز أو مصلحة ذاتية.


المرأة عند جلال الدين الرومي 


كان فيلسوف الصوفية وسلطان العاشقين جلال الدين الرومي، يقدس المرأة ويحث موريديه على تقديرها واحترامها والتعامل معها بحب ومودة ورحمة، ويرفض العنف الذي يتعامل به بعض الرجال مع المرأة ومن أشهر أقواله عن المرأة: "للمرأة حضور خفي لا يراه ويهتدي به إلا رجلا متفتحا عارفا.. فهناك نوع آخر من الرجال بداخلهم حيوان محبوس.. ليت هؤلاء يقوّمون أنفسهم أولا‌.. ليتهم يعرفون أن المحبة والتفهم هي ما تجعلنا بشراً، أما الشهوة والحمّية.. فلا‌، ربما كانت المرأة نوراً من نور الله.. ربما كانت خلا‌قة وليست مخلوقة، ربما هي ليست مجرد ذلك الشكل الأ‌نثوي الناعم الذي تراه.