كشفت مجلة “تسايت” الألمانية، أن المخابرات الخارجية الألمانية “بي إن دي” تقوم بإعادة توجيه صور الأقمار الصناعية وبيانات اعتراض الراديو والهاتف إلى أوكرانيا منذ أشهر، ما يساعد المجهود الحربي الأوكراني بينما أكدت برلين رسميا أنها ليست طرفا في الصراع.
وكتب “تسايت” أن المعلومات “يمكن دمجها في التخطيط للحرب ومساعدة الجيش الأوكراني على تقييم الفعالية القتالية والروح المعنوية للوحدات الروسية أو التحقق من مواقعها”، واصفة إياها بأنها المساهمة الألمانية في “نقطة التحول” في ساحة المعركة.
وكشف “تسايت” أن جواسيس ألمان زودوا الولايات المتحدة ببعض المعلومات الاستخباراتية من بغداد خلال غزو العراق عام 2003. وكانت برلين رفضت رسميا تبادل المعلومات مع واشنطن خلال الصراعات في العراق وأفغانستان. لكن هذه المرة، قرر الجواسيس بالإجماع أن الوضع التاريخي الاستثنائي يبرر مساعدة الأوكرانيين.
وقالت المجلة إن رئيس الحزب برونو كال التقى بنظيره الأوكراني في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير وكان في كييف عندما بدأ الغزو الروسي.
وتتبع الحكومة الألمانية سياسة عدم التعليق على المسائل الاستخباراتية، ولا يزال المستشار أولاف شولتس يصر على أن برلين ليست طرفا في الصراع.
ولمجرد أن نكون في الجانب الآمن، كلفت “بي إن دي” بإجراء تحليل قانوني في مايو، وقال محاموها إن تبادل المعلومات الاستخباراتية لا يعني أن ألمانيا طرف في الحرب، بموجب القانون الدولي.
والسؤال المطروح هو ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيهتم بتحليل الألمان للفروق.
وقالت مصادر المجلة إن “بقاء أوكرانيا على المحك وأن بوتين يقرر فقط متى يلوم الغرب بناء على اعتبارات استراتيجية”.
وتساعد دول حلف شمال الأطلسي الأخرى، مثل أمريكا وبريطانيا، أوكرانيا “بشكل هجومي أكثر بكثير”، حيث توفر معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي يمكن استخدامها للاستهداف الديناميكي.
وقالت “تسايت” إنه في حين أن الأمريكيين كانوا مترددين في البداية في إعطاء أوكرانيا مثل هذه البيانات 'الدقيقة' في البداية ، فقد تم رفع هذا القيد 'قبل بضعة أشهر'.
في مايو، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا عن القواعد الأمريكية لتبادل المعلومات الاستخباراتية، موضحة كيف يمكن للجواسيس الأمريكيين أن يطعموا أوكرانيا بمعلومات لا ترقى تقنيا إلى حد تعريفها لـ”الاستهداف”، وبالتالي التأكد من أن الولايات المتحدة ليست مسؤولة عن أي هجمات أوكرانية داخل روسيا.
وكما قال جواسيس ألمان لموقع “تسايت”، اختار الكرملين عدم إثارة ضجة حول إعطاء الأمريكيين أوكرانيا “إحداثيات أهداف أكثر دقة”.
ووفقا للمجلة، فإن هذه الاستخبارات الأمريكية هي التي جعلت من الممكن غرق الطراد الروسي موسكفا في أبريل ومقتل العديد من الجنرالات الروس، على الرغم من أن البيت الأبيض نفى ذلك رسميا.