الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمامة نعمة وليست نقمة

نهى زكريا
نهى زكريا

لا تزال أزمة القمامة تمثل عائقاً كبيرًا في المجتمع، ويمتد عمر الأزمة إلى نحو 40 عاما، مع الزيادة السكانية والتي تضاعفت خلال السنوات الماضية، وتبعها ظهور مشكلة القمامة التي انتشرت في كل مكان، وباتت تحديا قويا أمام كل حكومة جديدة، وخلال العقود الماضية تم البحث عن حلول جادة لأزمة القمامة التي تعد كنزا غاليا لمن يعرف قيمتها.

ويعد التخلص من القمامة بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد كما يقول المثل الشعبي، حيث إنها تؤدي لتطهير الشوارع والميادين من تراكمات القمامة وانتشار الحشرات التي تتجمع عليها وتعرض المجتمع للإصابة بالأمراض التي ينقلها الذباب وسائر الحشرات.

والفائدة الثانية من التخلص من القمامة، هي استغلالها في الصناعة وإعادة تدويرها بما يعود بالنفع على المجتمع المصري، ويكون له عوائد كبيرة في الصناعة ويوفر فرص عمل بالآلاف.

هناك من يتخلص من القمامة بدفنها، وهذا أمر غير صحي بالمرة، إلى جانب كونه مكلفا ماديا ومرهقا من حيث المجهود الذي يحتاجه، إضافة إلى خسارة الأماكن المدفون فيها القمامة ولا يمكن الاستفادة منها فيما بعد.

وهنا أشدد مرة ثانية وثالثة على ضرورة التخلص من القمامة، لأن الشوارع النظيفة دليل على تحضر الشعوب والدول، وبالنظر إلى الدول المتقدمة لا تكاد ترى قصاصة ورقة في الشوارع أو فوارغ المأكولات من الشنط البلاستيكية، وحتى ورق الشجر يتم جمعه لعدم تشويه المنظر العالمي.

نود أن نكون مثل المجتمعات التي تستفيد من القمامة وتكون نعمة بدلا من كونها في الدول النامية نقمة تضر البلاد والشعوب، يعيدون تدويرها ويحولونها لمنتجات تدر نفعا عليهم وتكون مصدر دخل.

وعجبي من أبناء الدول النامية الذين يحترمون النظام والنظافة في الدول المتقدمة ويتأقلمون معها وكأنهم فتحوا أعينهم عليها، وعندما يعودون إلى بلادهم النامية يرجعون إلى ما كانوا عليه قبل سفرهم إلى بلاد النظام والانتظام.

ونؤكد أن القمامة يمكن أن تكون مصدر قوة ودخل للدول، لكونها تشجع الصناعة وتوفر فرص عمل، وتمنع انتشار الأمراض والأوبئة وتحمي المجتمع من الآفات والحشرات، وتحافظ على النظافة والذوق العام، وأخيرا تنتج الهيدروجين الأخضر الذي هو أساس الطاقة النظيفة التي تتهافت عليها الدول في ظل ما نعانيه من الاحتباس الحراري.

والتحذيرات المتزايدة من تفاقم مشاكل القمامة، لأنها تقضي على الأخضر واليابس وتهدد المجتمعات وترتفع تكلفة التعامل معها بشكل مباشر أو مع آثارها بشكل غير مباشر.

وفي الأخير، يجب احترام من يعمل في مهنة جمع القمامة لأنه يقوم بدور مهم وحيوي ينعكس بالإيجاب على المجتمع بأسره، وتهيئة السيارات لنقل القمامة تكون على أعلى مستوى حتى لا تتساقط في الطرقات أثناء عملية النقل.