تنتهي في 31 أكتوبر المقبل ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث اجتمع مجلس النواب اللبناني اليوم الخميس لانتخاب رئيس جديد لولاية مدتها 6 سنوات غير قابلة للتجديد.
وكان ميشال عون قد انتُخب رئيسا للبنان عام 2016 بعد فراغ رئاسي استمر لنحو عامين ونصف، شغر خلالها منصب رئيس الجمهورية بسبب العجز عن تأمين الأغلبية المطلوبة لانتخابه عقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، وتولت الحكومة برئاسة رئيس الوزراء الأسبق تمام سلام تصريف الأعمال طوال فترة الفراغ الرئاسي.
ويلزم حضور ثلثي نواب البرلمان على الأقل والبالغ عددهم 128 نائبًا لتأمين النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وبعد ذلك يحتاج أي مرشح إلى أغلبية بسيطة من أصوات نواب البرلمان للفوز بالمنصب.
وأظهرت نتائج فرز الأصوات اليوم الخميس أن 63 نائبًا بمجلس النواب، أو ما يقرب من نصف نواب المجلس، صوتوا بورقة بيضاء خلال جولة الانتخاب الأولى، أي لم يعطوا أصواتهم لأي من المرشحين، ما يعني أن البرلمان فشل في انتخاب رئيس للجمهورية.
وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عدم اكتمال النصاب القانوني لجولة ثانية من جلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأكد أنه لن يدعو لعقد جولة ثانية ما لم يحدث توافق بين النواب.
دعوة مفاجئة لانتخابات الرئاسة اللبنانية
كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد دعا أمس الأول الثلاثاء إلى عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم الخميس، في خطوة مفاجئة أربكت معظم الكتل التي لم تحسم اسم مرشحها، إضافة إلى أن موعد الجلسة لم يمنحها وقتا طويلا لبلورة مواقفها.
وتأتي هذه الخطوة في ظل عدم التوافق على مرشح، وهو الأمر الذي سبق لبري أن ربطه بدعوته إلى الجلسة، إضافة إلى عدم تحديد كل فريق مرشحه ما جعل معظم الفرقاء على قناعة أن جلسة الخميس لن تشهد انتخابا للرئيس، بل هي خطوة أولى في مسار هذا الاستحقاق.
وقال النائب قاسم هاشم عضو كتلة "التحرير والتنمية" (التي يترأسها بري)، لقناة "الشرق"، إنه "لو لم تتم الدعوة إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس لقالوا إنه تأخر، فبعد يومين ينتهي الشهر الأول من المهلة الدستورية"، معتبراً أنه "أمر طبيعي أن يدعو رئيس المجلس إلى انتخاب رئيس الجمهورية في منتصف المسافة الزمنية، وهذا التزام بالمهل الدستوية خصوصاً بعد الانتهاء من جلسة الموازنة".
ويبرز اسم قائد الجيش العماد جوزف عون كمرشح من دون أن يعلن أيضا أي فريق دعمه له، وبعدما كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد أعلن إمكانية انتخابه إذا كانت له حظوظ، قال أمس الأول «إذا كان للعماد جوزف عون حظوظ للوصول لن نكون ضده، ولكن نفضل الذهاب إلى مرشح سياسي».
كيف يُنتخب الرئيس في لبنان؟
تنص المادة 73 من الدستور اللبناني على أنه قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدّة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر يجتمع مجلس النواب بناءً على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد. وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق أجل انتهاء ولاية الرئيس.
ينتخب رئيس الجمهورية بالإقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي. وتدوم رئاسته ست سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات لانتهاء ولايته. ولا يجوز انتخاب أحد لرئاسة الجمهورية ما لم يكن حائزاً على الشروط التي تؤهله للنيابة وغير المانعة لأهلية الترشيح، وذلك بحسب ما تقول المادة 49 من الدستور.
وبحسب المادة 75، يعتبر مجلس النواب الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية هيئة انتخابية لا هيئة تشريعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أي عمل آخر.