طلبت روسيا، اليوم الأربعاء، رسميا من الدنمارك معلومات عن حادثة نوردستريم، فيما علق الكرملين على اتهام موسكو بالوقوف وراء حادثة تسرب الغاز من خطوط أنابيب السيل الشمالي في بحر البلطيق، مؤكدا انه من الغباء والسخف الاعتقاد في ذلك.
وفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أشار المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إلى خسائر روسيا بسبب حادث "التيار الشمالي" قائلا إن "الغاز باهظ الثمن ويتسرب في الهواء ونصفه كان مخطط بالفعل للتوازنات الداخلية".
وأكد بيسكوف للصحفيين أن: "هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، لأنه أولاً، كلا خطي التيار الشمالي مملوءان بالغاز، وجميع الأنظمة، في الواقع، جاهزة للضخ، وهذا الغاز مكلف للغاية. ونصف هذا الغاز أريد أن أذكركم ببيان الرئيس، فقد تم التخطيط له بالفعل لتوازناتنا الداخلية".
وأضاف بيسكوف: "هذا الغاز يكلف الكثير من المال. الآن هذا الغاز يتسرب في الهواء".
كما وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية التصريحات بوقوف موسكو وراء حادث "التيار الشمالي" قائلا: "هذا أمر يمكن التنبؤ به تماما، كما أنه من الغباء وكما هو متوقع التعبير عن مثل هذه التصريحات".
وبشأن التحقيق في عملية التسريب، أكد بيسكوف أنه يجب أن تشارك "جازبروم" ، بصفتها مالكة، في التحقيق في الموقف مع نورد ستريم، مؤكدا أن الأنابيب ليست بدون مالك.
وحول ما إذا كانت روسيا ستصر على السماح لها بالتحقيق في حالة الطوارئ، رد بيسكوف: "للأنبوب مالك، وشركة جازبروم مرتبطة بالممتلكات، لذلك، بالطبع، مستحيل بدونها. هذا الأنبوب ليس عديم الملكية".
توقعات بـ" قعقعة السيوف" في بحر البلطيق
حذر وزير الدفاع الدنماركي، مورتن بودسكوف، اليوم الأربعاء، من خطورة الوضع الأمني في منطقة بحر البلطيق، في أعقاب أعمال التخريب المشتبه بها في لخطي أنابيب نورد ستريم.
وقال بودسكوف، في بيان عقب اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في بروكسل، إن هناك ما يدعو للقلق بشأن الوضع الأمني في منطقة بحر البلطيق، مسلطا الضوء على التخريب المشتبه به لخطي أنابيب نورد ستريم باعتباره أحدث مثال.
وتابع: "نحتاج لأسبوعين للسيطرة على أضرار تسرب الغاز وبدء التحقيقات".
وأضاف وزير الدفاع الدنماركي: "لروسيا وجود عسكري كبير في منطقة بحر البلطيق ونتوقع منهم مواصلة قعقعة السيوف".
وأشار إلى أن بلاده طلبت من الناتو زيادة التركيز على الأمن في بحر البلطيق.
حادث متعمد
وقالت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، امس الثلاثاء، إن التسريبات المكتشفة في خطوط أنابيب الغاز “نورد ستريم“ كانت ناجمة عن أفعال متعمدة ولا يمكن أن تكون نتيجة لحوادث عرضية.
وقالت فريدريكسن: لقد أصبح الآن التقييم الواضح من قبل السلطات أن هذه إجراءات متعمدة. لم يكن ذلك حادثا”.
وأضافت: “لا توجد معلومات حتى الآن تشير إلى من قد يكون وراء هذا الإجراء”.
يأتي ذلك بعد أن أظهرت الصور التي التقطها الجيش الدنماركي كتلا كبيرة من الفقاعات على سطح المياه تنبعث من التسريبات الثلاثة الموجودة في المناطق الاقتصادية في السويد والدنمارك، وتمتد من 200 إلى 1000 متر.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية: “من الصعب تخيل أنه أمر عرضي”.
تهديد أوروبي بأقوى رد
وفي وقت سابق من اليوم، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: إن الكتلة تشتبه في أن يكون تلف خط الأنابيب كان تخريبا متعمدا، محذرا من رد قاس.
وقال بوريل: "سيعزز الاتحاد الأوروبي حماية البنية التحتية للطاقة في أعقاب الحوادث التي تسببت في تسرب خطوط أنابيب نورد ستريم".
وتابع في بيان "كل المعلومات المتاحة تشير إلى أن تلك التسريبات جاءت نتيجة عمل متعمد'".
وأضاف: "ندعم أي تحقيق يهدف إلى الحصول على توضيح كامل لما حدث ولماذا".
وتعهد المسؤول الأوروبي باتخاذ المزيد من الخطوات لزيادة قدرة أوروبا على الصمود في أمن الطاقة.
وقد أعلنت السلطات الدنماركية والسويدية أمس عن رصد تسرب للغاز في موقعين من خط أنابيب "نورد ستريم 1"، الذي يربط روسيا بألمانيا في بحر البلطيق، وتسرب غاز في خط "نورد ستريم 2".
تعليق الكرملين
على الجانب الآخر، علق الكرملين، أمس الثلاثاء، على إعلان شركة "غاز بروم" توقف ضخ الغاز من خط نورد ستريم 1 تماما، معتبرا أنه "تطور مقلق للغاية".
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنه لا يستبعد أن يكون التخريب سببا وراء الأضرار التي لحقت بشبكة أنابيب نورد ستريم التي بنتها روسيا في بحر البلطيق.