أجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليه وذلك خلال لقائه ببرنامج "من القلب للقلب" المذاع على قناة Mbc masr 2، مضمونة: "بعدما طلقها شفهيًا أقام معها علاقة وقال لها: "أوعي تفتكري إن دا بنية الرجوع" ولا تعرف هل رجع في طلاقه أم لا فما حكم الشرع"؟.
ليجيب الورداني، قائلاً:" هو عايز يعملها ربكة وأزمة دينية إنسانية وده بيعمل حاجة سيئة جدًا".
وأوضح أنه ترك زوجته على افتراضها أنها مطلقة ولا يرغب في أن يخبرها بأن الطلاق لم يقع لأنها لا تعرف، بل إنه يرغب في تعليقها فلا تعرف هل طلقها أم لا كنوع من أنواع العقاب.
وأشار إلى أنه لا يستطيع أن يفتي إن كان بذلك وقع الطلاق أولا، أما كونه أقام معها علاقة زوجية فلا يعني ذلك رجوعه عن الطلاق إلا إذا كان يقصد ذلك فيجب أن ينوي ذلك، قائلاً :"ده شخص بيلعب والمفروض يعرف الكلام دا مفيهوش هزار".
ونصح الزوجة أن تقف معه موقفا حازما وأن تخبره أن هذا متعلق بالأعراض وعليه أن يسأل في دار الإفتاء وتحذره من اللعب في الدين.
هل الله يغفر مشاهدة الأفلام الإباحية ؟
حرمة مُشاهدةُ الأفلام الإباحيَّة من الأمور البديهية التي لا تحتاج لإقامة البرهان؛ وشؤمها يؤدي إلى قساوةِ القَلب، والغفلة عن الله- تعالى- وعن ذِكْره، و إمراض النَّفس، والزُّهدِ في الحلال، والتَّجرؤ على ارتِكاب الفواحش والمعاصي، والتَّهاون فيها.
وقد أمرنا الله - سبحانه وتعالى - بغضِّ البَصر عن ما هو أهون من هذا بكثير؛ قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].
هل الله يغفر مشاهدة الأفلام الإباحية ؟
يجب على من شاهد تلك الأفلام، المسارعة إلى الله - تعالى -بالتَّوبة النصوح؛ فإنَّ التَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له، وكل من تاب توبة نصوحًا، واجتمعت فيه شروط التوبة الصادقة- فالله تعالى يقبل توبته؛ قال الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].
وشروط التوبة الصادقة:
1- الإقلاع على الفَوْرِ والمُبادرة بالتوبة والاستغفار.
2- النَّدم على ما فعل. والعزم الجازم على عدم العود أبدًا تعظيمًا لله سبحانه، وإخلاصًا له، وحذرًا من عقابِه.
فالعبدَ إذا أذنبَ ثُمَّ تاب مِن ذُنُوبِه وصدق في توبته، فإنَّ الله يقبَلُ توبَتَه، ومن ثمّ أمر بالمسارعة إلى المغفرة وإلى جنة عرضها السماوات والأرض؛ قال الله تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 133 - 135].
وسماحة الدين الإسلامي لا تطرد أحدًا أو تبعده من رحمة الله، إنما ترفع التائب إلى أعلى مرتبة، مرتبة المتقين، على شرط واحد، شرط يكشف عن طبيعة هذا الدين ووجهته، أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم، وألا يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أنه خطيئة، وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء، بمعنى أن ينكسر العبد لله ويستسلم له في النهاية، فيظل في كنف الله ورحمته وفضله.