بات من المؤكد أنارتفاع درجة الحرارة كأحد مظاهر تغير المناخ يحتاج إلى حلول مبتكرة تواجه هذه المشاكل الكبيرة، والتى تؤثر بدورها على كل حياتنا ومنها زراعة المحاصيل .
ولعل أحد المجالات الرئيسية لمواجهة تغير المناخ والتخفيف من درجة الحرارة هو نشر المساحات الخضراء لامتصاص الكربون وإنتاج الأكسجين، وتعاني عواصم المدن عامة والمدن المزدحمة، خاصة التي لا تتوافر بها المساحات الكافية بسبب قلة الأراضي وزيادة السكان، من غياب اللون الأخضر وارتفاع ملحوظ في الحرارة، فضلاً عن انتشار التلوث.
أحد الحلول الناجحة التي لجأ إليها الخبراء كانت زراعة أسطح المنازل لتخفيف الحرارة واستغلال مساحات مهدرة في إنتاج محاصيل تصلح للاستخدام المنزلي.
والنتائج المحققة لزراعة الأسطح هي استغلال المساحات المهملة لإنتاج الاحتياجات المنزلية الأساسية من الخضر والفاكهة والنباتات الطبية الطازجة والخالية من المبيدات وزيادة الأكسجين والتخلص من المهملات والمخلفات التي تخزن على أسطح المنازل والتي تعمل كحضانة ومأوى لتكاثر الحشرات والقوارض والزواحف الضارة بصحة الإنسان، علاوة على التلوث البيئي نتيجة وجود تلك المخلفات.
"صدى البلد " التقى أحد خبراء الزراعة ببني سويف وأحد مؤسسي مبادرة "سطوح جاردن" أو “سطوح خضراء” وهو المهندس طارق مصطفى عويس،والذي قال: “أسسنا هذه المبادرة فى بني سويف وتوابعها بهدف نشر فكرة زراعة ما نأكل وتقديم العون والمشورة للعملاء مجانا دون تقاضي أي أجر، مساهمة منا في نشر ثقافة زراعة الأسطح وفي محاولة لتغيير درجة الحرارة والمناخ”.
ويضيفمؤسس مبادرة “سطوح جاردن”:“من شروط الأسطح التي تصلح للزراعة أن تكون معرضة لأشعة الشمس المباشرة لمدة من 4 إلى 5 ساعات يومياً على الأقل، عند الرغبة في زراعة الخضر أو الفاكهة أو النباتات الطبية والعطرية، لذا يجب تجنب الأماكن كثيفة الظلال، سواء بسبب الأبنية أو الأشجار، وإن لم يمنع ذلك من استخدامها في زراعة نباتات الزينة، كما يجب تجنب الأماكن المعرضة للرياح الشديدة، وأن يكون الموقع على مسافة قريبة من مصدر المياه بحوالي 15 أو 20 متراً، حتى لا يشكل ذلك عبئاً على القائم بالزراعة، وأن تكون بعيدة عن بؤر التلوث المختلفة، مثل القمامة أو مياه الصرف والمخلفات الصناعية الضارة”.
وحول تعميم التجربة ومدى انتشار المبادرة، لفت طارق إلى أنه يقوم بتوفير كل مكونات المشروع، إضافة إلى عمل نظام متابعة كامل لشرح كل ما يتعلق بالزراعة للناس، حتى لغير العارفين بأمور الزراعة، مع توفير الأسمدة وغيرها، بهدف نشر مبادرة سطوح خضراء "سطوح جاردن " وتعميمها.
فيما قال أنور عجمي،محامٍببني سويف الذي نجح بشكل كبير في زراعة سطح منزله، حيث أصبح سطح منزله صورة للتكامل الغذائى له ولكل المحيطين به، إن فكرة زراعة الأسطح تحتاج إلى تعليم مستمر وحب للزراعة، فعلى الرغم من دراسته للحقوق إلاأنه عاشق للزراعة سواء كانت هذه الزراعات في حقول وأراضٍ مخصصة أو على سطح منزلهالذي زرعه بأكثر من 25 صنفا من الخضر والفاكهةوالورد ونباتات الزينة.
وقدم عجمي الشكر لمؤسسي مبادرة سطوح جاردن المهندسين طارق مصطفى، وعمر جلال، وعلاء حفني، لما يقدمونه من خبرات ومساعدات مجانية دون مقابل لكل من يريد زراعة الأسطح.