الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تصيب بالتوحد والإعاقة الذهنية.. كثرة الإنجاب خطر يهدد حياة المصريين

أرشيفية
أرشيفية

كثرة الإنجاب من أهم المخاطر على صحة الأم والجنين معاً بجانب الأضرار المجتمعية التى ينتج عنها الزيادة السكانية، وإرتفاع معدل الأزمات وإرهاق ميزانية الدولة، والحاجة لزيادة إنشاء مدن جديدة والتوسع فى بناء المدارس والمستشفيات وزيادة الخدمات لإستيعاب الزيادة السكانية التى تلتهم كل مساعى الدولة نحو التنمية ، فهو ليس أمرًا عاديًا لما له من أضرار على المدى البعيد.

وتعمل كثرة الإنجاب على زيادة الإصابة بالمضاعفات السلبية على الأم والطفل وينتج عنها حدوث تشوهات خلقية للجنين ، وترتبط كثرة الإنجاب أيضًا بزيادة خطر إصابة الأم بأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي تعرّضن للحمل الكامل لخمسة مرات أو أكثر، لذا فمن المهم أن تقوم النساء بتنظيم عملية الحمل والحد من كثرة الإنجاب لتجنّب أضرار كثرة الإنجاب الخطيرة.

كما إنه على علاقة مباشرة بانتشار التوحد والتقزم والأنيميا، وأثار تلك الظاهرة وكشف عن مخاطرها الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمى بإسم وزارة الصحة ، اليوم خلال الإحتفال باليوم العالمى بتنظيم الأسرة الذى أقامته نقابة الأطباء اليوم الإثنين.

تنمية الأسرة المصرية

من جانبه، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن تنمية الأسرة هى محور رئيسى للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، مضيفا: كلنا مؤمنون بأن الأطفال رزق وأن المال والبنون زينة الحياة الدنيا لكن لا يوجد ديانة فى العالم تقول إن الأطفال وسيلة للتربح والترزق، لأن هذا دور الأب والأم وليس الأطفال، لذا علينا أن نؤمن لهم مستقبل أفضل.

وأضاف عبد الغفار، خلال كلمته باحتفالية اليوم العالمى لتنظيم الأسرة، الذى تنظمه النقابة العامة للأطباء، أن التوحد والأنيميا والتقزم أمراض لها علاقة بكثرة الإنجاب، مشيرا إلى أنه عندما تدعو وزارة الصحة لتنمية الأسرة فهى بذلك تسعى لحياة كريمة كون الأسرة عماد الوطن.

وفي هذا الصدد، كشف الدكتور على شوشان، الإستشارى النفسى ورئيس وحدة الطب النفسى وتصنيف الإعاقات بإحدى المستشفيات النفسية، أن اسباب إرتفاع عدد المصابين  بإضطراب طيف التوحد خلال العشر سنوات الأخيرة نتيجة الإنفجار السكانى الناتج عن كثرة الإنجاب.

وأضاف شوشان في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كثرة الإنجاب لها علاقة وثيقة بحدوث تشوهات خلقية، وإصابة المواليد بالإعاقات الذهنية، نظراً لتكرار الحمل والولادة ومن ثم الرضاعة، التى تجعل الأم تفقد نسب مرتفعة من الكالسيوم والفيتامينات اللازمة لتكوين الجنين.

ولفت إلى أن أكثر المترددين على وحدة الطب النفسى وكشف الإعاقات، أطفالاً لهم عدد من الإخوه لايقل عن أربع وخمس أشقاء، مما يثبت أن كثرة الإنجاب نقمة للاسرة والأم والمجتمع ، مطالباً بضرورة إنتباه الأمهات والأباء إلى خطورة كثرة الإنجاب وضرورة تغير تلك الثقافة والإكتفاء بطفلين على الأكثر من أجل صحة الأم والجنين معاً .

ورش لتثقيف الأزواج

وأشار أنه تم تنظيم ورش تثقيف لتوعية المقبلين على الزواج بخطورة  كثرة الإنجاب وتأثيره المباشر على الإصابة بالإعاقات الذهنية والإضطرابات النفسية التى من بينها التوحد، نظراً لضعف عضلات الرحم وتهتك المشيمة بسبب تكرار الحمل مما ينتج عنه تسرب ماء أخضر وعبوره للجنين ونقص الأكسجين.

وأجرى الباحثون بجامعة كامبريدج الإنجليزية دراستهم  على نحو 8000 سيدة أمريكية، حيث إلى أن فرص إصابة الأمهات لـ5 أطفال أو أكثر بالأمراض القلبية، تزيد عن الأمهات التي أنجبت طفلا أو طفلين فقط، بنحو 30%، فيما تبلغ فرص الإصابة بالسكتات في تلك الحالة 25%، بينما تصل فرص المعاناة من قصور القلب لنحو 17%. وفق ماذكرته الدراسة.

وكشف الطبيبة كلير أوليفر، الباحثة من جامعة كامبريدج، وأحد فريق الباحثين العاملين بالدراسة ، عن سر المعاناة الصحية التي تعيشها الأمهات، بعد إنجاب الكثير من الأطفال الصغار، قائلة: "نعلم أن الحمل ومن ثم الولادة، تضع قلب الأم تحت وطأة مجهودات وتوترات غير تقليدية، الأمر الذي يصبح خطيرًا للغاية مع السعي لتربية الأطفال إن زاد عددهم، لذا لابد أن يعلم الجميع بتلك المخاطر من البداية".

وتضيف الطبيبة والباحثة: "أصبح معرفة عدد أبناء أي سيدة الآن، كفيلًا بالكشف عن احتمالية معاناتها لاحقا من الأمراض والنوبات القلبية، وعلى مدار نحو 3 عقود كاملة منذ إنجابها".

وعلق المدير الطبي المساعد بمؤسسة القلب البريطانية، المسؤولة عن تمويل الدراسة الأخيرة، جيريمي بيرسون، على نتائج الدراسة، حين يقول: "ربما لا يعد من المستغرب أن يرتبط إنجاب الأمهات للكثير من الأبناء، بانشغالهن عن الاهتمام بصحتهن، لذا لابد أن تكون تلك الدراسة مثل ناقوس الخطر الذي من شأنه أن يدق تنبيها لكل أم، قبل فوات الأوان".

في النهاية، تأمل الدراسة الحديثة أن تضع حدا لمشكلة كثرة الإنجاب، التي لا تقلل من فرص رعاية الأم لأبنائها الصغار فحسب، بل تقلل من اهتمام الأم كذلك بصحتها، لينتهي الأمر بزيادة مخاطر تعرضها لأمراض قلبية خطيرة، كما أكدت دراسة جامعة كامبريدج الأخيرة.