شهدت شواع العاصمة البريطانية لندن صباح اليوم الاثنين اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للنظام في إيران خرجوا للتظاهر اعتراضا على مقتل الشابة مهسا أميني الأسبوع الماضي، على يد شرطة الأخلاق الإيرانية.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن بيان أصدرته شرطة بريطانيا قوله: إن المظاهرات في لندن اندلعت أمس أمام السفارة الإيرانية في لندن واحتشد فيها المئات، إلا أنه سرعان ما احتدم الوضع في الساعات الماضية واشتبكوا مع قوات الشرطة، ما أسفر عن وقوع جرحى من الجانبين.
وأضاف بيان شرطة بريطانيا أن العديد من ضباط الشرطة تعرضوا لإصابات وتم نقل 5 منهم إلى المستشفى بعد إصابتهم إصابات خطيرة، مشيرًا إلى أن الشرطة ألقت القبض على 12 شخصا من المتظاهرين.
تعيش إيران في الوقت الراهن على صفيح ساخن بعد اندلاع أكبر مظاهرات تشهدها البلاد منذ مظاهرات الوقود في 2019؛ إذ خرج آلاف المتظاهرين في شوارع إيران على خلفية اعتقال شرطة الأخلاق الإيرانية للشابة مسها أميني وتعذيبها ووفاتها الأسبوع الماضي.
وكانت شرطة الأخلاق أوقفت أميني البالغة من العمر 22 يوم 13 سبتمبر بسبب "لباسها غير المحتشم"، وتوفيت بعد 3 أيام في المستشفى، واندلعت بعدها التظاهرات احتجاجًا على وفاتها أثناء احتجازها لدى الشرطة.
إخلال بالأمن العام
كما أكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي على وجود ما اعتبرها "أدلة طبية" تدحض مزاعم تعرض مهسا أميني للضرب على يد الشرطة، مضيفًا: " "نتائج المتابعة والتحدث مع من كانوا موجودين في المكان، والتقارير الواردة من الأجهزة المعنية، والتحقيقات الأخرى، تظهر جميعها أن أميني لم تتعرض للضرب"، مشيرًا إلى أن الحكومة تحقق في سبب وفاة أميني، مضيفًا: "علينا انتظار الرأي النهائي للطبيب الشرعي، وهو أمر يستغرق وقتًا".
4 ميزات لهذه الاحتجاجات
بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن المظاهرات الحالية تختلف عن مظاهرات 2019، في 4 أشياء، أولها هي أن المظاهرات الحالية شجاعة شأنها شأن حركة 2019، لكنها تتجاوزها، بيد أن النساء هن اللواتي يقدن هذه الاحتجاجات، وإن إيرانيين بارزين يعبرون عن آرائهم في مختلف أنحاء البلاد، كما أن الكثير من الإيرانيين الذين لم يشاركوا فعليًا في التظاهرات أعربوا عن تضامنهم مع النساء ومع طالبات الجامعات، فضلاً عن أن التظاهرات كانت عابرة للانقسامات العرقية.
وأشارت إلى أن التظاهرات تأتي في وقت محوري بالنسبة إلى إيران، مع ورود تقارير تفيد بأن المرشد الأعلى علي خامنئي مريض والخطط الإيرانية لخلافته ليست واضحة، وكذلك بالنسبة إلى المفاوضات لإحياء الإتفاق النووي، الذي سيكون له تأثير كبير على مسار البلاد.