*الصين تواجه العقوبات الغربية ضد روسيا
*الصين تصبح المشتري الأول للنفط الروسي
*السعودية تعلن التزامها بتصدير النفط إلى الصين
منذ أن بدأت الولايات المتحدة والدول الغربية في فرض عقوبات مختلفة على روسيا بشأن الطاقة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه يتعين عليه "النظر إلى الشرق" وتحويل تركيز السوق تدريجيًا إلى الدول الآسيوية.
ووفقا لموقع الصيني "paitou guancha"، فإنه كلما زادت الصين مشترياتها من الطاقة الروسية، تعمق التعاون تدريجيًا بينهما في هذا المجال.
وفي مايو من هذا العام، زادت صادرات روسيا من الطاقة إلى الصين بنسبة 55٪، متجاوزة المملكة العربية السعودية للمرة الأولى وأصبحت أكبر مورد للنفط للصين لمدة ثلاثة أشهر متتالية.
ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، استوردت الصين 8.34 مليون طن من النفط من روسيا في أغسطس الماضي، بزيادة قدرها 28٪ مقارنة بالعام السابق، واستوردت الصين 8.48 مليون طن من النفط من المملكة العربية السعودية، أي ما يعادل 8.48 مليون طن في اليوم، وارتفعت الواردات البالغة 1.99 مليون برميل بنسبة 5٪ مقارنة بالعام السابق، ونتيجة لذلك تفوقت السعودية على روسيا وأصبحت أكبر مورد للنفط للصين مرة أخرى.
يذكر أن قيمة واردات الصين من النفط من الولايات المتحدة وإيران ودول أخرى، باعتبارهم دول نفطية رئيسية أيضًا صفر.
ويعكس هذا أيضًا، أن الصين في مجال الطاقة، أدركت تدريجياً تنويع العرض في واردات الطاقة، وتتبع دائمًا مبدأ "عدم وضع البيض في نفس السلة".
ولطالما كانت الصين مستوردا كبيرا للنفط، وتطوير الصناعة الكيماوية لا ينفصل عن النفط، لذلك فإن تنويع الطاقة مهم جدا لها. تحتاج المملكة العربية السعودية، باعتبارها مورد رئيسي وكبير للنفط تحتاج إلى مشترين مستقرين، والتعاون بين الجانبين في مجال الطاقة يلبي تمامًا مطالب كل منهما، بل وصل الأمر إلي مشاريع تعاون كثيرة.
وبالنسبة للتجارة الخارجية، التزمت الصين دائمًا بمفهوم المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، والتي حظيت أيضًا بترحيب الطرفين. وفي النصف الأول من هذا العام، ذكرت المملكة العربية السعودية أيضًا أنها ستعطي الأولوية في الخمسين عامًا القادمة لضمان إمدادات النفط إلى الصين.
وقال وزير الطاقة السعودي، إنه حتى في ظل سوق الطاقة الدولي الحالي المضطرب للغاية، فإن الجانب السعودي سيلتزم بشدة بهذا الالتزام تجاه الصين وسيعتبر هذا أولوية قصوى للحكومة السعودية.
وقبل أيام قليلة، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وكان من بينهم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان واتفق الجانبان على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والسعودية في أسرع وقت ممكن لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والتجارة وغيرها من المجالات.
بعد أن واصلت الدول الغربية السير على خطى الولايات المتحدة وفرض عقوبات صارمة على روسيا، فشلت في إيجاد "طريق خلفي" مناسب لها، تاركة بلادها في معضلة أزمة الطاقة.
وفي الوقت نفسه، استغلت الولايات المتحدة تلك الأزمة.
وأظهرت عدة بيانات، أنه خلال النصف الأول من عام 2022، سجلت صادرات النفط الأمريكية مستوى قياسيًا بلغ 6 ملايين برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى في 40 عامًا.
ويرجع ذلك أيضًا إلى سياسة الطاقة الأوروبية، التي منحت الولايات المتحدة الفرصة لسد الفجوة في وارداتها من الطاقة، مما أدى إلى زيادة حصة المنتجات النفطية الأمريكية في السوق الأوروبية. تظهر البيانات، أنه في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، تجاوزت واردات أوروبا من النفط من الولايات المتحدة آسيا للمرة الأولى لتصبح أكبر مشتر للنفط الأمريكي.