قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن اليوتيوبر المصري البريطاني محمد حجاب، يواجه اتهامات واسعة في بريطانيا بنشر الكراهية والتحريض ضد الهندوس، وذلك بعد أسبوع من اندلاع اشتباكات واحتجاجات عارمة بين المسلمين والهندوس في مدينة ليستر البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن محمد حجاب - وهو يعتبر نفسه داعية إسلاميا - قام بنشر خطاب للكراهية والتحريض على الهندوس بعدما سافر إلى مدينة ليستر، ثم نشر فيديو عبر قناته على “يوتيوب”، لتأجيج وتيرة الاحتجاجات في المدينة.
وكانت شرطة بريطانيا أعلنت الحكم بالسجن لعشرة أشهر لشخص واعتقال 47 شخصا على خلفية أعمال العنف التي تشهدها المدينة منذ أسابيع، على الرغم من دعوة رجال دين مسلمين وهندوس للتهدئة.
وبحسب شبكة "بي. بي. سي" البريطانية، يربط كثيرون بين التوتر الذي يهز العلاقة بين مسلمين والهندوس في مدينة ليستر مع تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند منذ تولي رئيس الوزراء اليميني ناريندرا مودي الحكم.
وقالت وسائل إعلام بريطانية الأسبوع الماضي، إن الاعتداءات في مدينة ليستر غربي بريطانيا استمرت لليوم الثالث على التوالي، والتي كانت بدأت بعد خروج عدد كبير من الهندوس في مظاهرات أمام مساجد ومنازل للمسلمين بالمدينة وترديد شعارات مناهضة لهم.
ونشرت شرطة ليستر آنذاك بيانا عبر صفحتها الرسمية بموقع "تويتر"، قالت فيه إنها استعادت الهدوء في المنطقة بعد نشر قواتها بشكل مكثف، وألقت القبض على شخصين أحدهما بتهمة السلوك العنيف المخلّ بالأمن، وآخر بتهمة حيازة سلاح أبيض.
مباراة كريكت السبب
وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الاشتباكات بين المسلمين والهندوس في ليستر اندلعت بعد مباراة كريكيت بين الهند وباكستان، في نهاية شهر أغسطس المنصرم، ورغم أن مباريات الكريكيت بين الهند وباكستان غالبا ما تكون مشحونة سياسيا، إلا أن شيئا واحدا اتفق عليه كل من تحدثت إليه في المدينة وهو أن الأمر كان مختلفا في لعبة الكريكيت تلك.
ووفقًا للصحيفة، صرح عدد من المسلمين في المنطقة أن التوتر بينهم لم يكن بسبب الفيديو أو المباراة فقط، بل إنهم يعانون منذ أشهر من بعض الأشخاص من الجالية الهندوسية في المنطقة، إذ يأتون إلى مساجد المنطقة ويضايقونهم بعد كل صلاة.
وبحسب "بي. بي. سي"، امتدت المواجهة لتصل إلى الإنترنت أيضا. وانتشرت مزاعم بالاعتداء على أشخاص بسبب دينهم، ورغم أن كثيرا من تلك المزاعم لم يتم التحقق منها بعد، ونفت الشرطة أحد تلك المزاعم على الأقل.
وتفاقم الموقف بعد خروج حوالى 200 شخص من رجال الجالية الهندوسية في مسيرة الأحد الماضي في منطقة "جرين لين رود" في ليستر، وقاموا فيها بالتخريب وإلقاء وكسر الزجاجات، مما تسبب في اندلاع العنف وتخريب الأماكن المقدسة للجاليتين.
وفي بيان مشترك وجهه مسجد الجامع ومعبد أسكون الهندوسي للمحرضين على العنف والكراهية، جاء: "لن ندعكم تنجحون ونحن أسرة ليستر نقف أمامكم، ليس فقط كهندوس ومسلمين ولكن كإخوة وأخوات".
وشدد البيان الذي ألقاه الزعيم الهندوسي براديومنا براديبجاجار على النضالات التي خاضها كلا المجتمعين لجعل المدينة موطنًا لهم، "وصلنا إلى هذه المدينة معاً لنواجه التحديات نفسها معًا، ولقد قاومنا العنصريين وجعلنا هذه المدينة بشكل جماعي منارة للتنوع والتماسك المجتمعي".