الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كشفت عنها النقابة العامة.. كارثة تواجه شباب الأطباء و5 نصائح عاجلة لتجنبها

الأطباء
الأطباء

شهدت الفترة الأخيرة ارتفاع حالات الوفاة بين شباب الأطباء، بسبب الإجهاد وطول ساعات العمل، الأمر الذي استدعى تدخل النقابة العامة للأطباء لمناقشة تلك الأزمة التي أصبحت تهدد حياة أعضائها من شباب المهنة.

أعداد وفيات كورونا بين الأطباء

وقامت هيئة مكتب النقابة العامة للأطباء بدراسة المقترح المقدم من الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء بتنظيم ورشة عمل لمناقشة ساعات العمل المثلى للأطباء والتي لا تؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية للطبيب وكذلك على تقديم الخدمة الطبية للمواطنين.

وناقشت هيئة مكتب نقابة الأطباء العوامل التي تجبر الطبيب على العمل ساعات متواصلة تصل إلى أيام، والتي من أهمها ضغوط العمل وعجز الأطباء في بعض الجهات مثل المستشفيات الجامعية، والمبالغ المتدنية للرواتب ومقابل النوبتجيات مما يضطر معها الطبيب للعمل فى أكثر من جهة لمواجهة أعباء الحياة، مما يعود بالضرر البالغ على الطبيب والمريض على حد سواء.

واستعرضت هيئة مكتب نقابة الأطباء، حسب بيان، أعداد وفيات شباب الأطباء من خارج إصابات كورونا مما استطاعت نقابة الأطباء حصرها، حيث كان معدل الوفاة 2 طبيب كل شهر في العام 2022، مقابل 3 وفيات في العام 2018، و11 وفاة في العام 2019، و7 وفيات عام 2020، و10وفيات عام 2021.

وقررت هيئة مكتب نقابة الأطباء تنظيم ورشة عمل موسعة تضم الجهات المعنية مثل المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية ووزارات الصحة والمالية والقوى العاملة واللجان المعنية بمجلس النواب، وذلك للخروج بمحددات وتوصيات تعرض على الحكومة لتنفيذها.

وناقش "صدى البلد" مع بعض المتخصصين كيفية تفادي الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع حالات الوفاة بين صفوف شباب الأطباء، ويقول الدكتور نبيل عبد المقصود، مدير مستشفى القصر العيني الفرنساوي سابقا، إن الإجهاد والضغط النفسي والضعف المادي يقف خلف ارتفاع حالات الوفاة بين شباب الأطباء، رافضاً فكرة تحديد عدد ساعات لعمل الأطباء نظراً لطبيعة المهنة التي تعد رسالة سامية.

الواقعية وترتيب الأهداف مسبقا

وأوضح عبد المقصود - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الطبيب يعمل لدى المرضى وعمله مرهون بهم فلا يمكن أن يتم تحديد مواعيد عمل في ظل وجود حوادث طارئة، وحالات ولادة ونوبات قلبية مفاجئة بجانب إصابتهم بالعدوى نتيجة احتكاكهم وتعاملاتهم مع المرضى.

وأضاف عبد المقصود، أن الحل الوحيد هو تخفيف الإجهاد والضغط النفسي من خلال تحسين الأوضاع المادية للأطباء، حتى لا يلجأ الطبيب الشاب للعمل في أكثر من مستشفى وعيادة في اليوم الواحد على حساب راحته وصحته، ناصحاً شباب الأطباء بضرورة الإلتفات لصحتهم وأن يقوموا بوضع صحتهم وراحنهم الجسدية نصب أعينهم، فهم أكثر الناس فهماً بالأخطار.

ومن جانبه نصح الدكتور على شوشان الاستشاري النفسي، شباب الأطباء بالواقعية وترتيب الأولويات وجدولة أهدافهم في الحياة، والتشاور الدائم مع الأسرة والمجتمع، والتفكير خارج الصندوق، والتعاون بينهم في تقسيم العمل لتخفيف الأعباء والضغوط النفسية والإجهاد، وفي الوقت ذاته يعملون على تأدية رسالتهم الإنسانية السامية.

وأضاف شوشان -  في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن طبيعة الدراسة بـ كلية الطب وما سبقها في المرحلة الثانوية تكون ضاغطة للغاية على الطالب، نظراً لخصوصية تلك الكلية وما تتطلبه من مجهود ذهني وبدني وقدرة مختلفة من التفكير عكس كليات أخرى.

وتابع: "بالتالي يتخرج الطبيب الشاب وهو قضى نصف عمره الأول في ضغط نفسي وعصبي حاد، ثم يصطدم بالمتطلبات والمسئوليات التي تقع على كاهله تجاه أسرته التي أنفقت عليه وتكبدت عناء سنوات الدراسة التي تحتاج إلى مصروفات باهظة، بجانب المسئولية المجتمعية المطالب بها تجاه المرضى، فيلجأ الطبيب الشاب إلى العمل ليل نهار حتى يفى بالتزماته على حساب صحته". 

تنظيم جلسات إرشادية للطلاب

في سياق متصل أكد الدكتور محيي الدين عبد الظاهر، استشاري الأمراض الصدرية بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية وعضو هيئة تدريس بإحدى كليات الطب، أن هناك بعض من شباب الأطباء يكونوا مدينين لأسرهم بالوفاء لإصرارهم على استكمال مشوار دراسة كلية الطب، رغم ضعف مستواهم المادى، فيتولد رغبة أساسية ملحة لدى هؤلاء الشباب بأن يقوموا بتعويض أسرهم سنوات الكفاح والتعب والكد من أجلهم، فيضطرون إلى العمل ليل نهار على حساب صحتهم وراحتهم الجسدية والنفسية.

ويقترح عبد الظاهر - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، بأن يتم تحسين الأوضاع المالية للقطاع الطبي لتخفيف الأعباء على شباب الأطباء، وتنظيم جلسات إرشادية يتخللها نصائح نفسية تعطى طاقة إيجابية وتعزيز الدوافع النفسية الداخلية للرغبة فى التمسك بالحياة والحفاظ على صحتهم وراحتهم الجسدية، ومنحهم طاقة أمل في أن كل شيء يأتي بالتدريج، وألا يتعجلوا كل شيء، وتقليل الرغبة في تملك وتحقيق كل شيء فى أنً واحد، والتشديد على تلك النصائح وإنه إذا تصرفوا عكس ذلك لن يحققوا شيئاً بل سيفقدون حياتهم.

وتابع: "هناك كثيراً من الأبحاث أثبتت أن هناك علاقة طردية بين ساعات العمل، والأخطاء الطبية، وكذا بين زيادة عدد ساعات العمل والسكتات القلبية والدماغية، وخاصة بمن يعمل أكثر من 60 ساعة إسبوعياً، لذا حدد قانون العمل بأن ساعات العمل 36 ساعة إسبوعيا".

ولفت أن الضغوط الشديدة الواقعة على شباب الأطباء مثل ساعات العمل الطويلة، حيث يستمرون للعمل لمدة يومين وثلاث متواصلين، بالإضافة إلى القلق من المسئولية القانونية وتعرضهم للملاحقات القضائية والاعتداءات عليهم من قبل المرضى وأسرهم، مشيراً إلى استمرارهم في العمل بعياداتهم الخاصة أو الارتباط بالعمل في مستشفيات خاصة يرجع لتدني رواتبهم.