كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح أكثر انخراطا في استراتيجية الحرب في أوكرانيا قبل فترة طويلة من إعلانه قرار التعبئة الجزئية، الذي يتضمن استدعاء 300 ألف جندي احتياطي للجيش الروسي.
وقال المسؤولون إن بوتين رفض طلبات قادته الميدانيين بالانسحاب من مدينة خيرسون الحيوية، وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض الروح المعنوية لدى قواته، مشيرين إلى أنه رغم قبول بوتين لبعض توصيات القادة العسكريين إلا أن تدخله أدى إلى توترات في صفوف القادة العسكريين.
وأوضح المسؤولون أن كبار الضباط الروس شككوا في الخطط المبكرة للحرب خاصة توجيه ضربة خاطفة لكييف واعتقدوا أن بدأ الحرب بقوات وأسلحة غير كافيتين.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن بوتين خفف سيطرته على التخطيط العسكري بعد أن ثبتت صحة مخاوف الضباط الروس وسمح لكبار الجنرالات بوضع استراتيجية جديدة تركز على قصف مدفعي مكثف.
تحديات كبيرة
ويشمل إعلان الرئيس بوتين إرسال 300 ألف جندي احتياطي، في عدد قد يبدو كبيرًا مقارنة بنحو 220 ألف جندي أرسلوا إلى الجبهة منذ بداية الحرب في لأوكرانيا في 24 فبراير، بحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية
ومنذ بدايات النزاع، واجه الجيش الروسي صعوبات كبيرة في التنسيق بين وحداته وأسلحته المختلفة من مشاة وسلاح جو وبحرية، وفي توفير الدعم اللوجستي الأساسي في إدارة المعارك، فيما عانى على صعيد نقل الأوامر من هيئة الأركان إلى العسكريين على الأرض وفي الاتجاه المعاكس أيضًا. إلّا أن استدعاء 300 ألف جندي إضافي سيرغم الجيش الروسي على بذل جهود هائلة في هذه المجالات.
بوتين يلعب بالنار
وقال موقع "ذا هيل" الإخباري الأمريكي إن قرار التعبئة الجزئية يعتبر رهانًا كبيرًا في الوقت الذي نجحت القوات الأوكرانية في طرد الجيش الروسي من مناطق أساسية في شرق البلاد، بينما تقف الولايات المتحدة مع الحلفاء متحدين في دعمهم العسكري والاقتصادي لكييف.
وأضاف أن الإخفاقات العسكرية تسببت باستياء نادر من النواب الروس، ومن الحلفاء في الشيشان ومن المحللين على البرامج التلفزيونية، حيث كانت تطبق بحذافيرها، سردية الكرملين حول الحرب.
يقول مراقبون إقليميون إن التعبئة والضم المحتمل لأراضٍ أوكرانية محتلة، هما دليل على أن الرئيس الروسي، يضاعف جهوده من أجل تحقيق نصر سياسي في أوكرانيا، لكنه يقامر في الوقت نفسه برأسمال سياسي، قد يؤدي إلى تفجر ردود فعل عنيفة في بلاده.