الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقنة قاتلة لمرض السرطان.. اعرف قصتها

سرطان
سرطان

فقد كرزيستوف ووجكاوسكي، الذي يعمل في مهنة البناء بغرب لندن، الأمل في الشفاء من مرض سرطان الغدد اللعابية، بعد عدة عمليات جراحية أجريت له منذ تشخيص إصابته بالمرض عام 2017.


وبعدما كان ووجكاوسكي «39 عاماً»، ينتظر كتابة المرض اللعين للفصل الأخير في قصة حياته، بعد أن قال له الأطباء إنه لم يتبق له أي خيارات علاجية متاحة، لاح له أمل، تمثل في الانضمام لتجربة علاج السرطان المتقدم، باستخدام نسخة معدلة وراثياً من فيروس الهربس، تعرف اختصاراً باسم «RP2 ».


وقدم فريق بحثي من معهد أبحاث السرطان البريطاني ومؤسسة مارسدن الملكية، نتائج علاج السرطان باستخدام هذه الآلية الجديدة في 10 سبتمبر  الجاري بمؤتمر الجمعية الأوروبية للأورام الطبية بفرنسا، وكانت حالة ووجكاوسكي، واحدة من الحالات التي حقق معها العلاج نجاحاً باهراً، إذ أدى إلى اختفاء الورم تماماً.


ويصف ووجكاوسكي في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد أبحاث السرطان البريطاني أمس (الخميس) العلاج الجديد، بأنه «كان شريان حياته الأخير»، ويقول: «إنه معجزة حقيقية، فلا توجد كلمة أخرى لوصفه، لقد تمكنت من العمل كبناء مرة أخرى، وقضاء بعض الوقت مع عائلتي، لا يوجد شيء لا أستطيع فعله».
ويستهدف العلاج الجديد الذي يستخدم فيروس الهربس المعدل وراثياً الأورام عبر ضربة مزدوجة، فعند حقنة في المريض، تستهدف الفيروسات الأورام، لتقوم بالتكاثر داخل الخلايا السرطانية، وتعمل على تفجيرها من الداخل، كما يمنع هذا العلاج بروتيناً معيناً، يُعرف باسم CTLA – 4، وهو ما يعمل على تحفيز الخلايا المناعية لقتل الخلايا السرطانية بشكل أكثر فاعلية.


وقام الفريق البحثي الذي يقوده كيفين هارينجتون، أستاذ العلاج البيولوجي للسرطان في معهد أبحاث السرطان البريطاني، بتقييم فاعلية الفيروس القاتل للسرطان في تسعة مرضى، وبالاقتران مع العلاج المناعي «نيفولوماب» في 30 مريضاً.


وتهدف تجربة المرحلة الأولى من التجارب السريرية الجارية حالياً، والتي ترعاها شركة «ريبليمون» المصنعة للدواء، وتم تقديم نتائجها المبدئية في مؤتمر الجمعية الأوروبية للأورام الطبية بفرنسا، إلى اختبار السلامة والجرعة المناسبة بالنسبة للدواء الجديد، فضلاً عن قدرته على تقليص الأورام.


وأظهر ثلاثة من أصل تسعة مرضى عولجوا بالدواء تقلصاً واضحاً في أورامهم، واختفى الورم تماماً عند أحدهم، وهو كرزيستوف ووجكاوسكي، عامل البناء في غرب لندن.


كما استفاد من العلاج سبعة من كل 30 مريضاً تلقوا كلاً من العلاج الجديد والعلاج المناعي «نيفولوماب».


وفي هذه المجموعة، توقف نمو السرطان أو تقلص عند أربعة من كل تسعة مرضى مصابين بسرطان الجلد الميلانيني، واثنين من كل ثمانية مرضى مصابين بسرطان الجلد العنبي، وواحد من كل ثلاثة مرضى مصابين بسرطان الرأس والعنق، ومن بين هؤلاء المرضى السبعة، ظل حالة ستة مرضى مستقرة تماماً لمدة 14 شهراً.


ونظر الباحثون في خزعات المرضى (عينات صغيرة جداً من الخلايا) قبل وبعد الحقن بفيروس الهربس المعدل (RP2) ووجدوا تغيرات إيجابية في المنطقة المحيطة بالورم مباشرة.


وأوضح الباحثون أن الحقن أدى إلى زيادة عدد الخلايا المناعية في المنطقة و«تشغيل» الجينات المرتبطة بالاستجابة المناعية التي تقضي على الخلايا السرطانية.