الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب نقص الطاقة.. تحذيرات من كارثة اقتصادية عنيفة في أوروبا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، اليوم الجمعة، إن دول أوروبا أصبحت أكثر انقساما بسبب أزمة الطاقة ونقص الغاز الروسي، مؤكدًا أن أزمة الطاقة تهدد بتحطيم الوحدة الأوروبية.

وأضاف بيرول في تصريحات نقلتها وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن أوروبا ستعاني من "كدمات اقتصادية" بالأشهر المقبلة من بينها الركود وتضرر الميزانيات، على خلفية إعلان روسيا قطع إمدادات الغاز عبر خط "نورد ستريم 1".

من جانب آخر، قالت تقارير أوروبية اليوم الجمعة، إن عدة دول في أوروبا أنفقت مبالغ هائلة لاحتواء أزمة الطاقة وذلك بعدما أوقف روسيا إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط غاز "نورد ستريم 1"، حيث كانت روسيا تزود أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي قبل الحرب في أوكرانيا.

وقالت التقارير إن ألمانيا أنفقت 100.2 مليار يورو تليها إيطاليا بـ59.2 مليار وثالثا جاءت فرنسا بــ53.6 مليار، فيما خصصت دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة 314 مليار دولار لإجراءات تخفيف التداعيات، في حين خصصت بريطانيا 178 مليار دولار، وفقًا لبحث نشرته مؤسسة بروجل الفكرية يوم الأربعاء الماضي.

أمريكا تقر بمعاناة القارة العجوز

ومساء الخميس، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة أقل تأثرًا بارتفاع أسعار الطاقة مقارنة بأوروبا، مضيفة خلال كلمة ألقتها في مؤتمر “أتلانتيك فيستيفال”، "ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا ارتفاعا هائلا. الشتاء سيكون صعبا عليهم. بالطبع نرى العواقب لكننا لسنا متأثرين مثل أوروبا”.

وأضافت: "نحن نعمل عن كثب مع الأوروبيين لإيجاد إمدادات بديلة. وأعتقد أنهم يستطيعون التعامل معها”.

خطة طوارئ مقترحة في أوروبا

أوضحت مؤسسة بروجل البحثية أن حكومات الاتحاد الأوروبي قد أنفقت ما يقرب من 450 مليار دولار، إذا ضُمّنت الأموال النقدية التي خصصتها الحكومات للتأميم أو الإنقاذ أو تقديم قروض لمرافق الطاقة المتعثرة، مشيرةً إلى أن العبء المالي المتزايد في الوقت الذي تكافح فيه الدول الأوروبية مع التضخم المتسارع والتوقعات الاقتصادية القاتمة، إذ يمثّل إنفاق الاتحاد الأوروبي 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي للمجموعة.

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي اقترح مؤخرًا إجراءات على مستوى المجموعة، للاستجابة إلى أسعار الطاقة المرتفعة للغاية، في محاولة لترتيب الاستجابات الوطنية برد فعل منسق؛ إذ يتفاوض وزراء الاتحاد الأوروبي على خطة طوارئ من شأنها تحويل أرباح شركات الطاقة غير المتوقعة إلى الأسر والشركات الضعيفة.

ويتضمّن أيضًا حدًا أقصى لسعر الطاقة، وهدفًا لخفض الطلب على الكهرباء، مع تقليص موسكو تدفقات الغاز إلى المنطقة، فيما نقلت تقارير إعلامية أن محطات توليد الكهرباء التي تعمل الفحم قد تخضع لخطة الاتحاد الأوروبي للحدّ من عائدات منتجي الطاقة لجمع الأموال، لخفض فواتير الطاقة المرتفعة.

العريان يحذر من كابوس السبعينات

من جانب آخر، حذر المحلل الاقتصادي العالمي محمد العريان من أزمة اقتصادية كبيرة سوف يشهدها العالم قريبا، وذلك بسبب ارتفاع معدلات التضخم سواء على صعيد الولايات المتحدة أو على الصعيد الدولي، واصفًا المشهد الاقتصادي الراهن الدولي بأنه يعيد للذاكرة أزمة السبعينات الاقتصادية، الذي شهد ركودًا تضخميًا مرتفعًا وزيادة في معدلات البطالة وركود في نمو الوظائف.

ونقلت شبكة "ياهو نيوز" عن العريان قوله إن محاولات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للسيطرة على التضخم ليست كافية، مؤكدًا أن رفع أسعار الفائدة المستمر سوف يعرقل عمليات التنمية ويقلص عدد الوظائف وهو ما يعني زيادة مستمرة في أسعار السلع والمنتجات وارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ نمو الناتج المحلي، وأخيرًا تضخم كبير مصحوب بركود اقتصادي أكبر.