الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستقبل البناء..طائرات بدون طيار ستشيد مباني وجسور

طائرة بدون طيار
طائرة بدون طيار

يمكن للطائرات بدون طيار التي تعمل معًا إنشاء هياكل كبيرة مطبوعة ثلاثية الأبعاد مصنوعة من الرغوة أو الأسمنت، حيث تمهد التجارب الطريق لمستقبل يمكّن أسراب الطائرات بدون طيار المساعدة بتشييد مبان شديدة الارتفاع أو معقدة وهياكل أخرى مثل الجسور دون الحاجة إلى سقالات داعمة أو آلات بناء كبيرة.


ويقول روبرت ستيوارت سميث من جامعة بنسلفانيا «نحن نتحدث عن القدرة على بناء شيء لا حدود له من الناحية النظرية. لن يتم تقييد مثل هذه الإبداعات إلا من خلال قيود وعوامل الهندسة الإنشائية مثل لوجستيات رحلات الطائرات بدون طيار».


وبناء سرب الطائرات بدون طيار مستوحى من الحشرات كالدبابير والنمل الأبيض، وفق ما يقول ميركو كوفاتش من جامعة إمبريال كوليدج بلندن الذي قاد المشروع «إذا كنت ترغب في بناء شيء كبير جدًا، فعادةً ما يحدث في الطبيعة أن العديد من الحشرات تعمل معًا»، وذلك حسب ما نشر موقع «نيو ساينتست» العلمي المتخصص، نقلا عن مجلة «نيتشر» العلمية.


وقد أظهر بحث كوفاتش وستيوارت سميث مع زملائهما كيف يمكن للعديد من الطائرات بدون طيار أن تبني بشكل تعاوني أسطوانة بطول مترين مصنوعة من رغوة العزل وأسطوانة بطول 0.18 متر مصنوعة من الأسمنت الخاص.


فقد حلقت واحدة من طائرتين من دون طيار في دائرة أثناء إخراج خط من الرغوة أو الأسمنت سريع التصلب وبناء الهياكل طبقة واحدة في كل مرة.


وبعد طباعة كل طبقة، استخدمت طائرة بدون طيار ثالثة كاميرا استشعار للعمق لالتقاط خريطة ثلاثية الأبعاد للعمل الجاري والسماح لفريق الطائرة بدون طيار بضبط خطوات البناء حسب الحاجة.


ويمكن أن تعمل كل طائرة بدون طيار لمدة تصل إلى 10 دقائق قبل الحاجة إلى إعادة تحميل مواد البناء وأحيانًا الحصول على بطارية جديدة؛ فقد أظهرت الاختبارات والمحاكاة الإضافية كيف يمكن لما يصل إلى 15 طائرة بدون طيار تنسيق مسارات الطيران والعمل معًا لبناء قبة. كما يمكن للطائرات بدون طيار اتخاذ قراراتها الموجهة بالذكاء الصناعي بشأن مكان الطيران وكيفية إيداع مواد البناء. لكنها لا تزال تتطلب إشرافًا بشريًا.


وفي هذا الاطار، يمكن لهذه الطائرات بدون طيار ذات الطباعة ثلاثية الأبعاد أن تساعد في إعادة الإعمار بعد الكوارث في المناطق النائية أو حتى العمل في مشاريع خطيرة مثل إصلاح التابوت الخرساني بمحطة تشيرنوبيل النووية.


وفي تعليق على هذا الأمر، قال فيجاي باوار من جامعة كوليدج بلندن «إن الخطوة الكبيرة التالية تتضمن نقل بناء الطائرات بدون طيار إلى الخارج. ويتطلب ذلك اكتشاف طريقة فعالة لإعادة شحن الطائرات بدون طيار وتحميلها بمواد بناء جديدة، إلى جانب إنشاء شبكات اتصالات للإشراف بأمان على أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار».


من جانبه، يقول مسعود الغيساري من جامعة فلوريدا، الذي لم يشارك في الدراسة «إن صناعة البناء تستخدم بالفعل طائرات بدون طيار في عمليات التفتيش، لكن مفهوم بناء الطائرات بدون طيار منطقي». مؤكدا «أعتقد أن هذه الورقة تُظهر تمامًا أنه لم يعد خيالًا علميًا».