قال تقرير لمجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية، إن هناك شخصيات كثيرة يمكن أن تخلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال سقوطه، إلا أنها رأت بأنه لن يكون هناك بالضرورة تغييرا كبيرا في سياسة موسكو.
وأشار إلى أن متابعة التقلبات والمنعطفات في الاقتتال الداخلي في الكرملين ”مهمة صعبة“، بدعوى أن التحالفات السياسية في القمة تميل إلى التحول بسرعة كبيرة.
وأوضح أنه على الرغم من جميع الإخفاقات والتجاوزات، فقد يعيش القائد حياته في السلطة ويموت لأسباب طبيعية، معتبرة أنه ليس هناك شك بأن بوتين يفضل هذا السيناريو.
وأشارت ”فورين أفيرز“ إلى أنه على الرغم من أن المراقبين تكهنوا بأن التعديلات الدستورية التي أجراها بوتين في مارس2020، والتي جعلت من الصعب على الرؤساء السابقين تجريدهم من الحصانة كانت مصممة للسماح له بالتقاعد، إلا أن هذا الاحتمال يبدو الآن غير وارد.
وقالت: ”من المرجح أن بوتين قرر البقاء في منصبه، ولكن مع اقتراب فترة حكمه من الذكرى السنوية الثالثة والعشرين، ومع اقتراب بوتين من سن السبعين، فمن شبه المؤكد أن الطامحين لمنصبه ينظرون بعناية إلى بعضهم البعض ويفكرون في سيناريوهات الخلافة المحتملة“.
ولفتت إلى وزير الدفاع سيرجي شويجو، وهو رجل بارز من أصل مميز ولكنه الآن بسجل عسكري ملطخ بشكل ميؤوس منه، يعتبر منافسا غير متوقع، على الرغم من أن دعمه سيكون ضروريا لأي مؤامرة للاستيلاء على السلطة.
ويُشار أحيانا إلى رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، من بين خلفاء بوتين، لكن هذا يبدو غير مرجح، إذا لم يكن لسبب آخر غير أنه أكبر سنا من بوتين.
وأشارت ”فورين أفيرز“ إلى أن الرئيس السابق دميتري ميدفيديف لجأ إلى خطاب الإبادة الجماعية ليظل في المشهد السياسي، لكن لا أحد يأخذه على محمل الجد.
ورأت أنه من الواضح أن الرئيس ”المراوغ“ لمجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، يخوض المنافسة، وهو يسيطر على الهيئة التشريعية ذات الطابع المطاطي الحاسمة لإضفاء الشرعية بأثر رجعي على الزعيم الجديد.
وقالت: ”ثم هناك رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، التكنوقراط القدير والحصان الأسود الذي يركض عبر التضاريس، حيث سجلت الخيول السوداء تاريخيا انتصارات كبيرة، كما أن رئيس الوزراء السابق سيرجي كيرينكو الليبرالي المنهك الذي عهد إليه بوتين بمراقبة الأراضي الأوكرانية المحتلة يقف أيضا في الحلبة“.
واعتبرت ”فورين أفيرز“ أن فيكتور زولوتوف، الحارس الشخصي السابق لبوتين والرئيس الحالي للحرس الوطني قد يأمل أن يخلف رئيسه، مضيفة: ”وكذلك يفعل ألكسندر كورينكوف، الحارس الشخصي السابق لبوتين والذي أصبح الآن وزير حالات الطوارئ“.
وقالت: ”أخيرا، هناك الغرباء وهم الشيشاني الذي لا يعرف الكَلل رمضان قديروف، ويفجيني بريجوزين، أحد المقربين من بوتين، والأوليغارشية الروسية التي تسيطر على مجموعة فاغنر شبه العسكرية، كل هؤلاء المرشحين متورطون في العديد من أعمال العنف التي قام بها بوتين، بما في ذلك غزوه لأوكرانيا، وعلى السطح، يبدو أن صعود كل فرد لن يغير إلا قليلا فيما يتعلق بأجندة روسيا الخارجية“.
وأوضحت أنه بطبيعة الحال، لا يعرف المحللون ما إذا كانت الخسائر في أوكرانيا ستهز قبضة بوتين على السلطة، مشيرة إلى أن خليفته قد يستمر في نهاية المطاف في الحرب لتهدئة القوميين المتطرفين في روسيا.