ارتفع الدولار الأمريكي ليبلغ أعلى مستوى في 20 عاماً مقارنة بعملات رئيسية اليوم الخميس، مدعوماً بتشديد السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الاتحادي (الفيدرالي الأمريكي)، بعدما أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بأول تعبئة عامة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، منها اليورو والاسترليني والين، إلى 111.79 لأول مرة منذ منتصف 2002.
عزز الدولار من قوته إثر ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، فيما عمقت الأسهم، لا سيما الآسيوية والأمريكية، خسائرها يوم رفع الفائدة.
واختتمت أسواق المال الأمريكية تعاملات يوم الأربعاء على هبوط حاد، بعد قرار الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس، فيما كان الدولار الذي سجل أعلى مستوياته في 20 عاماً هو أبرز الرابحين.
وقررت لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي، لتصل إلى ما بين 3% و3.25%، وذلك ضمن نهج السياسة التشددية التي يسير عليها المركزي الأمريكي لمواجهة معدلات التضخم التي لم تكبحها معدلات الفائدة المرتفعة التي أقرها الفيدرالي في اجتماعاته الأخيرة.
وكان معدل التضخم في الولايات المتحدة ارتفع في أغسطس متجاوزاً التوقعات، وهو ما تسبب في ترجيح الأسواق أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة هذا الشهر بمقدار 75 نقطة أساس.
أظهرت بيانات وزارة العمل منذ أقل من أسبوعين أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع في أغسطس بنسبة 0.1% عن يوليو، ومقارنة بالعام السابق ارتفع المؤشر بنسبة 8.3%، وباستبعاد مكونات الغذاء والطاقة الأكثر تقلباً يكون المؤشر قد ارتفع بنسبة 0.6% عن يوليو، و6.3% عن العام الماضي.
وفي نهاية تعاملات الأربعاء، هبط مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 1.7%، كما انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 1.7%، وتراجع مؤشر «ناسداك» بنسبة 1.8%.
وبعد قرار الاحتياطي الفيدرالي، وسع مؤشر الدولار الأمريكي مكاسبه أمام العملات الرئيسية بالغاً أعلى مستوى في عشرين عاماً، وتحديداً منذ عام 2002، وصعد الدولار أمام اليورو بنسبة 1.2% وارتفعت العملة الأمريكية مقابل الين الياباني بنحو 0.4%، وزادت أمام الجنيه الاسترليني بنسبة 0.9%.
كانت العملة الأمريكية قد تلقت بعض الدعم في وقت سابق من اليوم من قرار الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بإعلان تعبئة عسكرية جزئية، مع تحذيره للدول الغربية من الاستمرار فيما اعتبره «ابتزازاً نووياً».
النفط والفائدة
وبعد قرارات الاحتياطي الفيدرالي بأسواق النفط تحولت الأسعار للهبوط، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر نوفمبر بنسبة 0.8% لتصل إلى 89.83 دولار للبرميل عند التسوية، كما انخفض سعر خام نايمكس الأمريكي تسليم نوفمبر بنسبة 1.2% بالغاً 82.94 دولار للبرميل.
وصعدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.3% أو ما يعادل 4.60 دولار لتصل إلى 1675.70 دولار للأوقية.
الأسهم اليابانية والصينية
وقبل قرار الفائدة بساعات تراجعت أسواق الأسهم اليابانية والصينية بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار الحرب الروسية، حيث تراجع مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 1.4%، وهبط مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.4%، وذلك رغم التوقعات بإبقاء المركزي الياباني على معدلات الفائدة المنخفضة دون تغيير ليخالف الزيادة التي قام بها الاحتياطي الفيدرالي، وفي الصين انخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.17%، كما تراجع مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 0.74%.
بورصات أوروبا تعاكس الاتجاه
كانت أوروبا على النقيض من الهبوط الآسيوي، حيث سجل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي ارتفاعاً 0.9%، وزاد «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.6%، وصعد «داكس» الألماني 0.8%، وارتفع «كاك» الفرنسي 0.9%.