قفز سعر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ عشرين عامًا، فور إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه صباح اليوم التعبئة الجزئية لاحتياطي الجيش الروسي، وتلميحه إلى إمكانية استخدام أسلحة نووية لردع تهديدات تواجهها روسيا.

قفزة في سعر الدولار بعد خطاب بوتين

وذكرت قناة "سي إن إن" الأمريكية أن سعر الدولار ارتفع بنسبة 0.5% مقابل سلة من العملات، ليبلغ أعلى معدل له منذ عام 2002، الأمر الذي يغري المستثمرين بتكثيف استثماراتهم في أصول مقومة بالدولار.

وأثار إعلان بوتين التعبئة الجزئية لاحتياطي الجيش الروسي وتهديده باستخدام أسلحة دمار شامل قلقًا كبيرًا إزاء احتمالات تصعيد الحرب في أوكرانيا، ونقص المعروض من الطاقة، ما قفز بأسعار النفط وأدى لهبوط الأسهم الأوروبية وتراجع الروبل الروسي.

الحرب والفائدة.. قفزة كبرى في سعر الدولار والذهب اليوم

صعود جديد.. 5 قروش ارتفاعًا في سعر الدولار بـ البنوك اليوم الأربعاء

وانخفضت مؤشرات الأسواق الأوروبية بعد إعلان بوتين التعبئة إذ زادت من مخاوف المستثمرين القلقين أصلاً من رفع معدلات الفائدة الأمريكية للمرة الثالثة هذا العام والمتوقعة في وقت لاحق الأربعاء.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3% مع انخفاض أغلب قطاعاته الفرعية. وهبط قطاع التكنولوجيا الحساس لأسعار الفائدة 1.2%، بينما ارتفعت أسهم شركات الطاقة بواحد بالمئة وسط ارتفاع في أسعار النفط.

تهديد بوتين يدفع أسعار النفط إلى أعلى

وارتفعت أسعار النفط أيضًا بقفزة كبيرة، وحققت العقود الآجلة لخام برنت مكاسب بنسبة 2.5%، ليبلغ سعر البرميل أقل قليلًا من 93 دولار. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.22 دولار أو 2.6% مسجلة 86.16 دولار للبرميل.

وتعرضت أسعار النفط لضغوط خلال الأسابيع الماضي، بسبب قوة الدولار وتوقع المستثمرين بقيام البنوك المركزية حول العالم برفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.

وأظهرت وثيقة من تحالف "أوبك+" أن المجموعة لم تحقق الأهداف الخاصة بإنتاج النفط في أغسطس، بعجز مقداره 3.583 مليون برميل يوميا يمثل نحو 3.5 بالمئة من الطلب العالمي على النفط.

الاحتياطي الفيدرالي يستعد لرفع الفائدة

ويستعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) للاجتماع اليوم الأربعاء لاتخاذ قرار بشأن سعر الفائدة، الذي يبلغ حاليًا 2.25%، ومن المنتظر بطبيعة الحال أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي زيادته، ليحدث هزة جديدة في سعر الدولار حول العالم.

وبينما يواصل الاحتياطي الفيدرالي تشديد السياسة النقدية، ستستمر البنوك المركزية الأخرى من أوروبا إلى آسيا والمحيط الهادئ وإفريقيا وأمريكا الجنوبية في رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم، وفي نفس الوقت لمنع رؤوس الأموال من الهرب إلى الولايات المتحدة للاستثمار في أدوات الدين الأمريكية المقومة بـ الدولار وذات العائد المرتفع.

وعلى مدار الأشهر الاثنى عشر الماضية، شهد سعر الدولار الأمريكي بعض التذبذب، وإن اتجه بثبات نحو الصعود أمام العملات الأخرى، ومؤخرًا قفز مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمته مقابل العملات الأخرى، بنسبة 18%.

وقالت قناة "سي إن إن" الأميركية إن الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي سيكون تاريخيًا، فعلى أقل تقدير سيتجه إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس ليبلغ 3%، أو يقدم على خطوة غير مسبوقة برفع سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس أو نقطة مئوية واحدة ليبلغ 3.25%.