أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، التعبئة الجزئية في روسيا واستدعاء جنود الاحتياط ومن يمتلكون خبرة في القتال، مما استدعي العديد من ردود الفعل متباينة.
فقد حثت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، جميع الأطراف على الدخول في حوار وبدء المشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لجميع الأطراف؛ خاصة بعد أن حذر الرئيس الروسي الغرب بشأن ما وصفه بـ "الابتزاز النووي".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ون بين، في إفادة إعلامية دورية اليوم الأربعاء، إن موقف الصين بشأن أوكرانيا ثابت وواضح.
بينما اعتبرت ألمانيا أن التعبئة الجزئية للقوات التي أمرت بها روسيا هي "تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا"، وتعهدت بالرد عليه سياسيا.
وقال نائب المستشارة الألمانية، روبرت هابيك، اليوم الأربعاء، إنها كانت "خطوة أخرى سيئة وخاطئة من روسيا، والتي بالطبع سنناقشها ونتشاور بشأنها سياسيا فيما يتعلق بكيفية الرد".
قرار التعبئة دليل على ضعف روسيا
وفي وقت سابق من اليوم، اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى أوكرانيا بريدجيت برينك، دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعبئة الجزئية لقوات الجيش والاستفتاءات الصورية على عدة مناطق "أنها علامات ضعف وفشل روسي".
وقالت برينك، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية: "لن تعترف الولايات المتحدة أبدا بمطالبة روسيا بالأراضي الأوكرانية التي يزعم أنها ضمتها، وسنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا طالما استغرق الأمر ذلك".
وكما قالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيجان، اليوم الأربعاء "إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط في البلاد، يعد تصعيدا مقلقا للحرب في أوكرانيا التي بدأت في أواخر شهر فبراير الماضي".
وأضافت كيجان - في تصريح خاص لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، أنه يجب أخذ التهديدات على محمل الجد، بينما تبدأ أوكرانيا في إحراز تقدم واستعادة الأراضي التي كانت تحتلها روسيا في السابق، مشيرة إلى أنه سيتم مساعدة الأوكرانيين بقدر استطاعتهم.
اعلان التعبئة الجزئية للجيش الروسي
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن قبل قليل التعبئة العامة الجزئية للجيش الروسي لمواجهة التحديات الحالية ولحماية أرض وسيادة روسيا الكاملة.
وقال بوتين - في خطابه للشعب الروسي - إنه وقع على قرار وزارة الدفاع بإعلان التعبئة الجزئية في البلاد، لافتا إلى أن القرار يهدف أيضا إلى حماية المدنيين في الأراضي المحررة.
بوتين يلوح باستخدام أسلحة الدمار الشامل
وقال بوتين، اليوم الأربعاء، إن بلاده تتعرض لتهديدات بالسلاح النووي، مشيرا إلى أن موسكو لديها أسلحة دمار شامل مضادة للأسلحة الغربية.
وتابع قائلا إنه "لم يعد سرا الحديث عن تدمير روسيا بالكامل في ساحة المعركة باستخدام كل الوسائل الممكنة، بما يتبع ذلك من تداعيات لنزع سيادتها السياسية والاقتصادية والثقافية وكل أشكال السيادة والنهب الكامل لبلادنا".
وتابع قائلا إن :"الحديث لا يدور حول دعم الغرب لأوكرانيا في قصف محطة الطاقة النووية في زابوروجيا، الذي يهدد بكارثة نووية، وإنما يخص بعض التصريحات من مسؤولين رفيعي المستوى في بعض دول "الناتو، حول إمكانية وقبول استخدام السلاح الدمار الشامل ضد روسيا"
وحذر الرئيس الروسي من يطلق مثل هذه التصريحات قائلا: "أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطورا من نظيراتها لدى دول "الناتو".
وشدد بوتين على أنه "أمام أي تهديدات لوحدة أراضينا أو سيادتنا نحن قادرون على استخدام هذه الأسلحة وهذا ليس خداع".
كييف بدأت الحرب في 2014
واتهم بوتين "السلطات الأوكرانية باستخدام الروسوفوبيا (أي رهاب الروس) كسلاح رئيسي، وجعلها من الشعب الأوكراني علفا للمدافع".
وإلى ذلك، شدد على أن " النظام في كييف هو من بدأ هذه الحرب، عام 2014، حين رفع السلاح في وجه مواطنيه العزل"، في إشارة إلى دونباس وشبه جزيرة القرم.