لليوم الثالث على التوالي، تشهد إيران احتجاجات غاضبة تنديدا بوفاة الشابة مهسا أميني، التي قتلت على يد "شرطة الأخلاق" عقب توقيفها الأسبوع الماضي، في حين تنفي الشرطة مسؤوليتها عن هذه الحادثة.
وامتدت الاحتجاجات إلى شوارع العاصمة الإيرانية طهران، حيث تجمع آلاف المتظاهرين للتنديد بوفاة مهسا أميني، في حين استخدمت الشرطة خراطيم المياه والهروات لتفريق المحتجين.
سقوط قتلى
أفادت وسائل إعلام محلية بسقوط قتلى وجرحى خلال احتجاجات إيران، اليوم الاثنين، حيث توفي رجلين على الأقل، وأصيب 15 آخرين، حسب جماعة "هنجاو" الحقوقية.
بينما أكد موقع "إيران انترناشيونال" سقوط 4 قتلى براص الشرطة في عاصمة كردستان، كما أصيبت فتاة تبلغ 10 سنوات برصاص قوات الأمن بمدينة بوكان غربي البلاد.
ورفع المحتجون وسط طهران شعار الموت للجمهورية الإسلامية، وهتافات ضد مسؤولي الدولة على رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي.
كما أكد المتظاهرون أن احتجاجاتهم تهدف إلى إسقاط النظام بأكمله، مرددين هتافات ضد المرشد الإيراني ونجله.
وذكرت تقارير محلية أن "بعض المشاركين في الاحتجاج قاموا بحرق حاويات نفايات وإلقاء الحجارة على سيارات الشرطة".
وأشارت إلى أن قوات مكافحة الشغب استخدمت العصي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
في حين أفادت مصادر مقربة من الحرس الثوري الإيراني، باعتقال 6 من قادة مثيري الشغب في طهران كانوا بصدد إطلاق النار على الناس في الشوارع، لإثارة غضب الناس ضد النظام.
وكانت نساء إيرانيات قد قمن بقص شعورهن وخلع حجابهن، احتجاجا على مقتل الشابة مهسا أميني الأسبوع الماضي، أثناء احتجازها لدى الشرطة في طهران.
الشرطة تنفي
قال قائد شرطة طهران الكبرى، حسين رحيمي تعليقا على مقتل مهسا أميني إن "الحادث كان مؤسفًا بالنسبة لنا ونتمنى ألا نشهد مثل هذه الحوادث".
وأوضح أن اتهامات كاذبة وُجهت ضد الشرطة الإيرانية، وأن أميني لم تتعرض لأذى جسدي أثناء وبعد احتجازها، مضيفا أن الشرطة "فعلت كل شيء" لإبقائها على قيد الحياة.
وفي ذات السياق، طالب متحدث باسم البيت الأبيض، إيران بوقف استخدام العنف ضد النساء اللواتي يمارسن حقوقهن الأساسية، وذلك على خلفية مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق".
وأضاف أنه يجب أن تكون هناك محاسبة للمسؤولين عن وفاة مهسا أميني بعدما اعتقلتها "شرطة الأخلاق" قبل أيام.
وأشار إلى أن "وفاة مهسا أميني بعد إصابتها بجروح في أثناء احتجازها لدى الشرطة لوضعها حجابا ‘غير لائق‘ إهانة مروعة وشنيعة لحقوق الإنسان.. خالص العزاء لأسرة ومحبي مهسا".
وأكد أنه “يجب أن يكون للمرأة في إيران الحق في ارتداء ما تريد دون عنف أو مضايقة.. يجب على إيران أن تكف عن استخدامها للعنف ضد المرأة بسبب ممارستها لحرياتها الأساسية.. يجب أن تكون هناك محاسبة على وفاة مهسا".
وكانت الشابة الإيرانية وصلت طهران مع عائلتها لزيارة أقاربها، لكن "شرطة الأخلاق" اعتقلتها يوم الثلاثاء، واصطحبتها مع أخريات إلى السجن، بسبب لبسها "حجابا غير لقاء"، بحجة إخضاعها لدورة إرشادية وتوجيهية في الأخلاق.
وسبق أن أكدت الشرطة أنها ستطلق سراح أميني بعد ساعة من احتجازها، لكن الشابة نقلت إلى مستشفى كسرى بالعاصمة يوم الأربعاء في غيبوبة دماغية تامة، شبه ميتة، لتؤكد عائلتها لاحقا وفاتها.
من جانبه، أمر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وزير الداخلية أحمد وحيدي بـ"التحقيق في سبب الحادث بشكل عاجل وباهتمام خاص".
فيما قالت الشرطة إنها لم تتعامل بعنف ولم يحدث أي اتصال جسدي بين الضباط وأميني أثناء وجودها رهن الاحتجاز.
وزعمت شرطة طهران أن مهسا أميني البالغة 22 عاما، أصيبت بنوبة قلبية أثناء الاحتجاز، بينما قالت عائلتها إنها لم يكن لديها تاريخ من أمراض القلب.
في حين، أعلنت عائلة مهسا أميني أنها لن تتنازل عن حق ابنتها وستلاحق المتسببين في وفاتها بكل الطرق القانونية الممكنة.
وأوضحت عائلة مهسا أميني أن وفاتها، نجمت عن إصابة بالغة في الدماغ نتيجة تعرضها لضرب مبرح في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة في العاصمة طهران.