EN 
هانى التهامى مدير أعمال جميل راتب لـ صدى البلد:
هذه حقيقة تبرعه بـ 18 مليون لمستشفى خيري وعلاقته بالفنان عمر الشريف
فقد القدرة على الكلام فى أيامه الأخيرة ودخل فى غيبوبة
يسرا ومحمد صبحى وليلى علوى وكرم النجار حرصوا على وده ولبنى عبد العزيز زارته فى المستشفى
تحل اليوم، ذكرى وفاة الفنان الراحل جميل راتب الذى قدم العديد من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ السينما والتلفزيون، اشتهر بأدوار الشر، إلا أنه كان حريصا على التنوع بين الكوميديا والتراجيديا، ويعد أحد النجوم الذين وصلوا للعالمية دون ضجيج، وفى أيامه الأخيرة كانت له وصية، أوصى بها مدير أعماله هاني التهامي، ولم تنفذ حتى الآن.
“صدى البلد” تواصل مع هانى التهامى مدير أعمال جميل راتب الذى كشف بدوره عن عديد من التفاصيل الخاصة والفنية فى حياة الفنان الراحل بالتزامن مع ذكرى رحيله، وكان لنا معه هذا الحوار.
فى البداية قال هانى التهامى: اليوم فى ذكرى رحيل الفنان القدير جميل راتب دائما ما أتذكره بالخير، كونه كان أحد النجوم الذين كان لهم أسلوب خاص، ورؤية مختلفة لمهنته “الفن”، وكان بالنسبة له هو حياته وعشقه الأول والأخير، وكلما مر هذا اليوم علي أتذكر الكثير من المواقف والذكرايات التى كانت تجمعنى به وخاصة الفترة الأخيرة من حياته التى كانت بها كثير من المعاناه، فقد عاشرته 15 عاما، واقتربت من حياته كثيرا سواء المهنية أو الشخصية، وأراه من النجوم المتواضعين وإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
بمناسبة حديثك عن اللحظات الأخيرة والمعاناة التى شهدتها فى الفترة الأخيرة من حياة جميل راتب فماذا عنها؟
الفنان الراحل جميل راتب كان على علم بأبعاد مرضه، وتعرض فى الفترة الأخيرة إلى فقدان الكلام أو بمعنى أدق كان صوته مجرد همسات، كما كان يعانى من ارتجاع أى أطعمة ومشروبات فى المعدة، وتوجهنا لعدد من الأطباء داخل مصر وفى فرنسا إلا أن المرض كان فى المرحلة الأخيرة ومن الصعب علاجه، وكان فى هذه الفترة متقبل حالته الصحية ويتعامل معها بكل هدوء، لكن فى الأيام الأخيرة من عمره وتحديدا الثلاث أيام الأخيرة كانت الأصعب عليه، ودخل فى غيبوبة كاملة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وماذا عن وصية جميل راتب التى تركها قبل وفاته ؟
جميل راتب كتب فى مظروف مقفول قبل رحيله وصيته الأخيرة وأوصانى بتنفيذها إلا أنني حتى الآن لم أتمكن من تنفيذها، كانت وصيته هى إقامة متحف له يضم عددًا من أعماله والصور الخاصة به وجوائزه إلى جانب فيلم له من تأليفه اوصى بتصويره وأن يتم عرضه على الجمهور، وحتى الآن هناك صعوبة فى تنفيذ وصيته الكاملة، خاصة أنني خاطبت عددًا من المسئولين بوزارة الثقافة إلا أنه لم يهتم أحد بهذا الأمر وأتمنى أن أحقق له وصيته فى الفترة المقبلة.
وما حقيقة التبرع بأمواله لأحد المستشفيات الخيرية فى أيامه الأخيرة ؟
جميل راتب لم يتبرع بأمواله الى أى مستشفى خيرية كما تردد فى لحظة وفاته، وقيل أنه تبرع بمبلغ 18 مليون جنبه وهو امر غير صحيح ولم يحدث، لا انه كان من الفنانين الذين يفعلون الخير باستمرار وساعد ناس كثير فى حياته، وكان على المستوى الإنسانى من النجوم القلائل الذين يتعاملون بكل احترام وود مع أى شخص.
من من الفنانين الذين كانوا يحرصون على متابعة الحالة الصحية للفنان الراحل أو زيارته ؟
هناك عدد من الفنانين المقربين له كانوا يحرصوا على التواصل معه او زيارته ولعل من أبرز هؤلاء ليلى علوى ومحمد صبحى ويسرا والمخرج الراحل كرم النجار وليلى شعير ونادية لطفى ولبنى عبد العزيز التى قامت بزيارته فى المستشفى.
وماذا عن المواقف التى جمعت بينه وبين الفنانين تظهر مدى إنسانيته ؟
هناك كثير من المواقف التى جمعته بعدد من الفنانين، ولكن يظل موقفه فى جنازة الفنانة فاتن حمامة، هو الأكثر تأثيرا الذى يعبر عن إنسانيته ووفائه لهذه الفنانة بعد أن جمعهما اعديد من الأعمال التى كانت سببا فى خلق نوع من الصداقة بينهما وقرر ان يحضر الجنازة ويقدم واجب العزاء للفنان عمر الشريف رغم أنه كان مريضا وقتها، وعلى الرغم من أن علاقته بالفنان الراحل عمر الشريف لم تكن قوية.
ما تفسيرك لتصريح جميل راتب بأنه كان لا يرغب فى الانجاب ؟
جميل راتب كان يرى أن الفن وهو عشقه الأول والأخير يؤثر عليه سلبيا فى حالة أن رزق بطفل، وكان يرى انه سيكون أب مقصر فى حق ابنه بسبب حبه الشديد للفن والذى كان يستحوذ على وقته كله، فضلا عن أن زوجته الأخيرة كانت من ديانة مسيحية، وبرغم زواجها وهى على غير ديانته الإسلام، إلا أنه قرر الارتباط بها لما راه من توافق بينهما لكن بعد الزواج بفترة ليست بالقليلة قررا الانفصال بسبب الدين والسياسة، وكان لا يرغب فى الانجاب وقتها.
ماذا عن علاقته بالنجوم العالميين وخاصة النجم العالمى أنطونى كوين ؟
جميل راتب كان على علاقة جدية بالنجم العالمي وعلى تواصل مستمر معه وخاصة أنطونى كوين، الذى يحضرنى قصة معه حيث حرص أنطونى كوين على الاستعانة بـ جميل راتب فى أحد أفلامه كمخرج مساعد، وبعدها شاركه فى عديد من الأعمال وكانت بينهما علاقة صداقة خاصة للغاية حيث كان أنطونى يبلغه بكثير من الامور الحيايتة ولعل أبرزها عندما رزق بابنه وهو فى عام 70 عاما، كما بكى انطونى كوين على كتف جميل راتب بعد رحيل كيندى.
وهل ندم على أى عمل قدمه جميل راتب طوال مسيرته الفنية ؟
لم يندم على أعمال قدمها ولكن ندم على فيلم لم يقدمه مع النجم العالمى جورج كلونى، حين رفض تقديمه بعد قراءة سريعة للسيناريو، والفيلم كان بعنوان “سريانا”، وكان يظهر فيه بشخصية دور شيخ عربى.
وماذا عن أكثر الأدوار التى كان يخاف منها جميل راتب قبل تصويرها ؟
شخصيته فى دور الشيطان بمسلسل “الكعبة مشرفة”، وكان وقتها يعرض المسلسل على إحدى القناتين الاولى أو الثانية، وكان يتعرض لعديد من الانتقادات وعندما كان يقابله أحد يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وكان ينتابه حالة من الخوف، وكذلك فيلم "الكيف" الذى كان مترددا فى تقديمه بسبب المفردات التى كان يحتويها العمل، والتى كانت بالنسبة له غريبة، لكن بالنسبة له لم يكن أفضل أفلامه.
