الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 ضربات موجعة في أسبوع.. سقوط مدوي لوزير مالية الجماعة الإرهابية بألمانيا

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

تلقت جماعة الإخوان الإرهابية ثلاث لطمات قاصمة خلال عشرة أيام، وتتصدى الحكومات لهذه الجماعة في الداخل وكذلك في الخارج.

الجماعة الإرهابية 

ثلاث لطمات قاصمة لجماعة الإخوان

وبدأت هذه الضربات الموجهة للجماعة بإعلان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إنه لا توجد علاقة للدوحة بتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية.

وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن قطر دولة منفتحة، ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة، لكننا دولة ولسنا حزبا، ونتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية.

الضربات الموجعة واللطمات على وجه جماعة الإخوان الإرهابية لم تتوقف عند هذا الحد، بل توالت، حيث كشف مسؤول بالقضاء التونسي لوكالة "رويترز" عن اعتزام تونس حظر حزب النهضة الإسلامي التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد قرار صدر في مايو الماضي بحظر سفر راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة لاتهامه في عدة قضايا.

ثالث اللطمات لجماعة الإخوان الإرهابية، جاءت بقيام المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا، أمس الأحد، بطرد كافة الواجهات الإخوانية من عضوية المجلس وفي مقدمتهم المركز الإسلامي في ميونخ واتحاد الطلبة التابع للإخوان المسلمين، كما قام بتجريد إبراهيم الزيات المعروف بوزير مالية الإخوان من كافة مناصبه داخل الاتحاد.

وكان المجلس قد عقد انتخاباته بالأمس وسط تحديات كبرى تواجه المسلمين في ألمانيا في مقدمتها استخدام الواجهات الشرعية التي تمثلهم من قبل جماعة الإخوان كأدوات للعمل لصالح الجماعة.

من جهة، أخرى قامت الحكومة الألمانية اليوم الاثنين 19 سبتمبر، بنشر خمس مقترحات لجلسة لجنة الشؤون الداخلية والوطنية المتعلقة بقضية الإسلام السياسي وهي:

أولاً : الإسلام السياسي والمتشدد ظاهرة واحدة

ثانياً : يجب الفصل في محاربة الإسلاميين المتشددين بين السنة والشيعة.

ثالثاً : يجب منع أي تأثير ديني سياسي يأتي من الشرق الأوسط

رابعاً : يجب وضع استراتيجية شاملة للتعامل مع الإسلام السياسي.

خامساً : يجب الوقوف بصلابة امام مخطط نشر أفكار الإسلام السياسي في الأوساط الألمانية.

إبراهيم الزيات

إبراهيم الزيات وزير مالية الإخوان 

ويعد إبراهيم الزيات، أحد القيادات الإخوانية المهمة، في التنظيم العالمي للإخوان، وصهر مؤسس الإخوان المسلمين في تركيا نجم الدين أربكان، وهو صاحب الاسم الأشهر المدرج في كل التقارير الاستخباراتية الألمانية الأخطر في التنظيم الدولي للإخوان عالميا.

وتولى الزيات، رئاسة الجمعية الإسلامية في ألمانيا عام 2001 بعد “غالب همت”، وهو من أصل مصرى من ناحية الأب، وأمه ألمانية، ويعيش بألمانيا.

ورغم أنه ترك رئاسة الجمعية الإسلامية إلا أنه موجود بشكل دائم ضمن التقارير الدولية عن الإخوان المسلمين، لما تثيره أقواله المحرضة مثل “الوقت مبكر لضرب الكفار ولكن آجلًا أم عاجلًا سنضرب أعداء الله والإسلام”.

كما أن إبراهيم الزيات مطلوب لدى الحكومة المصرية لتنفيذ حكم بالسجن لمدة 10 سنوات.

ومن جانبه، قال منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن تجريد إبراهيم الزيات من مناصبه والموقف الذي أخذه المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا، يعد ضربة قوية لوجود الإخوان في أوروبا ولكن لا نستطيع الحكم بأن هذه الضربة هي ضربة قاسمة سوف تؤثر بصورة كبيرة على تواجد الإخوان بصورة كبيرة في هذه القارة التي يتواجدون فيها منذ عقود كبيرة.

وأضا أديب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الجماعة الإرهابية تتواجد بصورة كبيرة في ألمانيا وأوروبا ككل، وهذا يستلزم استراتيجيات كبيرة من قبل كل دول القارة لمواجهة تنظيم الإخوان المسلمين الذين أصبحوا أكثر نفوذا داخل هذه القارة الغنية.

الإخوان في ألمانيا

أوروبا تمثل المخزون الأكبر للجماعة 

وتابع: "خاصة وأنهم يتواجدون منذ عقود كبيرة داخل أوروبا، وبالتالي تجريد إبراهيم الزيات من مناصبه داخل هذا المجلس لا يعني أن الإخوان الإخوان لم يعد لهم وجود داخل أوروبا، وإنما إبراهيم الزيات مازال موجودا بنشاطه ومازال التنظيم موجود بفعالياته".

ولفت أديب، أن هذه ضربة ضمن الضربات التي توجه للتنظيم هنا وهناك وهذا لا يعني انتهاء التنظيم لأن التنظيم يحتاج لمواجهة أكبر وهذه المواجهة تنتهي بتفكيك التنظيم ومنع أنشطته على الأراضي الأوروبية إذا أردنا أن نواجه تنظيم الإخوان المسلمين وليس بضربات هنا وهناك حتى وإن كانت هذه الضربات لقادة الإخوان ولزعماء الإخوان.

وأشار أديب - إلى أن الإخوان ينتشرون في التكتلات الإسلامية مثل المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا ويتواجدون بنشاط اقتصادي كبير ولهم تحركات ضمن أنشطة اجتماعية وبعض الأنشطة السياسية فضلا عن أن وجد الإخوان بأوروبا بمثابة المخزون الأكبر لنشاط الإخوان في العديد من الدول الأخرى مثل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأكد أديب أن تفكيك هذا الوجود وإبطال مفعول الإخوان يأتي ضمن استراتيجية عامة ومازالت أوروبا متلكئة في مواجهة التنظيم بما ينبغي أن يواجه به التنظيم، ولا بد من مواجهة شاملة تتعدى تجريد إبراهيم الزيات من مناصبه لتصل لتفكيك التنظيم وإبطال مفعوله في أوروبا وغير أوروبا. 

وتابع هذه ضربة قوية للتنظيم وستؤثر عليه ولكنها لن تنهيه وأوروبا مدعوة لمواجهة أكثر حسما. 

وتلقت جماعة الإخوان المواقف الثلاثة السابقة بصدمة شديدة وخيبة أمل لفقدانها ملاجئ كانت تفر إليها لتمارس بطشها ضد الشعوب المسالمة، "التي لا تبتغي سلطة ولا جاه، بل كل حلمها العيش في وطن آمن مستقر".

شعار الجماعة

الانسلاخ عن جماعة الإخوان الإرهابية 

ومن جهته، قال سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات والجماعات الإرهابية والمنشق عن جماعة الإخوان: بعد التصدع الذي مرت به الجماعة الإرهابية في مصر وبعض الدول العربية حدث ما يسمي بالانسلاخ من التنظيم المصري لباقي التنظيمات التابعة للجماعة في العالم.

وتابع عيد - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": على سبيل المثال التنظيم الخاص بحركة حماس أعلن أنه ليس تابع للتنظيم المصري لجماعة الإخوان، وبالنسبة لاتحاد المراكز الإسلامية في أوروبا المصنفة جماعة إرهابية، لا يريدون أن ينسبوا للإخوان، لذلك حدث شبه اتفاق عام بعدم انتخاب إبراهيم الزيات.

وأشار إلى أنه منذ وقت طويل أعلن اتحاد المراكز الإسلامية في أوروبا انفصاله عن تنظيم الإخوان في مصر، بالتالي هم لا يريدون أن ينسبوا للجماعة على الرغم من تفكيرهم الإخواني.

ولفت أنه عندما تم إعلان الاتحاد منظمة إرهابية من قبل السعودية ومصر والإمارات والبحرين، انقطع عنهم التمويل؛ لأن معظم هذه الاتحادات كانت سعودية، لذلك انسلخت هذه الاتحادات من جماعة الإخوان في مصر حتى لا تنقطع عنهم التمويلات التي تأتي من الخليج.

وعن إبرهيم الزيات، أوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن إبراهيم الزيات يعتبر من الرباعي الأكبر في جماعة الإخوان المسلمين وهم: إبراهيم الزيات وإبراهيم منير ومحمد البحيري ومحمود حسين.

وأشار عيد إلى أن جميع أموال الجماعة والتبرعات التي تحصل عليها توضع في حسابات الأربعة في البنوك بأسمائهم الشخصية، وجميعهم في العقد الثامن من العمر، وعند وفاة هؤلاء الأربعة جميع أموال الجماعة ستورث لأبنائهم.

أنصار الجماعة 

انتهاء الجماعة إلى غير رجعة للجماعة

وبالنسبة لخسارة إبراهيم الزيات للانتخابات، قال عيد إنه من المفترض أن الجماعة كانت تدرك حظوظها في الفوز بالانتخابات لأنهم خبراء بها، ولكن هذا لم يحدث، ومن الأفضل كان عدم ترشح الزيات للانتخابات وترك الأمر لأحد القيادات الشابة، ولكن القيادات التاريخية متشبثة بالمناصب والسلطة حتى هذه اللحظة.

وأشار إلى أن الأخطاء التاريخية التي حدثت من هؤلاء الأربعة التاريخيين في الجماعة، كانت كفيلة باعترافهم بالأخطاء وتنحيهم لصالح القيادات الشابة الأصغر، ولكن مازال الصراع قائما بين إبراهيم منير ومحمود حسين ومازال هناك تكتلات تحدث داخل الجماعة، مشيرا إلى أن إبراهيم الزيات يحسب على مجموعة إبراهيم منير.

وعن اللطمات التي أخذها الجماعة، أوضح الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، أن الجماعة مازالت قائمة بأفكارها وأيدلوجياتها ولكن تنظيم الإخوان لن يعود كسابق عهده قبل العام 2011.

وأشار إلى أن فكرة التنظيم الدولى تنتهت إلى غير رجعة، حيث كانوا يتجمعون في قطر ولندن تحت مسمى التنظيم الدولي ومراقبين الدول، ولكن انتهى كل ذلك.

ولفت أن الجماعة تشرزمت وانقسمت أفقيا ورأسيا، وانفصلت عن جيل الشباب وقواعدها الشبابية، وفكرة الجماعة بأنها جماعة منظمة ومتماسكة التي كان يروج لها عالميا، كل ذلك انتهى إلى غير رجعة.

الإخوان