ساهمت في تشكيل شعبيته الطاغية.. كيف كشف عادل إمام تناقضات العقل الإرهابي؟

جدل كبير انتشر خلال الأيام الماضية حول الزعيم عادل إمام، بعدما تردد شائعات حول إصابته بمرض الزهايمر، وهو ما نفته أسرة عادل إمام، مؤكدين أنه بصحة جيدة، ولا يعاني من أي أمراض.

واعتاد عادل إمام على الشائعات، لما حققه من تاريخ حافل في الفن، كتب حوله الكثير من النقاد والمبدعين، وألفت عنه كتب مختلفة.

ونرصد في هذا التقرير شهادة الدكتور والمفكر السيد يسن التي جاءت في كتاب "سيرة حياة عادل إمام" للكاتب أشرف بيدس، الصادر عن دار سما للنشر والتوزيع.

وقال السيد يسن: "استطاع عادل إمام بأدائه المبدع أن يكشف تناقضات العقل الإرهابي وأن يعري ازدواجية القيم، ولو نظرنا إلى التجارب العالمية في هذا الصدد لتأكد أن الفن ـ بكل صوره ـ لابد له أن يمارس النقد الاجتماعي والثقافي لأوضاع المجتمع، والفنانون المتميزون عادة ما تكون لديهم رؤية نقدية للحياة  تنعكس في أعمالهم الفنية".

وأضاف: " وأحيانا ما تكون عندهم رسالة يريدون إيصالها المجتمع من خلال إبداعهم الفني، ولو أردنا أن نطبق هذه الملاحظات المهمة على الفن المصري لأدركنا الأهمية البالغة لتطبيق منهج التحليل الاجتماعي للأعمال الفنية، ولو أرد أن تركز على إبداع عادل إمام في السينما لاكتشفنا أنه قام بطريقة واعية ومبدعة حقا بدور الناقد الاجتماعي للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخطورة الدور الذي قام به عادل إمام ـ والذي أكسبه شعبية طاغية ـ هو ما قام به من خلال أدائه الكوميدي المنفرد الذي يكشف عن عبقريته باعتباره مثلا جمع في شخصه أروع إبداعات التمثيل الكوميدي، عادل إمام يستحق أن تدرس أفلامه بعمق من زاوية علم الاجتماع السينمائي لكي تعرف بدقة كيف عبر عن المواطن المصري البسيط، وهمومه ومشكلاته في عشرات الأفلام، وهو في هذه الأفلام كان في الواقع بطريقته الساخرة الفريدة بصوب سهام النقد للمفسدين في الأرض من أعضاء الطبقات المستغلة الذين في ميادين السياسة مارسوا الانتهازية السياسية ورفعوا الشعارات الكاذبة لتضليل الجماهير".

وتابع: "وفي مجال الاقتصاد استغلوا الجماهير، وفي مجال الدين مارسوا التطرف والإرهاب.. ومن هنا يمكن القول أن أفلام عادل إمام تصلح في ذاتها كوثائق للتحولات الاجتماعية في المجتمع المصري في مراحله التاريخية المختلفة، ونحن كباحثين في العلم الاجتماعي ندرك تماما أهمية الأعمال الأدبية، وكذلك الأعمال الفنية من مسرح وسينما وفن تشكيلي في فهم تحولات الشخصية المصرية، وتقلبات الأوضاع الاجتماعية، وصعود وسقوط الظواهر الثقافية".