آمن أن لا حياة مع اليأس وأن الطموح والأمل للجميع وليس حكراً على المترفين، ووقف في مواجهة كل الظروف الصعبة ولم يستسلم لها، من أجل أن يصل لحلمه ويسعد أمه، لتتحول حياته من حلاق إلى طالب بكلية الطب، أنه الشاب محمد عاطف ابن مدينة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء.
ظروف آسرية صعبة
فقد محمد عاطف أباهوهو طفل صغيرا، وتمكن من جمع شتات الأسرة بعد رحلة صعبة مع الحياة ، والتنقل من مكان إلى آخربحثاً عن الأمان وسبل العيش ، وقرر أن يواجه الصعاب من أجل تحقيق حلمه و حلم والدته .
ونشأ محمد عاطف في ظروف إقتصادية صعبة للغاية منذ طفولته لكنه تسلح بالعزيمةمن أجل مواصلة الطريق نحو بناء مستقبله بنفسه وهو في المرحلة الإبتدائية.
حيث واجه صعوبة الحياة بعد وفاة والده وهو في الصف الخامس الإبتدائي ، ووالدته ربة منزل، وفي ظل الأوضاع التي عاشتها منطقةالشيخ زويد في الفترة الأخيرة ، تركت الأسرة العيش في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، وذهبت للعيش مع أقاربهم في محافظة الشرقية و بسبب قلة الإمكانيات قرروا العودة مرة آخرى إلي مدينة الشيخ زويد للاستقرار والعيش فيها من جديد .
العمل بجانب الدراسة لمواجهة الظروف الصعبة
وأكد محمد عطاف، أنه قرر تحدي الظروف الإقتصادية الصعبة التي تواجه أسرته، حيث بدأ يتعلم حرفة الحلاقة وهو في الصف الأول الإعدادي ، دون أن يهمل دراسته، وقرر أن يجتهد و يكون من الأوائل في الصف الثاني الإعدادي رغم إنشغاله بالحلاقة ، وفي الصف الثالث الإعدادي أصبح من الخمسة الأوائل .
وأشار محمد أنه لم يكتف بالحلاقة فقط، ولكنه عمل في مهنة تركيب السيراميك، وتوزيع أنابيب الغاز، وبيع مياه الشرب، وكذلك عمل بمطعم مأكولات شعبية، ومصنع مواد غذائية مجمدة في مدينة العاشر من رمضان.
حتى جاءت مرحلة شهادة الثانوية العامة، حينها قرر محمد ألا ينشغل بأي شئ سوى المذاكرة والاجتهاد دون ملل أو كلل حتى أنهى مرحلة الثانوية العامة بنجاح، كانت ظهور النتيجة من أصعب اللحظات، حيث تحول يومه من قلق إلى فرح لانه حقق حلمه وحلم والدته ووالده، واصبح الاول على مدرسة الشيخ زويد الثانوية العسكرية بمجموع 99%.
كلية الطب البشري
ونجح محمد في الالتحاق بكلية الطب البشري جامعة قناة السويس وبدأ طريق النجاح، ومن هناء جاء دور المجتمع ليكافئ هذا النموذج حيث التحق بمنحة الجورة للتعليم الجامعي الممولة من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وسط تشجيع وتحفيز من فريق العمل بالجمعية.
وتم تقديم الدعم والمساندة بتحمل الجمعية ( المصروفات الدراسية والاقامة في المدينة الجامعية وتوفير الكتب والأدوات والمستلزمات الدراسية اللازمة طوال فترة الدراسة بالكلية ) .