الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رايحين على فين!

محمود خليل
محمود خليل

إلى أين يتجه العقل الجَمعي للنساء والبنات المصريات ؟ هل إستقرت البوصلة بعد؟ من الذى يُدير الدَفة ؟ هل من مُستقبل واضح مشرق للأسرة المصرية إن إستمر الوضع على ما هو عليه؟  

لم تعرف البشرية أبداً أشد تأثيراً على عقل البنت من كلام أمّهِا ! فكلام الأمُّ للبنت لا جدال فيه ولا مناقشة معه وهو يدخل مُباشرة دون عوائق إلى عقل الإبنة ويستقر فى مكان ثابت راسخ جنباً إلى جنب مع ثوابت العقيدة والإيمان! ولهذا كان صلاح الأمُّ دائماً كافياً لصلاح البنت والأسرة و الأجيال! 

هذا ما كان أما الأن فقد أبرزت مواقع التواصل الإجتماعى العديد من الشخصيات النسائية التى تدعى معرفتها بما ينفع المرأة وما يضرها وصار هؤلاء يرسمِن طريق الحياه للبنات والنساء من واقع خبرتهن الحياتية ومن موقعهن كنجمات المجتمع!  والحقَّ أن كُلُهن نساء مُثقفات مُتعلمات قادرات على الإقناع وخطف الأنظار بما حباهن الله من القدرة على الإقناع، لكن أغلب نصائحهن تؤخِر ولا تُقدِم وتُفرِّق ولا تُجمِّع وهى تستعدى النساء على الرجال فى مشهد عبثى غير مسبوق وهى تضع معايير جديدة للرَجُل البَطَل أبعد ما تكون عما يجب أن تكون عليه الرجولة والبطولة، وقد طغى كلامهن المُتلون الحداثى البراق على النصائح الذهبية القديمة المعهودة التى توارثتها أمُهاتنا جيلاً بعد جيل. 

وصار طبيعياً أن نرى بعض هؤلاء النسوة وهن يُطالبن المرأة بالوقوف فى وجه الرجل (العدو) المُتهم دائماً بمحاولته سلب المرأة لحُريتها وكرامتها!  بينما يطالب بعضهن المرأة بالبوح بكامل عواطفها دون حياء على العَلَن فى تحد سافر للفطرة التى فَطَر التى الله المرأة عليه، وعلى الجانب الأخر خفتت أصوات أمهاتنا التى كانت تدعو دائماً للحياء والستر وإلى تقدير الزوج وتكريمه وإحترامه!

 

أما الرجال فهم يشاهدون ذلك المشهد من مواقع متعددة، وكلُّ منهم يُغنى على ليلاه، فالرجل صاحب العائلة المتفانى فى خدمة عائلته والذى يكدح ليل نهار لأجل عائلته سيُصاب حتماً بالإحباط عندما يرى أن مشهد مُمثلة تستند على كتف زوجها وهى مُغمضة العينين من فرط الحُب سيكون مشهداً مُلهماً للنساء ومنهم زوجته! ويحدُث هذا بينما يضع المسكين كتفُه وخَدْه كل يوم لزوجته وعائلته ليستندوا بل وليرتقوا عليه لكن هذا يحدث بلا تقدير ولا ملاحظة! 
والشاب المُقدم على الزواج سيتعجب عندما يرى أن وقوف أحد الممثلين بجانب زوجته فى المستشفى وهى تستعد لإجراء عملية جراحية قد صار مشهَد اليوم وحديث الساعة ! وسيَقول فى نفسه حتماً  (بس كدة؟! هو ده المطلوب؟!) وستهون فى عينيه معانى الرجولة والرعاية بعد أن تحولت من جُهد وإنفاق ورعاية إلى تنهدات ونظرات! 
أما المستهترون من الرجال فهم المُستفيد الأكبر من فشل مشروع الزواج والأسُرة، فما أحلى الحياه للرجل المُستهتِر بلا إلتزامات ولا زواج!

 

وقد صار إحترام الزوج عند هؤلاء النسوة وأتباعهن مُبالغة وصار تقدير تضحياته تخلفاً، ورفعت بعض النساء المُتزوجات من سنوات طويلة شعارات تُمجد الأب والأخ والعم والخال وتحط من قيمة الزوج من نوعية (أبى ! لم أر فى حياتى خيراً بعدك! ولم أكرم إلا فى بيتك! خالي  هو أحسن الرجال) لكن السؤال لهذه الزوجة: وماذا عن هذا الذى أنت فى بيته الأن! هلا تركتيه لحاله وذهبت إلى أبيك أو خالك إذاً!

لا بد أن تختفى النبرة العدائية ضد الرجال و التى تُغذيها بعض السيدات ولا بد أن يعود الإحترام والتقدير لدور الزوج وأفعاله وتضحياته لا لنظراته أو تنهداته وأعتقد أن هذا كله سيعود إن عاد إحترامنا لديننا وتمسكنا بقيمنا وعاداتنا!