التعدي على المنشآت الطبية والعاملين بها، مازال مستمرا، ووصل هذه المرة إلى مستشفى البنك الأهلي التابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، حيث وصفت الاعتداءات بأنها "معركة في ساحة مستشفى البنك الأهلي"، بحسب بيان نقابة الأطباء.
ماذا حدث بمستشفى البنك الأهلي؟
وبحسب بيان نقابة الأطباء - فإنه تم في حوالي الثانية بعد ظهر الجمعة 9 سبتمبر الجاري، أن أحضرت سيارة الإسعاف اثنين مصابين أحدهما بكسر بقاع الجمجمة والثاني بكسر بعظمة الساعد "الكعبرة" وجرح قطعي بالوجه، واستقبلهما الأطباء وطاقم التمريض بقسم الطوارئ، وأثناء إجراء الفحص والاسعافات الطبية بغرفة الطوارئ حاول شقيق ووالدة المصاب بكسر في الساعد الدخول إلى غرفة الطوارئ، وحاول ممرض الطوارئ أن يشرح لها حظر الدخول أثناء عمل الأطباء في إنقاذ المصابين، وثار شقيق المصاب واعتدي على الممرض بهاتفه المحمول محدثاً جرحاً بوجهه.
الاستعانة بأخرين ومهاجمة الأطباء
وتراجع الجاني مع والدته سريعاً ليعود مستعيناً بشقيقه الآخر وعدد من أهل المصاب، ليعودوا مسلحين بعصي وحوامل محاليل انتزعها من أسرة المرضى وأدوات النظافة بالمستشفى، لتبدأ معركة بالطبع انهزم فيها الأطباء والتمريض الذين لم يدرسوا في مناهج الطب والتمريض فنون القتال، ولم ترخص لهم جهات عملهم حمل أسلحة قتال، وانتصر الجناة بحصيلة خمسة مصابين وبعض تلفيات بالمستشفى.
وأصيب طبيبان بكسر باليد اليمنى وممرض بجرح متهتك بالجبهة وأعراض ما بعد الارتجاج وكدمات متفرقة بالجسم، والممرض الثاني كان نصيبه جرح قطعي بباطن اليد اليسرى، أما فرد الأمن فأصاباته كدمات وسحجات متفرقة بالجسم وكدمة بالرسغ الأيمن.
وعن غنائم الجناة من المستشفى كانت تحطيم ٣ ترولي مريض، ٣ حامل محاليل، ٢ ترابيزة غيار، ستارة هوائية، ٣ كراسي بلاستيك وعدد من أدوات النظافة.
أما غنائم الجناة من المرضى فكانت انتظار المرضى المحتاجين للكشف بقسم الطوارئ لمدة ساعتين كاملتين حيث توقف العمل اضطرارياً لعدم وجود أطباء سالمين، فالأطباء المتواجدين أحد غنائم المعركة.
وتحرر محضر بقسم شرطة المقطم وأصدرت النيابة العامة قرارها بحبس اثنين من الجناة أربعة أيام تم تجديدها بالحبس ١٥ يوماً أخرى على ذمة التحقيق.
محضر واقعة مستشفى البنك الأهلي
واستقبل الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء والدكتور أحمد حسين عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، الطبيبين المصابين وكلف محمود عباس المستشار القانوني للنقابة باتخاذ الإجراءات لتقديم الدعم القانوني للطبيبين والعاملين بالمستشفى ممن تم الإعتداء عليهم، كما خاطب الدكتور حسين خيري، الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة عن واقعة الاعتداء، مشيراً إلى قيام إدارة المستشفى بدورها في تحرير محضر بالواقعة بصفتها.
وقال الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء أن النقابة ستتدخل في هذه الواقعة بجميع صلاحيتها القانونية إضافة إلى دعم الأطباء والعاملين والحضور معهم في إجراءات التحقيق، وأضاف أن عدم الإسراع بصدور قانون خاص بالاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين بها على غرار التعدي على المنشآت العسكرية وعقوباته، ستكون معه مزيد من هذه الوقائع التي تتفاقم شراستها يوماً بعد آخر، وأشار حسين إلى أن نقابة الأطباء ستقف أمام أية محاولات للضغط على الطبيبين للتنازل عن توجيه الاتهام للجناة مؤكداً أنها جريمة لا يجوز التساهل معها وليس التنازل.
يذكر أن وزير الصحة والسكان أصدر تعليماته أثناء اجتماعه مع وفد نقابة الأطباء ٢٨ أغسطس الماضي بسرعة تشكيل اللجنة النقابية الوزارية وتحديد مواعيد دورية لانعقادها، وتعميم تعليمات بإبلاغ إدارة المنشأة الصحية بصفتها عن وقائع الاعتداء على العاملين بها أثناء تأدية عملهم.