الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى كامب ديفيد.. دهاء وعبقرية المفاوض المصري تحسم معركة استعادة الأرض |تفاصيل

ذكرى توقيع اتفاقية
ذكرى توقيع اتفاقية كامب ديفيد

تحل اليوم الذكرى الـ 44 لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن في 17 سبتمبر 1978، لإحلال السلام في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وجاءت اتفاقيات كامب ديفيد بعد محادثات ماراثونية استمرت 12 يوما في منتجع كامب ديفيد الأمريكي.

محادثات كامب ديفيد

وتم التوقيع على اتفاقيات رسمت ملامح عملية السلام بالمنطقة، أولها الاتفاقية الإطارية والتي وقعت في البيت الأبيض وشهدهما الرئيس جيمي كارتر، أما الاتفاقية الثانية والتي عرفت بالإطار النهائي لمعاهدة السلام، وبفضل التوقيع على هذا الاتفاق حصل الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراءِ الإسرائيلي مناحم بيجن على جائزة نوبل للسلام لعام 1978 بالمناصفة بينهما.

ولم تأت المعاهدة من فراغ حيث سبقها جهودا كبيرة كانت كلمة السر في التوقيع على معاهدة السلام، حيث قال اللواء سمير فرج  المحلل الاستراتيجي، إن معركة تحرير سيناء أخذت أربع مراحل وليس ثلاث كما كان يروج خلال الأعوام الماضية، موضحا أن المرحلة الأولى فى حرب 1973، عندما حررنا ودمرنا خط بارليف وتكوين رأس كوبرى بعمق 20 كيلو فى سيناء ثم المعركة الثانية وهى  المعركة الدبلوماسية والسياسية التى قام بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتوقيع إتفاقية كامب ديفيد وحرر باقى أراضى سيناء بالكامل.

محادثات كامب ديفيد

السيطرة على المنطقة "ج"

وأضاف فرج، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المعركة الثالثة هى المعركة القضائية لاستعادة أخر شبر فى طابا، أما الرابعة التى تمت هذا العام بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيراً إلى أن إتفاقية كامب ديفيد قسمت سيناء إلى ثلاث مناطق (أ ، ب ، ج) المنطقة (أ) بها قوات عسكرية مصرية محدودة العدد، والمنطقة (ب) بها قوات أمن مركزي وشرطة، والمنطقة ( ج) لا توجد بها أى قوات عسكرية، لافتاً إلى أن المنطقة (ج) كانت أحد نقاط ضعف إتفاقية كامب ديفيد والرئيس السادات حينها كان يقول، صعب الحصول على كل شيء مرة واحدة.

وتابع: أن الرئيس السادات كان يقول أنا أنجزت جزء ومن يأتي بعدي سوف يستكمل، لذا جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى واستكمل المرحلة الرابعة وهو الإتفاق مع الجانب الإسرائيلي وأصبحت المنطقة ( ج) تخضع للقوات العسكرية المصرية لذلك نقول أن هناك أربع معارك لتحرير سيناء وليس ثلاث كما كان يشاع قبل ذلك.

وأضاف: أن إتفاقية كامب ديفيد قامت بجهد كبير لاستعادة باقى الأرض واستكملت بالمعركة القضائية ثم هذا العام بإتفاق الرئيس عبدالفتاح السيسى على سيطرة القوات المسلحة المصرية على المنطقة (ج).

وأوضح أن قدر مصر دائما أن يكون لديها قادة يفكرون بشكل صحيح، وهذا ما أثبتته الأيام، حيث كان الرئيس السادات صاحب بصيرة ومخلص ووطنى وأعاد الأرض بالكامل لمصر، وكلمته حينها " نأخذ كل شيء الآن وبعدها نحل المشكلات، وها هو الآن بعد مرور السنوات واستعادت مصر سيطرتها بالكامل بالقوة العسكرية حتى خط الحدود، حيث حقق الرئيس السيسي، الجزء الأخير من سيطرة القوات العسكرية المصرية بالكامل حتى خط الحدود.

إشادة أممية بجهود تنمية سيناء

وكشف أن تقرير الأمم المتحدة الصادر هذا العام فى يناير 2022 يتحدث عن أن مصر نجحت بسياستها بالتنمية الإقتصادية والإجتماعية فى سيناء ساهم فى القضاء على الإرهاب، فقرر الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة زراعة سيناء بالبشر والحجر قبل الشجر، وكان قرارا صائباً، والتنمية التى أطلقها فى سيناء هى صاحبة الفضل فى القضاء على الإرهاب  

ومرت عملية السلام بالعديد من المراحل التمهيدية حيث اتفق الطرفان على أنه لا بديل عن استكمال عملية السلام، وكذلك القوى الدولية، حيث كانت الرسالة الأساسية لخطاب السادات في الكنيست هي طلب تنفيذ القرارين 242 و338، وكانت زيارة السادات هي الخطوة الأولى للمفاوضات مثل مؤتمر القاهرة الأولي في ديسمبر 1977.

إعلان السادات عن زيارته لإسرائيل

وفاجأ الرئيس أنور السادات العالم أجمع عندما أعلن في 9 نوفمبر 1977، أمام البرلمان اعتزامه زيارة القدس والتحدث أمام الكنيست لتحريك عملية السلام، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا كبيرا من كل القوى الدولية، وسرعان ما سارعت الحكومة الإسرائيلية الى قبول مبادرة السادات، ودعته بحرارة إلى مخاطبة الكنيست في رسالة تم تمريرها إلى السادات عبر السفير الأمريكي في مصر. بعد عشرة أيام من خطابه، ووصل السادات لزيارة رائدة استمرت ثلاثة أيام، والتي أطلقت أول عملية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.

ومن أجل إيجاد حلقة وصل بين مصر وإسرائيل، حيث لم تكن هناك آلية لإسرائيل ومصر لمتابعة المحادثات التي بدأها السادات وبيجن في القدس، لذلك اقترح الرئيس السادات أن تبدأ إسرائيل بوضع ممثل سري في السفارة الأمريكية في القاهرة، ومع "غطاء" أمريكي، فإن الهوية الحقيقية للإسرائيليين، الذين سيتواصلون بين القادة المصريين والإسرائيليين، لم تكن معروفة إلا للسفير الأمريكي في القاهرة، ولعل هذه هي المرحلة التمهيدية التي قادت لتوقيع معاهدة السلام.

توقيع معاهدة السلام

بعد ما يزيد عن سنتين من المفاوضات والمباحثات السرية، وقع الجانبان على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 مارس 1979، وذلك عقب محادثات كامب ديفيد وكانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967 بعد حرب الأيام الستة وتضمنت الاتفاقية أيضا ضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية، كما تضمنت البدء بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.