عقب الانتهاء من افتتاح شجرة السيدة العذراء مريم، أحد نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة، توجه اللواء هشام آمنه وزير التنمية المحلية ، أحمد عيسي وزير السياحة والآثار واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، إلى منطقة الخليفة لافتتاح زاوية حسن الرومي، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمها و تطويرها ورفع كفاءتها.
وقد رافقهم خلال الافتتاح كل من الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و الأستاذ أحمد عبيد مساعد وزير السياحة و الآثار لشئون مكتب الوزير واللواء حمزة درويش الوكيل الدائم لوزارة التنمية المحلية والسفير محمد حجازي مستشار وزير التنمية المحلية للتعاون الدولي والعميد هشام سمير مساعد الوزير لمشروعات الآثار والمتاحف والدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار.
ومن جانبه أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أن مسار العائلة المقدسة من المشروعات القومية التى بذلت فيها الدولة جهدًا كبيرًا ليصبح مشروعاً سياحيًا ودينيًا يجذب ملايين السياح من كل دول العالم خاصة وأن مصر تنفرد بهذا المسار مشيرًا إلى أن شجرة العذراء مريم من أبرز نقاط مسار العائلة المقدسة وتعرف باسم الشجرة المباركة، حيث استظلت بها مريم العذراء وابنها السيد المسيح عليهما السلام.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن عملية التطوير الذى قامت بها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة شملت عمل مشروع لمعالجة مشكلة الصرف الصحى بشارع المطراوي ومنطقة شجرة مريم بتكلفة ٧٠ مليون جنيه ، وتطوير المظهر الحضاري والهوية البصرية للمكان ، ورفع كفاءة المنطقة المحيطة به ، وطلاء جميع العقارات المطلة على المزار .
وأضاف محافظ القاهرة أنه تم عمل صيانة وترميم ورصف المنطقة المحيطة بشجرة مريم وشارع المطراوي المؤدي إلى الشجرة ، وطلاء واجهات العقارات المحيطة بها وتغيير أعمدة الإنارة ، وتوحيد شكل اللافتات أعلى المحال بمنطقة الشجرة ، والتنسيق مع أصحاب المحلات لفتح أنشطة تخدم المزار ، كما تم تطوير ورفع كفاءة الحديقة الأمامية بمنطقة الشجرة بالتنسيق مع هيئة الآثار ، بالإضافة إلي رفع كفاءة النظافة بالمنطقة وعمل حملات توعية للسكان بأهمية الموقع بالتنسيق مع المجتمع المدني للحفاظ عليها.
و خلال الافتتاح قام الوزيران و المحافظ بتفقد الزاوية و الاستماع لشرح من الأستاذ عاطف الدباح مدير المكتب الفني للامين العام للمجلس الأعلى للاثار، عن أعمال الترميم و التطوير التي تمت بها.
وأوضح د. مصطفى وزيري أن افتتاح زاوية حسن الرومي اليوم، يأتي في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تطوير وترميم المواقع الأثرية بمختلف عصورها التاريخية، مشيرًا إلى أنه تم توثيق الزاوية ككل من الداخل والخارج قبل البدء في أعمال الترميم، ومن ثم البدء في أعمال تنظيف وتكحيل العراميس بالواجهة الرئيسية والواجهة الجنوبية الغربية وللزاوية من الداخل، كما تم إزالة ورفع المخلفات والأتربة بالجهة الجنوبية، حيث تم الكشف عن الباب الجانبي الموجود بها أثناء الأعمال.
و قد شملت أيضًا أعمال الترميم ورفع الكفاءة للزاوية، ترميم الشبابيك الموجودة بالضريح، و تنظيف الباب الخشبي بالمدخل الرئيس، كما تم إزالة الأملاح الموجودة على الأحجار الداخلية، فضلا عن ترميم الشبابيك الجصية الموجودة، كما تم معالجة الشروخ التي كانت موجودة بالقباب واستكمال الأحجار المفقودة بالأرضية، كما تم عمل عزل كامل لسطح الزاوية حماية لها، وتبليط الممر الداخلي للزاوية ببلاطات رخامية.
إن زاوية حسن الرومي هو أحد المواقع الأثرية المسجلة في عداد الآثار الإسلامية منذ عام ١٩٥١ و تقع بشارع سكة المحجر المتفرع من ميدان القلعة بالقرب من دار المحفوظات و يعود تاريخ إنشائها إلى عام 929هـ/1522م، شيدها خاير بك للشيخ حسن الرومي، وتتخذ شكل مستطيل حيث تبلغ مساحتها ١٠م × ٩م، وتنقسم بواسطة عمودين بالوسط إلى ستة مساحات؛ ويتنوع سقف الزاوية ما بين القباب الضحلة والمقبية، ويوجد بكل من الجانب الشرقي والغربي والجنوبي للزاوية صفين من النوافذ، ويتوسط المحراب جدار القبلة وهو محراب بسيط، وفي الركن الشمالي من الزاوية الضريح المدفون به حسن الرومي، يصعد له بدرجات سلم وهو ضريح الشيخ حسن الرومي، وله نافذة تفتح بالواجهة الخارجية الرئيسية الشمالية الغربية، وبوسط هذه الواجهة باب الدخول الرئيسي للزاوية وكان تتدلى من منتصفه سلسلة حديدية كان معلق بها عمود صغير يرمز للشيخ حسن الرومي الذي كان يلقب بشيخ العامود لالتزامه بالجلوس في عمود محدد برواق الأتراك في الجامع الأزهر الشريف قرابة اربع سنوات، كما عرفت الزاوية لذلك أيضا بزاوية العمود.