سورة السجدة في فجر الجمعة .. يغفل كثيرون عن فضل سورة السجدة في فجر الجمعة، وفضل قراءة سورة فيها سجدة فجر الجمعة.
سورة السجدة في فجر الجمعة
إذا قرأ الإمام في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة والإنسان فقد أصاب السنة ، وإذا لم يقرأ بالسورتين المذكورتين فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، ولا ينبغي لأحد من الناس أن ينكر عليه فالسجدة ليست لازمة لفجر الجمعة. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بسورة السجدة:
1. عن ابن عباس رضي الله عنهما :( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة :( الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ) السجدة ، و (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) رواه مسلم .
2. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة : ( ألم تنزيل ) في الركعة الأولى وفي الثانية : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ) رواه مسلم .
من هذين الحديثين يؤخذ استحباب قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة. قرر المحققون من الفقهاء أن المقصود من قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان ليس السجدة الموجودة في السورة الأولى، وإنما المقصود هو المعاني العظيمة التي تضمنتها السورتان المذكورتان.
لذلك لا يستحب المداومة على قراءة السورتين باستمرار إن خشي أن يظن الناس أن قراءتهما واجبة. وقد ظن بعض الناس أنه لا بد للإمام أن يقرأ أي سورة فيها سجدة في فجر يوم الجمعة، وهذا الظن خطأ واضح لأن السجدة ليست مقصودة لذاتها ، وإنما المقصود السورة التي فيها وهي ( الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ) لذلك لا ينبغي للإمام أن يقرأ أي سورة أخرى فيها سجدة. قال العلامة ابن القيم : [ كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجره – يوم الجمعة – بسورتي (الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ) و (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ) ويظن كثير ممن لا علم عنده أن المراد تخصيص هذه الصلاة بسجدة زائدة ويسمونها سجدة الجمعة ، وإذا لم يقرأ أحدهم هذه السورة استحب قراءة سورة أخرى فيها سجدة ، ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة دفعاً لتوهم الجاهلين.
قال الإمام القرافي ما نصه : [ ولذلك شاع عند عوام مصر أن الصبح ركعتان إلا في يوم الجمعة فإنه ثلاث ركعات لأنهم يرون الإمام يواظب على قراءة السجدة يوم الجمعة ويسجد ويعتقدون أن تلك ركعة أخرى واجبة وسد هذه الذرائع متعين في الدين ] الفروق 12/191 .
سورة السجدة في فجر الجمعة
ما حكم المواظبة على قراءة سورة السجدة في فجر الجمعة؟ سؤال ورد الي دار الإفتاء أنه يُسنُّ قراءة سورتي السجدة والإنسان في ركعتي الفجر يوم الجمعة؛ لما ورد في السنّة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك وواظب عليه، واقتفى أثره مِن بعده أصحابُه رضي الله عنهم وسائرُ السلف.
وتابعت الدار ان قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة من السنن التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد ذلك في "الصحيحين"، بل وجاء في رواية الطبراني أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يُديم ذلك، وهذا يدفع اعتراض مَن ينكر المداومة على ذلك أو من يدعي أن من السنة ترك السنة؛ فإن هذا كلام غير صحيح على عمومه، ولو فُهِم على ظاهره لكان تناقضًا؛ إذ حقيقة المستحب والمندوب والسنة هو ما أُمِر بفعله أمرًا غير جازم؛ فهو مأمور به وليس بمستحبٍّ تركُه أصلًا، بل المستحبُّ تركُه إنما هو المكروه الذي نُهِيَ عن فعله نهيًا غير جازم، فصار تركُه لذلك مستحبًّا، وقد كان فعل الصحابة رضي الله عنهم على خلاف هذه المقولة؛ فكانوا يتعاملون مع المستحب والمندوب من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكَأَنّه واجب، فيداومون على فعله ويتلاومون على تركه؛ حرصًا منهم على التأسي بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في كل صغيرة وكبيرة من أفعاله الشريفة، حتى كان بعضهم يتأسى بأفعاله الجِبِلِّيَّة صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد روى ابن أبي شيبة في "المصنَّف" عن الشعبي رحمه الله تعالى أنه قال: "ما شهدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إلا بـتنزيل وهل أتى".
ولعل مقصود من قال ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يترك بعض المستحبات خوفًا من أن تفرض على أمته، أو يظن الناس أنها واجب، وأن العالم والمقتدى به قد يفعل ذلك لنفس الغرض، وذلك من باب سد الذرائع، كما يقوله بعض العلماء من المالكية وغيرهم.
والتحقيق أن التوسع في باب سد الذرائع غير مَرضِيٍّ، وقد يُتَصَوَّر هذا قبل استقرار الأحكام، أما بعد استقرارها وتميز المستحب من الواجب فلا مدخل لهذه المقولة، ولا مجال للأخذ بها، فضلًا عن أنَّ هذه السنة بخصوصها ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومة عليها، ولا يصح أن يُجعَل سدُّ الذرائع وأمثال هذه المقولات حاجزًا بين الناس وبين المواظبة على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أهل العلم: سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالاتباع على كل حال.
سورة السجدة في فجر الجمعة
سورة السجدة سورة مكية، ماعدا الآيات (16: 20) فمدنية، من المثاني، آياتها 30، وترتيبها في المصحف 32، في الجزء الحادي والعشرين، نزلت بعد سورة المؤمنون، بدأت بحروف مقطعة الم ، وبها سجدة في الآية (15).
سُميت «سورة السجدة» لما ذكر تعالى فيها من أوصاف المؤمنين الذين إذا سمعوا آيات القران العظيم ﴿خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون﴾ [السجدة:15]. وقال البقاعي: «واسمها السجدة منطبق على ذلك بما دعت إليه آيتها من الإخبات وترك الاستكبار».
أسباب نزول الآية (16): عن أنس بن مالك: أن هذه الآية نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة أي صلاة العشاء. رواه الترمذي وابن أبي حاتم.
وعن معاذ بن جبل: «أن رسول الله قال له، ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ رسول الله ﴿تتجافى جنوبهم﴾ [السجدة:16] … إلى ﴿يعملون﴾ [السجدة:17].». رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه.
روى البخاري وغيره عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله يقرأ في الفجر يوم الجمعة ﴿الم تنزيل﴾ "السجدة" و﴿هل أتى على الإنسان﴾ [الإنسان:1].».[5]
عن جابر بن عبد الله قال: «كان النبي لا ينام حتى يقرأ ﴿الم تنزيل﴾ "السجدة" و﴿تبارك الذي بيده الملك﴾ …».[6]
عن المسيب بن رافع أن النبي قال: «﴿الم تنزيل﴾ تجيء لها جناحان يوم القيامة تُظِلُّ صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه.»
تفسير سورة السجدة في المنام
وفي تفسير سورة السجدة في المنام قال ابن سيرين أنها من الأمور الجيدة والمريحة نفسيا لمن يراها، فقد تشير السجدة في المنام إلى أن الرائي سيصل إلى الفوز والتفوق في الحياة ويتمكن من زهد الدنيا والتخلص من الرغبة في الحياة، وهذا لأن سورة السجدة من أفضل السور التي تتميز بالكثير من الدلالات والمعاني الجيدة التي تترك على صاحبها، وهذا حيث يكون له أجر عظيم في الدنيا والآخرة، وقد تشير هذه الرؤية إلى التفوق في الحياة والنجاح والسعادة التي ينالها من الله عز وجل لرضاه الكامل عن الرائي.
كما يرى أن هذه الرؤية من خير الرؤى التي يجعل الله الرائي يحلم بها، فقد تشير إلى القوة والتوحيد بالله عز وجل والتقرب منه وسلام النفس والرضا الداخلي وأن الرائي من الفائزين بالجنة، وعندما يتم رؤية سورة السجدة في المنام في ليلة القدر قد يكون لها معنى جليل في الحياة والتقرب إلى الله وتشير إلى أن الرائي محب لصلاة قيام الليل والتعبد ليلا.