أحب الله منذ صباه ، أبهرته صغيرا قدرة الخالق على معرفة أي شئ وعمل كل شى،فاعتقد أن مهمته الدنيوية أن يتعلم وأن ينجز، واظب على صلاة تلهمه وصلا دون دعاء ، وأطلق عقله حرا يتقلب بين مدارس الحياة ، أخذ يتدبر فى النفس ، فهذه آلته فى الدنيا ، ثم خالط شعوب الارض، فهذه تجارب الاخرين. تمردت الروح على قيود العقل، فاتسع لها صدره، متجنبا الضلالات والمتاهات، فصالحت الروح النفس والعقل وبقى الجسد خادما مطيعا يدور قانعا فى فلك التوافق والانسجام. واتسع وعيه وتيقظت حواسه، فرأى الانسان والحيوان بعين جديدة، فالله الذى أحبه جعل فى الارض الخير والشر يتدافعان، وللبشر دروب وأدوار فى الحياة، فاحترم وأحب وخدم الجميع، وتطهرت روحه من دوافع الشر. شملت محبته ورحمته الحيوان بتشابه دوافعه وتباين ملكاته، فعاش سلاما فى مملكته، تعلم من حكمة الخالق أن لكل شىء وقت وسبب ، فاستوعب حقيقة المرض والموت، وارتضى دوره وأجله فى الارض حامدا الله ما أعطاه ، وجاعلا ممارسة ذاته المتوافقة فى العلم والانجاز وخدمة البشر والاجيال تعبيرا مستداما عن العرفان والمحبة للذات الالهية .
لا يعرف كثيرون لأى دين ينتمى رجل الاعمال/ مراد ‘ فهو لايحبذ الدعاية أو الحديث عما يفرق، ولا يمارس العبادات ولا الطقوس رياء، بل خالصة لله ،واضعا طاقته خدما لجلالة .

باع السيد/ مراد ممتلكات الاسرة العقارية وأشترى أرضا صحراوية استصلحها ، وزرعها نباتات عطرية حيوية عالية القيمة، مستعينآ بخبراء زراعيين ومتخصصين فى التصنيع الزراعى وعمالة من قرى قريبة ، استقر بعضهم فى مساكن صحية نموذجية ، أنشاها لهم عندما اتسعت أعماله بعوائد التصنيع مع مركز لمحو الامية والتدريب المهنى على الاشغال اليدوية لاسر العمال وعيادة طبية ومكتبة للترفيه وأجهزة العرض والتسجيل مزودة بافلام وثائقية وثقافية واكتسبت القرية المنتجة سمعة محلية وأقليمية لتميز سلعها.

يشعر السيد/ مراد برضا لا يعيقه عن توسيع أعماله وخدماته ، فالاداره نموذجية علمية وحازمة محبة والعمالة تتمتع باجور مجزية وسكن وخدمات اجتماعيه وطبية ، وتتكسب أسرهم من بيع المنتجات التقليدية. والاسواق تمتلىء بمنتج مفيد ومتطور بسعر مناسب.والمجتمع القروى الذى أقامه يحرص على مكتسباته فيتجنب التناحر الذى يعرضه للمحاسبة الصارمة، ان لم تنهه عن الصغائر المحبة والتقدير لصاحب العمل.

بلغ السيد/ مراد سن التقاعد، ولكنة مازل موفور النشاط ‘غذاؤه صحى مفيد، يتمتع بجسم رياضى وأناقة ينمان عن توافق ذوق سليم ، ويقرأ ويتعلم فى مجالات عديدة ، هو شخص مرح محب للحياة، ومنشغل بمشاعر ومشاكل الاخرين سعيا للحل والتخفيف، ولا يكاد سكان القرية يعرفون عن خصوصياته شيئا، ولكنهم أحيانا ودون وعى يتقدون بشغفه بالعلم والانجاز والتوافق، و رغم كل ماأنجزه فهذه القدوة أفضل ما قدمه لمجتمعة.