EN 
في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من تداعيات قرارات روسيا الأخيرة بقطع إمدادات الغاز عن القارة العجوز عبر خط نورد ستريم 1 تستعد عدة دول أوروبية على رأسها ألمانيا وفرنسا إلى فرض تدابير صارمة لسد نقص الغاز الروسي.
وبحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، فإنه يرجح أن يجهز الاتحاد الأوروبي لفرض ضرائب على الأرباح المرتفعة لشركات الوقود الأحفوري كما سيضع حدًا أقصى لإيرادات منتجي الكهرباء منخفضة الكربون.
وقبل حرب أوكرانيا كانت روسيا تسهم بنحو 40% من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز. وقد تراجع هذا الرقم إلى ما دون الـ10%، حيث بلغت أسعار الغاز الأوروبي خلال هذا الصيف عشرة أمثال ما كانت عليه متوسطاتها خلال العقد الماضي، ذلك أن جزءًا من الغاز يُستخدم في تشغيل مولدات الكهرباء، مما يعني أن ارتفاع أسعار الغاز يؤدي بدوره إلى ارتفاع فواتير الطاقة.
والأربعاء، أعلنت رئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن الأربعاء أن بلادها ستضع سقفا لزيادة أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء عند حدود 15% في مطلع العام المقبل وذلك في محاولات من فرنسا للتحكم في أسعار الغاز، فيما أكد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون أنه يؤيد وضع سقف لأسعار الغاز الروسي.
وقال ماكرون في تصريحات صحفية أمس إن فرنسا تساند هذا الأمر "إذا كان للمفوضية الأوروبية أن تقترح وضع سقف لسعر الغاز الذي يجري شراؤه عبر خطوط أنابيب من روسيا"، واصفًا إياه بأنه متسق مع سياسة العقوبات وتخفيض الأسعار. بينما توقع وزير المالية في فرنسا برونو لومير رجح أن يبلغ صافي تكلفة سقوف أسعار الطاقة في ميزانية 2023 ما مجموعه 16 مليار يورو.
إجراءات محدودة
وبحسب تقرير نشرته قناة "فرنسا 24"، فإن هذه الإجراءات تعتبر محدودة أكثر من تلك التي اعتمدت في وقت سابق من هذا العام والتي حدت من ارتفاع أسعار الكهرباء المنزلية عند مستوى 4% وجمدت أسعار الغاز عند مستويات أكتوبر 2021، ما ساهم في خفض التضخم في فرنسا بشكل أكبر مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة.
الاتحاد الأوروبي يتجه إلى خفض استهلاك الكهرباء
في خطاب كان مرتقب لها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى خفض استهلاك الكهرباء في أنحاء الاتحاد الأوروبي، وإلى فرض ضرائب استثنائية على شركات الطاقة، في مواجهة ارتفاع الأسعار، لتؤكد بذلك تقرير "جارديان" التي نشرت مسودة لائحة بشأن فرض حد أقصى لسعر الغاز الروسي لكنها لم تتضمن حد أقصى لسعر الغاز الروسي ولا على الغاز المستورد، بعد أن عجزت الدول الأعضاء عن الاتفاق على القيود الأسبوع الماضي.
وقالت فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي إن أسعار الغاز والكهرباء سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ اندلاع حرب أوكرانيا، داعية إلى خفض استهلاك الكهرباء بنسبة لا تقل عن 5% خلال ساعات الذروة.
خطة لتعظيم الإيرادات
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، فإنه من المتوقع أن تجني خطة تعظيم الإيرادات، التي رُسمت خطوطها العريضة في ستراسبورج الفرنسية مع مقترحات بزيادة أرباح منتجي الكهرباء من مصادر منخفضة الكربون، وتطبيق ضريبة استثنائية على قطاعات النفط والغاز والفحم، تجني أموالا تقدر قيمتها بنحو 141 مليار دولار. على أنْ توزّع تلك الأموال على العائلات والشركات في أنحاء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.
وقد تواجه الشركات المنتجة للطاقة من مصادر منخفضة الكربون -كالرياح والشمس والطاقة النووية - سقفا لأرباحها عند 180 يورو لكل ميجاوات في الساعة.
