الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

14 رسالة مهمة للرئيس السيسي من الدوحة.. تجاوز الخلافات العربية أبرزها

الرئيس السيسي وأمير
الرئيس السيسي وأمير قطر

زار الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة القطرية الدوحة لمدة يومين، بناء على دعوة من الأمير تميم بن حمد آل ثان، أمير دولة قطر، حيث ناقش الزعيمان جميع أوجه العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي وتقارب وجهات النظر في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة القضايا الإقليمية التي تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصف العربي لمواجهتها، والوقوف في وجه التحديات التي تواجه المنطقة.

زيارة تعكس التطور في العلاقات

وأجرى الرئيس  السيسي، حوارًا مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدًا فيه أن هذه "الزيارة تعكس التطور والزخم الذي اكتسبته العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة".

وقال الرئيس السيسي، إن زيارته لقطر تعكس التطور والزخم الذي اكتسبته العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، وترسخ رغبتهما في تعميقها على مختلف الأصعدة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وأضاف الرئيس: "أود أن أعرب عن تقديري لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها خلال الزيارة، والتي تعكس التطور والزخم الذي اكتسبته العلاقات في الفترة الأخيرة، كما ترسخ الرغبة المتبادلة لدى الجانبين بالتطلع لتعميق العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة لصالح البلدين والشعبين الشقيقين".

كما نوه السيسي - بأن زيارته لقطر تعكس رغبة البلدين المتبادلة لدعم التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لتحقيق هدف رئيسي، وهو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة خلال المرحلة الراهنة التي تتسم بدقة شديدة في ظل ظروف عدم الاستقرار الإقليمي والدولي الذي يجتاح العالم، الأمر الذي يتطلب تكثيف التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وقطر.

وأكد الرئيس السيسي، أن مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري بين قطر ومصر "يعد من أهم المجالات الواعدة للتفاعل بين البلدين، وهو الأمر الذي تم استعراضه بشكل مكثف ومفصل على مدار العام الماضي بين كبار المسؤولين المصريين والقطريين، وذلك في ضوء تعدد الفرص الاستثمارية وتنوعها في مصر في كافة المجالات، في ظل عملية التنمية الشاملة التي تشهدها كافة ربوعها".

وأضاف الرئيس: "هناك كثير من الأفكار والمبادرات التي تم طرحها مؤخرا بين الجانبين، ونأمل أن تنعكس بتحرك واقعي ملموس على مشروعات واستثمارات مشتركة، خاصة ما يتعلق بمجالات الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر، وصناعة البتروكيماويات، وكذا تعزيز التعاون المشترك بين صندوق مصر السيادي ونظيره القطري".

كما لفت الرئيس إلى مجالات أخرى للتعاون الاقتصادي المشترك وهي "المشروعات الزراعية التي تأتي في إطار التعامل مع الأزمة العالمية الحالية في إمدادات سلاسل الحبوب والغذاء"، مشيرا في هذا الصدد إلى اللقاء المهم مع رابطة رجال الأعمال القطريين وغرفة التجارة القطرية، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين.

كما نوه الرئيس بدور قطر وتفاعلها في عدد من الملفات السياسية الإقليمية، وتحقيقها نتائج إيجابية في التعامل مع تلك الملفات، مشيدا بالجهود الأخيرة للوساطة القطرية المبذولة من أجل دعم عملية الحوار الوطني بين النظام الانتقالي التشادي وجماعات المعارضة المسلحة، وهي "الجهود التي ندعمها ونتطلع للتعاون لتعزيزها سويا لتحقيق الاستقرار والتنمية والأمن للقارة الإفريقية".

وعن رؤيته للآفاق التي ستنعكس على المنطقة جراء استضافة دولة قطر كأس العالم 2022، هنأ فخامة الرئيس السيسي دولة قطر على استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي لأول مرة في المنطقة العربية، "وهو الأمر الذي يفتح آفاقا لاستضافة المنطقة للمزيد من الأحداث الرياضية العالمية، وإنني على ثقة في قدرة قطر التنظيمية واللوجستية لخروج هذا الحدث العالمي في أبهى صوره، وعلى نحو يليق بالأمة العربية".

وحول القمة العربية المقبلة في الجزائر، والمطلوب لاستعادة التضامن العربي، أجاب الرئيس قائلا: "في تقديري أن القمة العربية المقبلة بالشقيقة الجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب".

وأضاف السيسي: "ولكي أكون واضحا ومركزا في تلك النقطة، أشدد على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية".

كما أكد في هذا السياق على أهمية "تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها، وغلق الباب أمام أي تدخلات خارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي. تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل المنطقة العربية، وهذا هو الإطار الذي نتطلع للتعاون من خلاله مع الإخوة والأشقاء العرب خلال القمة المقبلة".

ولفت: "أما عن سبل تعزيز التضامن العربي ودور الجامعة العربية في هذا الإطار، في تقديري أنه من الضروري تجاوز الخلافات العربية البينية، مع أهمية تركيز الجهود العربية في الوقت الراهن على التنسيق والشراكة، من أجل التكامل السياسي والاقتصادي ودعم الأمن والمصالح العربية المشتركة".

الرئيس السيسي ولم الشمل العربي

وقال الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام، إن زيارة الرئيس السيسي إلى دولة قطر الشقيقة لمدة يومين زيارة عادية، وتأتي في إطار مبادرة لم الشمل العربي التي يحرص عليها الرئيس منذ توليه المسئولية.

وأضاف سلامة - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الزيارة تأتي أيضا في إطار التحضير للقمة العربية بالشقيقة الجزائر مطلع نوفمبر المقبل، نظراً لأهمية مصر وما تمثله من ثقل على المستوى الإقليمي والمستوى الدولي، موضحاً أن "مصر حريصة دائماً على فكرة لم الشمل العربي"، ودائما تمد يديها بالتعاون، و"الرئيس السيسي أصبح جزءا مهما من السياسة الدولية بل ركناً مهما". 

وأشار سلامة، إلى أن تلك الزيارة تدخل في إطار لم الشمل العربي خاصة بعد المصالحة وزيارة الأمير تميم بن حمد، لمصر يونيو الماضي، وتحسين العلاقات.

وأكد سلامة، أن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر هي تكليل للمصالحة، حيث شهدت العلاقات المصرية - القطرية تطورا إيجابيا ملحوظا منذ أن وقعت الدولتان على اتفاقية العلا في السعودية مطلع عام 2021، وانتهت الخلافات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى.

ولفت سلامة، إلى أهمية تلك التطورات على القضية  الفلسطينية نظرأً لعلاقات قطر مع حماس وتأثيرها المباشر ، فذلك سيكون فى صالح القضية الفلسطينية ، مشيراً إلى أن مصر تلعب دوراً ريئسياً فى العديد من القضايا الأقليمية بما فيهم الملف الليبيى ، سيكون لأبعاد االقمة الثنائية بين مصر وقطر مردود على الأوضاع فة ليبيا وتشاد نظراً لتداخل قطر بشكل مباشر وغير مباشر فى العديد من الدول ومنها تشاد.

وأوضح أن تلك القمة تصب فى صالح القضايا العربية أنه  تضامن عربى اخذ بشكل جاد على مستوى العلاقات الثنائية والعربية ، للمساهمة في توحيد الكلمة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وتابع سلامة: "سيكون له مردود على واقع الاستثمار والاقتصاد، حيث اجتمع الرئيس مع صندوق قطر السيادي ورجال أعمال قطريين، وسيكون لذلك إاعكاسات على مجال الاستثمار بين مصر وقطر".

وفيما يلي نرصد لكم أبرز التصريحات التي أدلى بها الرئيس السيسي - خلال الحوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، وكانت كالتالي:

- زيارتي للدوحة تعكس التطور والزخم الذي اكتسبته العلاقات في الفترة الأخيرة، كما ترسخ الرغبة المتبادلة لدى الجانبين بالتطلع لتعميق العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة لصالح البلدين والشعبين الشقيقين

- زيارتي للدوحة تعكس رغبة البلدين المتبادلة، لدعم التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لتحقيق هدف رئيسي، وهو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

- المرحلة الراهنة تتسم بدقة شديدة في ظل ظروف عدم الاستقرار الإقليمي والدولي الذي يجتاح العالم، الأمر الذي يتطلب تكثيف التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وقطر.

- مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر وقطر يعد من أهم المجالات الواعدة للتفاعل بين البلدين.

- الفرص الاستثمارية متعددة ومتنوعة في مصر في المجالات كافة، وكل ربوع الدولة تشهد عملية تنمية شاملة.

- الكثير من الأفكار والمبادرات طرحت مؤخرا بين مصر وقطر، ونأمل أن تنعكس بتحرك واقعي ملموس على مشروعات واستثمارات مشتركة، خاصة ما يتعلق بمجالات الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر، وصناعة البتروكيماويات.

- أشيد بدور قطر وتفاعلها في عدد من الملفات السياسية الإقليمية، وتحقيقها نتائج إيجابية في التعامل مع تلك الملفات.

- ندعم الجهود الأخيرة للوساطة القطرية المبذولة من أجل دعم عملية الحوار الوطني بين النظام الانتقالي التشادي وجماعات المعارضة المسلحة، ونتطلع للتعاون من أجل تعزيزها.

- على ثقة في قدرة قطر التنظيمية واللوجستية لخروج بطولة كأس العالم 2022 في أبهى صوره، وعلى نحو يليق بالأمة العربية.

- القمة العربية المقبلة بالشقيقة الجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب.

- يجب استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية.

- يجب تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها، وغلق الباب أمام أي تدخلات خارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي.

- يجب تجاوز الخلافات العربية البينية، مع أهمية تركيز الجهود العربية في الوقت الراهن على التنسيق والشراكة، من أجل التكامل السياسي والاقتصادي ودعم الأمن والمصالح العربية المشتركة.