من بين ما اشتهرت به الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الراحلة أنها تجيد قيادة السيارات ببراعة، فقد خدمت في الجيش البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية كقائدة للسيارات العسكرية وميكانيكية للشاحنات، كما شوهدت مرارًا أثناء حياتها الملكية تقود سيارتها من طراز لاندروفر في ساحات قلعة بالمورال في اسكتلندا، والتي فارقت الحياة بينما كانت تقيم فيها آخر أيامها.
وفي عام 1998 دُعي العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، وكان لا يزال وليًا للعهد آنذاك، إلى زيارة الملكة إليزابيث الثانية في قلعة بالمورال باسكتلندا.
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يروي الدبلوماسي البريطاني السير شيرارد كوبر كولز في مذكراته المنشورة عام 2012 تفاصيل موقف طريف وقع خلال زيارة الملك عبد الله، لم يشهده الدبلوماسي البريطاني بنفسه ولكنه سمع تفاصيله مباشرة من الملك عبد الله والملكة إليزابيث.
ويقول الدبلوماسي البريطاني إن الملك عبد الله دُعي إلى مرافقة الملكة إليزابيث في جولة بالسيارة داخل قلعة بالمورال، وقد وافق بعد تردد قصير شجعه وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل على تجاوزه.
وبعدما أُحضرت السيارة من طراز لاندروفر أمام باب قصر بالمورال، طُلب من الملك عبد الله الركوب في المقعد المجاور للسائق، ثم فوجئ بالملكة إليزابيث نفسها تحتل مقعد السائق وتنطلق بالسيارة.
ويضيف الدبلوماسي البريطاني أن الملكة إليزابيث، التي تجيد قيادة السيارات ببراعة وتعرف جيدًا الطرق داخل قلعة بالمورال، بدأت بزيادة سرعة السيارة على الطرق الجبلية للقلعة، وكانت تتحدث بينما تقود، الأمر الذي سبب بعض القلق لدى الملك عبد الله، فنصحها بإبطاء السرعة قليلًا والتركيز في الطريق.
وبعد 5 سنوات على هذا الموقف الطريف، عُين كوبر كولز عام 2003 سفيرًا لبريطانيا لدى السعودية، وقبل تسلم مهام منصبه التقى الملكة إليزابيث وتبادل معها حديثًا مرحًا تذكرت خلاله رحلة السيارة برفقة الملك عبد الله.
وبعد عدة أشهر من تسلمه منصبه، التقى كوبر كولز الملك عبد الله في السعودية، وأبلغه بتحيات الملكة وأخبره بما روته له الملكة عن جولة السيارة في بالمورال.
ويقول الدبلوماسي البريطاني أن الملك عبد الله ابتسم ابتسامة واسعة عندما تذكر الموقف، وقال وزير الخارجية سعود الفيصل ممازحًا "أعتقد يا سعادة السفير أن صاحبة الجلالة تقود سفينة الدولة بثبات أكثر مما تقود به سيارة لاندروفر".
وتوفيت الملكة إليزابيث الثانة الخميس الماضي 8 سبتمبر عن عمر ناهز 96 عامًا، قضت منهم 70 عامًا ملكة للملكة المتحدة منذ تتويجها عام 1952.
من المقرر أن تكون جنازة الملكة إليزابيث الثانية، الاثنين المقبل، واحدة من أكبر التجمعات لأفراد عائلات ملكية ورؤساء وسياسيين، حيث تستضيفهم بريطانيا لأول مرة منذ عقود.
ووجهت بريطانيا دعوات خلال عطلة نهاية الأسبوع لحضور مراسم جنازة الملكة، إذ من المتوقع أن يحضر حوالي 500 شخصية عالمية ما بين رئيس دولة ومسؤولين كبار أجانب.
وطُلب من غالبية الزعماء المدعوين الحضور على متن رحلات تجارية، وليس طائرات خاصة، وقيل لهم إنه سيتم نقلهم بالحافلات بشكل جماعي من موقع في غرب لندن.
وسوف تقام مراسم جنازة الملكة في كنيسة دير ويستمنستر، التي تتسع لحوالي 2200 شخص.