تعد السياحة الشاطئية أحد أهم أنواع الأنشطة السياحية التي توجد في مصر والتي تجتذب عددا كبيرا من السائحين من مختلف دول العالم، لما تتمتع به مصر من شواطئ خلابة على البحرين الأبيض والأحمر وتمتد لنحو 3000 كم.
وفي هذا الصدد، كشف المركز المصري للفكر والدراسات في دراسة حديثة نشرها، أن السياحة الشاطئية في مصر، تستحوذ على أكثر من 90% من حركة السياحة الوافدة للبلاد.
استغلال جديد لموارد الاقتصاد الأزرق
وأفادت الدراسة الحديثة بأن "مصر تمتاز بالسياحة الشاطئية، بالإضافة لسياحة اليخوت والغوص والصيد"، موضحة أن "السياحة الشاطئية تستحوذ على أكثر من 90% من حركة السياحة الوافدة لمصر".
وتمت الإشارة إلى أن قطاع السياحة في مصر "يسهم بنحو 11.9% من إجمالي الناتج المحلي، ويستوعب نحو 12.6% من إجمالي العمالة، ويشارك بنحو 21% من إجمالي الصادرات غير السلعية، و19.3% من إيرادات النقد الأجنبي، فيما بلغت نسبة نمو القطاع 16.5% عام 2019 قبل تأثره بجائحة كورونا".
وأوضحت الدراسة التي نشرها المركز المصري للفكر والدراساتأنه "في سبيل تطوير الأنشطة الاقتصادية المستدامة التي ترتبط بالاقتصاد الأزرق، يأتي الحديث عن أهمية التوسع في طرح السندات الزرقاء"، مشيرة إلى أنه "على غرار السندات الخضراء التي تهدف إلى تمويل جميع الأنشطة الاقتصادية ذات الأثر البيئي الإيجابي، تأتي السندات الزرقاء التي تركز فقط على الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالاستغلال المستدام لموارد الاقتصاد الأزرق"،حيث"تم إصدارها لأول مرة عام 2018 بجزيرة سيشل بالتعاون مع البنك الدولي بهدف دعم المشروعات البحرية ومزارع ومصائد الأسماك المستدامة، وقد نجحت في جمع 15 مليون دولار من مستثمرين دوليين، ومع حداثة إصدار السندات الزرقاء واقتصار أغلب إصداراتها في قارة آسيا، يتوقع أن تكون ذات أثر فعال في دول منطقة الشرق الأوسط، وبصفة خاصة الاقتصاد المصري، مع إتاحة العديد من فرص الاستثمار الأزرق وتنوعها".
وفي هذا الإطار، يقول الخبير السياحي علاء الغامري، إن السياحة الشاطئية أخذت حجما كبيرا من السياحة في مصر، ويجب أن يكون هناك انتشار للسياحة الثقافية أكثر من الشاطئية، فالدولة المصرية تمتلك تاريخا كبيرا وأماكن تاريخية من الأفضل أنها تنتشر بين أبناء مصر والسائحين من الخارج أيضا.
ترويج السياحة الثقافية بدلا من الشاطئية
وأضاف الغامري، في تصريحات لـ "صدى البلد"، إنه من المعتاد انتشار تلك السياحة الشاطئية في البلاد الأوروبية، بينما تنتشر السياحة الثقافية في مصر، ولكن ما يحدث الآن العكس، وذلك أنه يتم ترويج السياحة الثقافية بالدولة، من قبل وزارة السياحة والشركات السياحية.
وأشار إلى أنه يتمنى عودة السياحة المصرية مرة أخرى، بعد تحسين الظروف الاقتصادية بالعالم، موضحا أن السياحة الثقافية تشمل تاريخ مصر في الأقصر وأسوان وغيرها من الأماكن التاريخية بالدولة المصرية.
وسبق وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا؛ لمتابعة الإجراءات الخاصة بتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر، وذلك بحضور الفريق محمد عباس، وزير الطيران المدني، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار.
وأكد رئيس الوزراء فى مستهل الاجتماع، استمرار جهود الدولة فى دعم قطاع السياحة، وتقديم المزيد من التيسيرات التى من شأنها تحقيق المعدلات المرجوة وزيادة حجم السياحة الوافدة لمختلف المقاصد السياحية بمصر، من مختلف الأسواق المستهدفة.
وخلال الاجتماع، استعرض أحمد عيسى، محاور العمل لإعداد إستراتيجية وطنية طويلة المدى للسياحة المصرية حتى عام 2028.
وقال عيسى: “نستهدف زيادة أعداد السياحة الوافدة، وذلك من خلال العمل على تحسين مناخ الاستثمار فى القطاع السياحي، عبر زيادة المنشآت الفندقية، وإتاحة المزيد من الأنشطة والخدمات الترفيهية بجودة عالية، بما يسهم فى جذب المزيد من السائحين، لمختلف المقاصد السياحية، هذا إلى جانب مضاعفة حجم طاقة الطيران، بهدف نقل السائحين من مختلف الاسواق المستهدفة”.
جهود الدولة لترويج السياحة الثقافية
من ناحية أخرى، أعلنت لجنة تسويق السياحة الثقافية، أن مؤشرات موسم الشتاء المقبل إيجابية، وتوقعت أن ترتفع معدلات الحجوزات من مختلف الأسواق المصدر للحركة، خاصة الأسواق التي تعشق السياحة الثقافية، وتدخل السوق اليابانية على خط موسم الشتاء المقبل بعد رفع الحظر عن السوق المصرية، إلى جانب انطلاق معرض رمسيس وذهب الفراعنة بالولايات المتحدة، لافتة إلى أن هناك توقعات بزيادة التدفق من إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، أي أن هناك 5 أسواق سوف تقدم تدفقات جيدة للمقصد المصري خلال شتاء 2022.
وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن التقارير الصحفية التي تصدر حول المقصد السياحي المصري، في إشارة إلى تقرير شبكة "سي ان ان"، الذي أكد أن مصر ضمن أفضل المقاصد السياحية للسفر إليها في خريف العام الجاري، تشجع السائح المرتقب على البحث عن الرحلات التي تتجه إلى المقاصد المصرية عبر شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية.
وأضاف رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أن مستثمري السياحة الثقافية حاليا يستعدون لاستقبال الموسم الشتوي من خلال التواصل مع منظمي الرحلات في الأسواق المصدر للحركة، وتسليط الضوء على المقاصد الأثرية والسياحة النيلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر "عثمان" أن الرحلات النيلية من أهم وأبرز المنتجات التي يبحث عنها السائح المرتقب خلال زيارته إلى المناطق الأثرية، و قد حازت على اهتمام شبكة "سي ان ان" خلال تغطيتها، داعيا إلى استغلال الفترة القليلة المتبقية من موسم الصيف في الإعداد الجيد لزيادة تدفقات الحركة من مختلف الأسواق.
ولفت إلى أن المعرض الحالي معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" الذي انطلق في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة هو فرصة مهمة لزيادة حجم التدفقات من تلك السوق التي تعشق الحضارة المصرية، وتقوم بتدريسها ضمن مناهج التعليم لديها، كاشفا أن هناك العديد من المقاصد الأثرية تم ترميمها من بينها معبد دندرة، وهو ما يجعل لدينا فرصة للعمل على زيادة عدد الليالي السياحية لتحقيق معدل دخل أفضل من العملة الصعبة لخزانة الدولة، وخلق مزيد من فرص العمل.
انطلاق مهرجان الهجن لتنشيط السياحة
جدير بالذكر أن هناك موروثا سياحيا ثقافيا، وهو مهرجان الهجن فى العريش، الذي انطلق بعد توقفه 12 عاما على أرض سيناء وانطلق اليوم، الأربعاء، فى الثانية ظهرا.
وسباق مهرجان الهجن له مذاق خاص لدى أهالى سيناء بعد توقفه 12 عاما، ويعتبره الأهالى عرسا جماهيريا كبيرا، خاصة بعد تطهير سيناء من الإرهاب الأسود على أرض شمال سيناء فى عهد الرئيس السيسى، وذلك بالاشتراك مع القبائل العربية، بمشاركة 500 هجان من الجمال على أرض سيناء.
ومهرجان الهجن موروث ثقافى عظيم ورثناه عن الأجداد، وانطلاقه هذا العام لتنشيط السياحة بتوافد 500 جمل تم نقلها من المحافظات لشمال سيناء.
والمهرجان يمثل دعاية سياحية كبرى للدولة المصرية قبل انطلاق مؤتمر المناخ.