قال مراقبون إنه تم تحرير ثلاثين بلدة وقرية من القوات الروسية التي فرت شرقا ولم تبد مقاومة تذكر أو لم تبد أي مقاومة على الإطلاق، وهو ما يطرح أسئلة حول حقيقة قوة الجيش الروسي العظمى في العالم، فهو الثاني عالميًا بعد أمريكا، أمام معركة أوكرانيا، وفق ماذكرت صحف دولية.
ذكر المراقبون والمحللون، إنه لايمكن وصف الهجوم العسكري الأوكراني المضاد في منطقة خاركيف الشرقية إلا بالسرعة الكبيرة، والدليل الواضح عدم وجود مقاومة روسية تذكر.
وعبر المحللون عن استغرابهم، حيث قالوا إنه في غضون أربعة أيام فقط، استطاعت أوكرانيا أن تمحو 6 أشهر من هزيمتها أمام نجاح الجيش الروسي الذي كلفهم عددًا هائلاً من الضحايا.
لكن السرعة والسهولة اللتين استعادت بهما أوكرانيا السيطرة على المنطقة الواقعة غرب الحدود الروسية وشمال "جمهورية لوجانسك الشعبية" الانفصالية تثير تساؤلات.
تخلى الروس عن مواقعهم تاركين أي مدفعية أو عربات مصفحة، وهو ما يجعل انسحابهم يبدو من المنطقة شديدة التحصين وكأنه رحلة مذعورة أعقبت قتالًا عنيفًا.
لا يوجد سوى طريق ضيق واحد يربط بين مدينتي كوبيانسك وإيزيوم غير المحتلتين بالحدود الروسية.
قرار متعمد
ووفق المحللين، يظهر إن الفرار الروسي دون أي مقاومة أو معارك تذكر مع القوات الأوكرانية، يشير هذا إلى قرار متعمد تم اتخاذه في الكرملين بمغادرة المنطقة واستخدام القوة البشرية والأسلحة بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، وليس الأمر راجعًا لقوة الجيش الأوكراني أو أن الأسلحة الأمريكية والأوروبية قد قلبت المعادلة، مع الاعتراف بأنها دعمت أوكرانيا كثيرًا، لكن ليس لدرجة أن تصيب القوات الروسية بهزيمة ساحقة في ظرف أيام.
قرار على أعلى المستويات
وذكر المحللون، معبرين عن اعتقادهم بأن القرار اتخذته وزارة الدفاع الروسية، ويبدو أنه جاء من أعلى المستويات، بانسحاب تكتيكي للقوات بالكامل من خاركيف واستخدام الموارد المتاحة للاحتفاظ بالمواقع في دونيتسك، وربما على حدود لوجانسك، اللتان أعلنتا بشكل منفصل جمهوريتان مستقلتان عن أوكرانيا، من جانب واحد.
وجادل المحللون بأن ما يحصل ليس إلا تكرار لما سبق وقامت به القوات الروسية بإجراء انسحاب روسي من شمال أوكرانيا كما في أبريل الماضي.
تكرار لانسحاب أبريل
ووصفت موسكو الانسحاب في أبريل من أربع مناطق ، بما في ذلك كييف ، بأنه "بادرة حسن نية"، لكن المسؤولين والمحللين الأوكرانيين قالوا إن التراجع جاء نتيجة حسابات خاطئة وخسائر فادحة في القوى والمعدات العسكرية.
بينما رأى محللون آخرون، إن الانسحاب جاء في أعقاب التراجعات العسكرية وعدم التدريب الكافي للجنود الروس بما جعلهم لا يظهرون الكفاءة القتالية المتوقعة.
وتقول أوكرانيا، إنها قد قتلت نحو 52 ألف جندي روسي، وهو رقم ضخم لا يمكن التحقق منه إلا بعد انتهاء الحرب، لكن الواقع يقول إن الطرفين قد تكبدا خسائر فادحة في الأرواح، وهو ما يظهر إنه أثر على موسكو.