المدرسة صاحبة الفضل والذكريات الأولى، فمن منا يمكن أن ينسى تلك المرحلة، التي اختلطت فيها البراءة والطفولة بعذوبة الأيام ونقاء الطبيعة، فمدرستنا كانت تشبهنا كثيرًا، نقية نظيفة مليئة بالأزهار التي زرعناها مع أساتذتنا الأجلاء في فنائها، فكانت أجمل أزهار تلك التي كبرنا معها، وكبرت وهي تحمل ذكرياتنا وعبق أيامنا.
ولكل منا ذكريات متعددة ومختلفة مع فترة الدراسة، فالجميع متعلق بهذه المرحلة تعلقا كبيرا، فقد حفرت فى أذهاننا وقلوبنا بعض الحكم والعبر التي أسست حياتنا، ولدينا دائما حنين لها ونتمنى لو تعود بنا هذه الفترة.
وفى هذا التقرير، نرصد ذكريات المفكر الراحل الدكتور مصطفى محمود مع الدراسة.
ويحكي الدكتور مصطفى محمود، عن ذكريات طفولته بالمدرسة، فور تذكره لحظات أول يوم دراسة، قائلا: "لا أستطيع أن أنسى اليوم الأول للدراسة بما فيه من دراما ومواقف خاصة إنني كنت أتعب وأتعرض للمرض كثيرا، كما كنت متمردا منذ صغرى، لذلك حرمت من اللعب العنيف والانطلاق الذي يتمتع به الأطفال".
وأضاف، رفضت الذهاب إلى المدرسة في أول يوم للدراسة وذهبت لحضور حلقات الذكر والمولد وابتهالات المتصوفة والدراويش في مولد السيد البدوي، ولا أعلم من أخبر والدي بعدم ذهابي إلى المدرسة ولكنى أذكر أنى تعرضت لعلقة ساخنة مما زاد من كراهيتي للمدرسة، وجاء والدى معي في اليوم التالي ليطمئن على ذهابي إلى المدرسة، وشدد على المدرسين بالضغط على وضربي إذا لزم الأمر لإجباري على الحضور.