قال سفير موسكو في برلين، سيرجي نيتشايف، اليوم الاثنين، إن ألمانيا تجاوزت الخط الأحمر مع روسيا بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وأضاف الدبلوماسي أن القرار قوض عقودًا من المصالحة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والغزو النازي للاتحاد السوفيتي.
وقال نيتشايف: “حقيقة أن النظام الأوكراني يتم تزويده بأسلحة فتاكة ألمانية الصنع، والتي لا تستخدم فقط ضد أفراد الخدمة العسكرية الروسية، ولكن أيضًا ضد السكان المدنيين في دونباس، تتجاوز الخط الأحمر”.
وأضاف أنه كان ينبغي لبرلين أن تعرف بشكل أفضل “بالنظر إلى المسؤولية الأخلاقية والتاريخية التي تتحملها ألمانيا أمام شعبنا عن الجرائم النازية”.
وتابع : “لقد عبروا نهر روبيكون”، مستخدمًا مصطلحًا لتمرير نقطة اللاعودة.
وتخلت برلين عن سياستها القديمة المتمثلة في عدم إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع المسلح للانضمام إلى الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو في توفير الأسلحة لأوكرانيا.
وقالت الحكومة الألمانية إن عليها مسؤولية أخلاقية لدعم كييف حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد روسيا.
وانضمت ألمانيا إلى جهود الاتحاد الأوروبي لفصل اقتصادات الدول الأعضاء عن روسيا.
وتعتمد الشركات الألمانية على الغاز الطبيعي الروسي الرخيص لمدة خمسة عقود، منذ ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأشار السفير الروسي إلى أن الحكومة الألمانية “تصرفت من جانب واحد لتدمير العلاقات الثنائية مع روسيا التي كانت فريدة من حيث الحجم والعمق والتي تم بناؤها على مدى عقود”.
وقال نيتشايف: “من حيث الجوهر، فإن المصالحة ما بعد الحرب بين دولنا وشعوبنا آخذة في التآكل”.
ووفقًا للدبلوماسي، أدت القيود الاقتصادية المفروضة على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا إلى زيادة حادة في فواتير الخدمات، وارتفاع أسعار المستهلك، وانخفاض الدخل الحقيقي في ألمانيا.
وقال نيتشايف إن “حرب العقوبات” على موسكو يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها “إطلاق النار على نفسك” في ألمانيا، التي واجهت بالفعل احتجاجات على أزمة غلاء المعيشة.
وأشار السفير إلى أن روسيا لا تسعد برؤية الأضرار، حتى لو كانت برلين تتحمل نفسها المسؤولية عن ذلك.
وقال: “نعتقد أن العمليات الجارية هي قضية محلية لألمانيا، ولا نتدخل فيها. ومن المؤكد أننا لسنا معتادين على إلقاء محاضرات رنانة، التي يُدلي بها الغرب باستمرار على الروس”.