الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى أحداث 11 سبتمبر.. حين سقطت الهيبة الأمريكية المزيفة ودفع العرب الثمن|تفاصيل

أحداث 11 سبتمبر
أحداث 11 سبتمبر

أحداث 11 سبتمبر.. يحتل اليوم ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، والتي هزت أمريكا، أكبر قوة في العالم، والتي استهدفت برج التجارة العالمي في نيويورك، ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ولكنها لم تتوقف على ذلك، إنما أسقطت الهيبة الأمريكية حينها.

وسقطت الأسطورة التي تتحدث عن قدرة أمريكا، التي تتحدث عن الدفاع عن نفسها، وظهر ذلك من خلال الهجوم المركب وحالة الهرج والمرج التي أصابت الولايات المتحدة وأجهزتها الأمنية في هذه الفترة، بعد الهجوم الشديد على مركزي التجارة العالمي والبنتاجون في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان العالم أجمع يتحدث عن الأمن الأمريكي قبل تلك الأحداث، ولكن فجأة تم استهداف قلب الأمريكي وأهم جزء بالولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك قامت الولايات المتحدة بمراجعة جميع سياستها الأمنية، للسيطرة على مثل الهجمات التي من الممكن أن تستهدف هيبة أمريكا.

إسقاط أنظمة الشرق الأوسط

ولم يتوقف المشهد عند هذا الحد، بل أنه حدث تغيير كبير في سياسية الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، واستفادت أمريكا من أحداث 11 سبتمبر، وأسقطت العديد من الأنظمة داخل الشرق الأوسط، ومن ضمنها النظام العراقي التي كان يسبب أزمة كبيرة بأمريكا، وحلفاؤها في المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل، التي كان لديهم مخاوف كبيرة من نظام صدام حسين، فاستغلت أمريكا استغلال هذه الأحداث على الفور في تصفية بعض الدول العربية.

ونجحت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك، وخاضت حرب العراق وأسقطت بغداد وصدام، وحولت الشرق الأوسط إلى بؤرة من الإرهاب، وتسببت في زعزعة الاستقرار للعديد من البلدان، وقامت بتخريب الدول العربية.

وتلك الحادثة التاريخية لا تزال في ذكريات ومخيلة الأمريكيين، خاصةً الذين عاصروها وتحديدًا من شاهدها أمام عينيه، ومن كان داخل البرج وقت الانهيار وكُتب له النجاة، بعدما عاش لحظات ودقائق من الخوف والهلع والفزع.

وبلغ إجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصاً (باستثناء الخاطفين التسعة عشر) سقط معظمهم في نيويورك، وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246، أما في البرجين فقط قتل 2606 أشخاص مباشرة أو فيما بعد متأثرين بإصابتهم، وفي مبنى البنتاجون مقتل 125 شخصا.

وتفصيلا قد قتل فى موقع مركز التجارة العالمي في مانهاتن بنيويورك، 2753 شخصًا نتيجة تحطم رحلة الخطوط الجوية الأمريكية المختطفة 11 وطائرة يونايتد إيرلاينز 175 عن عمد فى البرجين الشمالى والجنوبي، ومن بين أولئك الذين لقوا حتفهم خلال الهجمات الأولية والانهيارات اللاحقة للأبراج، كان هناك 343 من رجال الإطفاء، و23 من ضباط الشرطة و37 من ضباط هيئة الميناء، وتراوحت أعمار الضحايا بين سنتين و85 عامًا، وما يقرب من 75-80 % من الضحايا كانوا من الرجال.

أما فى مبنى البنتاجون بواشنطن، فقد لقى 184 شخصًا مصرعهم عندما تحطمت طائرة الرحلة 77 للخطوط الجوية الأمريكية المخطوفة فى المبنى، وبالقرب من شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، لقى 40 راكبًا وأفراد طاقم الرحلة رقم 93 لشركة يونايتد إيرلاينز مصرعهم عندما تحطمت الطائرة فى أحد الحقول.

استخدام أمريكا للحركات الجماعات الإرهابية

ومن جانبه، منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إنه لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت جماعات العنف والتطرف والتمرد في منطقة الشرق الأوسط، من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها السياسية، سواء بتهديد بعض الأنظمة العربية أو بإسقاط هذه الأنظمة.

وأضاف أديب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ضمن تلك الجماعات تنظيم القاعدة، التي استخدمت تنظيم داعش وحركة الاخوان المسلمين، ونتج عن غزو الولايات المتحدة الأمريكية العراق في عام ٢٠٠٣، ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، ومن قبل هي غزت أفغانستان ودعمت المقاتلين العرب، الذين خرج من نواتهم تنظيم قاعدة الجهاد، الذي أسست من رحم هذا الدعم الأمريكي لهؤلاء المقاتلين في هذا الوقت.

وأشار أديب، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت هذه التنظيمات الإرهابية، للسيطرة علي الدول العربية، وتلك التنظيمات ليس لديها أي مانع في العداء مع أي دولة عربية.

وتابع: "الإرث الأمريكي هو مسئول بالكامل عن انتصار هذه التنظيمات، بالصورة التي عليها الان، ولذلك أتوقع أنه في ظلال احتفال بأحداث ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ وبعد مرور ٢١ عام أن تنجح هذه التنظيمات، بتكرار أحداث ١١ سبتمبر حتي بعد مرور هذه الأعوام، لأن الولايات المتحدة الذي دعمت هذه المنظمة وساعدت في تدشينها، سوف تكتوي مرة أخري بنارها في القريب العاجل أو في البعيد العاجل".

ذكرى أحداث 11 سبتمبر

وقد توافد أقارب الضحايا وكبار الشخصيات على مدار اليوم على الأماكن التى تحطمت فيها الطائرات المخطوفة فى 11 سبتمبر 2001 وفى مركز التجارة العالمي فى نيويورك ومبنى وزارة الدفاع "البنتاجون" وولاية بنسلفانيا لإحياء ذكرى أكثر الهجمات دموية على الأراضي الأمريكية.

وتأتي ذكرى العام الجاري بالتزامن مع الاحتفال بمرور عام على النهاية الفوضوية والمتواضعة لحرب أفغانستان التي شنتها الولايات المتحدة ردًا على الهجمات، ولكن إذا كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر أقل انعطافًا في تاريخ الولايات المتحدة، فإنها تظل نقطة للتفكير فى الهجوم الذى أودى بحياة ما يقرب من 3000 شخص ودفع الولايات المتحدة إلى شن "الحرب على الإرهاب" في جميع أنحاء العالم وإعادة تشكيل سياسة الأمن القومي.