عندما ذهب الإسكتلنديون إلى صناديق الاقتراع للتصويت من أجل الاستقلال عن المملكة المتحدة في سبتمبر 2014، ظهر دور الملكة الراحلة إليزابيث، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
في ذلك الوقت، تعهد زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي، أليكس سالموند، بأنه إذا دعم الناخبون الخروج من بريطانيا، الذي يزيد عمره على 300 عام ، فإن إليزابيث الثانية ستبقى "ملكة لإسكتلندا".
جاءت استطلاعات الرأي في ذلك الوقت بعكس مزاج سالموند، حيث كان المزاج الشعبي مع الملكة بــ 52٪ منه لصالح البقاء ضمن المملكة المتحدة.
وصدق ذلك الاقتراع الشعبي، الذي أخطأ معه سالموند في تقدير مزاج إسكتلندا بشأن الاستقلال، والذي تم التصويت عليه بـ55٪ لصالح البقاء، مقابل 45٪ بالاستقلال.
من بين الدروس العديدة المستفادة من استفتاء 2014 في إسكتلندا، هو أن الملكة لم تكن جزءًا مباشرًا من المشكلة، وأنها لها رصيدها الشعبي الكبير.
لكن في أيرلندا الشمالية، كان الأمر على العكس خلال معظم فترات حكمها.
أثارت سنوات العنف الدامية الثلاثون المعروفة باسم "الاضطرابات الحمراء"، النقابيين في المملكة المتحدة ضد القوميين الأيرلنديين، وكان التاج البريطاني رمزًا لكثير من الأمور التي قسمت المقاطعة.
ويعد النقابيون موالين للتاج والقيم البريطانية التقليدية التي يعتقدون أنها تكرسها، أما بالنسبة للقوميين الأيرلنديين، فهي رمز للقوات البريطانية التي أخضعت أسلافهم وضمت أراضيهم.
قُتل عم تشارلز، اللورد لويس مونتباتن، آخر نائب للملك البريطاني للهند، على يد الجمهوريين الأيرلنديين مع العديد من أحفاده، وكانت الرسالة الموجهة إلى الملكة واضحة: بأن كل سلالتها أهدافًا مشروعة لهم.
جاء ردها العلني بعد سنوات عديدة، في زيارة عام 2012 إلى أيرلندا الشمالية التي أعقبت السلام النسبي الذي جلبته اتفاقية الجمعة العظيمة، عندما صافحت يد أحد الجمهوريين الأكثر ارتباطًا بالجماعات التي تقف وراء أعمال العنف في الماضي، مارتن ماكجينيس.
وعملت الملكة الراحلة على إزالة رواسب الماضي، آخذة بتوصية المسئولين الحكوميين لها، بمصافحة ماكجينيس، حتى يرى الجميع قوة سلطتها في كل ما يتعلق بالاتحاد، وهو ما كان رسالة رمزية قوية للجمهوريين القومييبن الأيرلنديين بقيادة ماكجينيس، الذين أنهوا قبلها “على مضض”، ما يعتبرونه "كفاحهم المسلح" ضد بريطانيا العظمى، واستمروا بعدها داخل المملكة المتحدة والتاج البريطاني.
ويقول محللون: “لذا فإنه يمكن القول إن الملكة إليزابيث الراحلة، كانت عاملًا حاسمًا في بقاء المملكة المتحدة البريطانية فيما هي عليه اليوم من الوحدة”.
واعتبر مراقبون، أنها كانت بمثابة قوة موحدة، استخدمت قوتها الناعمة والتكتم بهدف وحيد هو الحفاظ على الاتحاد الملكي وبقايا الإمبراطورية والكومنولث.